وتضم الإسكندرية ثلاث مقابر لليهود، فيها العديد من الشواهد والتراكيب المميزة والمتفردة، التي تخص المشاهير من اليهود والحاخامات في منطقتي الزاريطة والشاطبي 1 و2.
وتبلغ مساحة المقابر الثلاث حوالي 15 فداناً وعمرها 170 سنة، وتضم عشرات الآلاف من الشواهد، ومنها مقبرة تتميّز بتصميم جمالي وزخارف، وبها أحواش كاملة البناء تشبه "المعابد الصغيرة"، فضلاً عن أنها تضم قبور عشرات العائلات اليهودية المشهورة.
وكانت اللجنة المكلفة بإعداد ملف المقابر اليهودية النادرة قد اختارت ستين مقبرة من بين آلاف المقابر اليهودية كي تندرج تحت قانون حماية الآثار.
وتوثق اللجنة حالياً كل قبر وتصوره، وتحدد صاحبه وتاريخه وترجمة ما عليه من كتابات عبرية، ووصف الرسومات والعلامات ووصف الشاهد.. وما إلى ذلك.
ويقول مسؤولون في وزارة الآثار إن معظم التراكيب في مقابر الشاطبي 1 تستحق التسجيل، كونها على شكل معابد وفيلات لأشهر العائلات اليهودية، منها عائلة يعقوب منشا الذي جدّد بناء معبد منشا بالإسكندرية، العائد تاريخ بنائه إلى سنة 1860، وعائلة ساويرس وعائلة ساسو.
وتشتكي الأقلية اليهودية صغيرة العدد في مصر، برئاسة ماجدة هارون، منذ فترة مما أصاب مقابر اليهود من إهمال وتعرضها للتخريب.
يذكر أن الاهتمام الكبير بالآثار اليهودية في مصر مؤخراً أثار العديد من التساؤلات حول مقدار ما ينفق من أموال على ترميم المعابد والمقابر اليهودية بمصر، والأهداف السياسية من وراء هذا الاهتمام.
فإذا كان ترميم المقابر اليهودية شأناً مصرياً خالصاً، فما دخل السفارة الإسرائيلية بالقاهرة التي أشادت بصفة رسمية بخطة الحكومة المصرية لترميم الآثار اليهودية؟
وكان وزير الآثار المصري قد نفى، مؤخراً، أن تكون تكلفة ترميم الآثار اليهودية في مصر تبلغ ملياراً و300 ألف جنيه، مؤكداً أن هذا المبلغ مرصود من أجل ترميم آثار رومانية ويونانية وإسلامية وقبطية أيضاً.