أطلق مسلحون مجهولون النار، الجمعة، على حاجز تابع لقوات النظام السوري في درعا، جنوباً، كما أسروا عنصراً من قوات النظام بهجوم منفصل على إحدى مفارز الأمن التابعة للنظام في بلدة جبا بريف محافظة القنيطرة الأوسط.
وقالت مصادر محلية، لـ"العربي الجديد"، إن حاجزا لقوات النظام السوري تعرض لهجوم من قبل مسلحين مجهولين غربي محافظة درعا، من دون معرفة نتائج الهجوم.
كما ذكرت وكالة "نبأ" المحلية أنّ مجهولين هاجموا مفرزة أمن الدولة في بلدة جبا بريف محافظة القنيطرة، واشتبكوا مع عناصر المفرزة لنحو ساعتين، تمكنوا على أثرها من السيطرة على بناء المفرزة والاستيلاء على أسلحة وذخائر كانت بحوزة عناصرها.
ولفتت إلى أن المهاجمين أسروا أحد عناصر المفرزة، بينما لاذ الآخرون بالفرار باتجاه منازل المدنيين القريبة، في حين انسحب المهاجمون بصحبة العنصر الذي أسروه، قبل وصول تعزيزات من القطع العسكرية التابعة لقوات النظام المحيطة بالبلدة.
وجاء الهجوم بعد 3 أيام من تفجير عبوة ناسفة في بلدة زبيدة، القريبة من جبا، أودت بحياة أحد أبرز وجهاء محافظة القنيطرة المدعو عيسى الجناطي، من دون معرفة الفاعلين.
وتعتبر جبا مركزاً لمليشيا "لواء صقور القنيطرة" المدعومة من "حزب الله" اللبناني وإيران، وهي المرة الأولى التي تحصل اشتباكات داخل البلدة، منذ سيطرة قوات النظام وحلفائها على جنوب سورية قبل عامين.
بالتزامن، تعرضت قوات النظام لخسائر بشرية في ريف محافظة السويداء المجاورة لدرعا، حيث قتل 3 عناصر من قوات النظام وأصيب 3 آخرون، جراء انفجار عبوة ناسفة ضمن منطقة سد الزلف في بادية السويداء، بحسب "المرصد السوري لحقوق الإنسان".
ولا تزال محافظة درعا جنوبي سورية تعيش أجواء من التوتر نتيجة المواجهات التي شهدتها خلال اليومين الماضيين بلدة أم ولد، القريبة من الحدود مع الأردن، بعد إقدام قوات النظام على اعتقال عدد من أبناء البلدة التي لم تخضع حتى الآن لسيطرة النظام الكاملة بعد سيطرته على المحافظة قبل عامين.
ودخلت أجهزة النظام الأمنية البلدة، الأربعاء الماضي، بمساعدة متعاونين محليين يعملون لصالحها، إضافة إلى قائد سابق في المعارضة المسلحة، كان قد تم تهجيره إلى الشمال السوري، لكنه عاد باتفاق مع جهاز الأمن العسكري التابع للنظام، لمساعدة الأخير على تحقيق عملياته في الجنوب السوري.
وأفاد الناشط الصحافي محمد الشلبي، لـ"العربي الجديد"، بأن قوة مشتركة من الأمن العسكري والمخابرات الجوية دخلت إلى البلدة واعتقلت ثلاثة ناشطين، منهم اثنان من عائلة الأيوبي، إضافة إلى الصحافي وليد الرفاعي، وذلك بالتنسيق مع مجموعتي أبو علي اللحام وعماد أبو زريق القيادي السابق في الجيش الحر، والمتعاون حالياً مع شعبة المخابرات العامة.
وأوضح الشلبي أن اشتباكات بالأسلحة الخفيفة دارت بين المقتحمين ومقاتلين محليين في البلدة، ما أدى إلى مقتل شخص وجرح آخرين، إضافة إلى حرق ثلاثة منازل تابعة لمقاتلي المعارضة في البلدة.
وأضاف الشلبي أنه بعد نداءات استغاثة من قبل أهالي ووجهاء البلدة، تدخلت عناصر الفيلق الخامس من مدينة بصرى لوقف الاشتباك، مع إعطاء مهلة لإطلاق المعتقلين الثلاثة، مشيراً إلى أن عمليات الاعتقال التي تقوم بها قوات النظام وأجهزته الأمنية تتواصل في درعا، على الرغم من الضمانات الروسية للتسويات التي تمت مع النظام قبل عامين بعدم ملاحقة المقاتلين التابعين للمعارضة ممن يحملون بطاقات تسوية.