يسابق الرئيس التونسي، الباجي قائد السبسي، الزمن لإنقاذ نداء تونس من مزيد الانشقاقات والتصدعات، وقد توالت في الفترة الأخيرة الاجتماعات التي يقوم بها السبسي مع العديد من الأطراف، من أجل التسريع بحلول، وللوصول إلى مبادرات جديدة تعيد شتات الحزب الحاكم الذي اهتزت صورته كثيرا لدى الرأي العام في تونس.
ويسعى الرئيس التونسي إلى تكوين لجنة جديدة لإنقاذ الحزب، مع الحرص على أن تتكون هذه اللجنة من شخصيات مستقلة، وهو ما يجعل اسم نجل الرئيس التونسي، حافظ قائد السبسي يطرح أحيانا داخل هذه اللجنة، وتارة لا يطرح.
وبحسب مراقبين، فإن مجرد طرح اسم نجل الرئيس التونسي من شأنه أن يعقد الوضع أكثر، ولن يخرج النداء من أزمته، خاصة أن العديد من الجهات تحمّل نجل الرئيس مسؤولية الأزمة التي يتخبط فيها الحزب الحاكم.
وبموازاة ذلك فإن لقاء منتظرا سيجمع، يوم الإثنين، رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي، والأمين العام المستقيل من حركة نداء تونس محسن مرزوق.
ويأتي هذا اللقاء بحسب تسريبات تحصلت عليها "العربي الجديد" بطلب من محسن مرزوق، وليس بطلب من رئيس الجمهورية كما انتشر في بعض وسائل الإعلام المحلية.
يذكر أن اتصالا هاتفيا حصل بين الأمين العام المستقيل، محسن مرزوق والسبسي، مباشرة بعد إحياء الذكرى الخامسة للثورة، ويعتقد مرزوق وبعض المستقيلين أن هناك رسائل وجهت إليهم في قول السبسي:" لا وريث لي في الحكم" و"لست بوريث الزعيم الحبيب بورقيبة".
من جهته، أكدّ القيادي السابق في نداء تونس، ومؤسس تيار الأمل، فوزي اللومي في تصريح لـ"العربي الجديد" أن اللقاء بين مرزوق والسبسي لا علاقة له بأزمة نداء تونس.
وقال اللومي الذي اقترح اليوم الأحد خارطة طريق لإنقاذ الحزب، إن الإصلاح لا يزال ممكنا داخل نداء تونس، مبينا أن تيار الأمل كتيار إصلاحي عليه أن يضع مقترحات ، وأن الوقت لم يتأخر لرأب التصدعات، و الانشقاقات التي اجتاحت الحزب مؤخرا.
اقرأ أيضا: انشقاقات الأحزاب التونسية منذ الثورة: تحالفات من ورق
وكان اللومي نشر، اليوم الأحد عبر صفحته على فيسبوك ما سماه خارطة طريق "تيار الأمل" لإنقاذ نداء تونس من الأزمة غير المسبوقة التي يعيشها.
وقال اللومي إن مؤتمر سوسة كان القطرة التي أفاضت الكأس، واصفا إياها بالانقلاب على توافقات لجنة 13، مبينا أنها ضرب للديمقراطية ما أدى إلى الاستقالات غير المسبوقة في النداء.
وطالب اللومي باعتبار مؤتمر سوسة، وما أنجر عنه من نتائج لاغيا وليس له قيمة قانونية وسياسية، وإلى إلغاء الإدارة المركزية للهياكل، وكل القرارات الصادرة عنها في المدة الأخيرة، هذا إلى جانب إحداث لجنة وطنية محايدة تقوم بتسيير الحزب إلى حدود المؤتمر الانتخابي المقبل.
وطالب بتنظيم مؤتمر انتخابي ديمقراطي في أجل لا يتجاوز شهر سبتمبر/أيلول 2016.
في المقابل ، يرى ملاحظون أن لقاء مرزوق بالرئيس التونسي، ومقترحات اللومي الأخيرة لن يكون لها تأثير كبير لأن السبسي يتجه نحو اختيار شخصيات محايدة في تكوين اللجنة الجديدة، وبالتالي تظل هذه المبادرات واحدة من مقترحات كثيرة فرضتها أزمة النداء.
وقالت إحدى النائبات ممن جمدن عضويتهن في نداء تونس، ليلى الشتاوي، لـ"العربي الجديد" إن الإصلاح لا يزال ممكنا داخل النداء، مبينة أنها ستبقى وفية لهذا المشروع، خاصة أنه تم انتخابها عن حركة نداء تونس.
واعتبرت النائبة أن مؤتمر النداء في سوسة صفحة يجب على الجميع نسيانها، مؤكدة ضرورة أن تطوى نهائيا.
وأكدت الشتاوي، أن مطلب الندائيين، حل المكتب السياسي المنتخب لأنه غير شرعي، ولا يمثل المناضلين الذين أعطوا أصواتهم للنداء، مبينة أنه تم مؤخرا الابتعاد كثيرا بالحزب عن منطق التوافقات والحوار، وطالبت بوضع مكتب جديد يضم كفاءات وشخصيات تحضى بالثقة.
وقالت الشتاوي:" نأمل فعلا، أن يفهم المشرفون على الحزب، أن ما حصل في مؤتمر سوسة عمل غير مقبول بعد ثورة 14 يناير، ولكن فهم الحقيقة والإسراع بالإصلاح سيمكن من تحقيق خطوات إيجابية".
اقرأ أيضا: الاستقالة بصفوف "الوطني الحر" رفضاً للانصهار مع "نداء تونس"