تنظيم "ولاية سيناء" يواصل عملياته وخسائر للجيش المصري

05 يناير 2016
الجيش المصري غير قادر على تأمين سيناء (فرانس برس)
+ الخط -
تصاعدت الأحداث والمواجهات بين قوات الجيش المصري ومسلحين تابعين لتنظيم "ولاية سيناء"، خلال اليومين الماضيين، وسط حالة من الخوف والذعر انتابت الأهالي.

ولم يتوقف "تنظيم ولاية سيناء" عن تنفيذ عملياته ضد قوات الجيش والشرطة، ولكنه اتبع طريقة جديدة من خلال زرع عبوات ناسفة في قلب مدينة العريش، والتي حصدت عشرات القتلى والجرحى خلال الشهرين الماضيين.

وواجه الجيش المصري أزمة كبيرة في عدم إيقاف هذه العبوات التي تلاحق مدرعات وآليات الجيش والشرطة، فضلاً عن استهداف الكمائن والحواجز الأمنية الثابتة والمتحركة.

ولم يعد يعتمد الجيش على الحملات المكبرة على مناطق نفوذ التنظيم المسلح في مناطق الظهير الصحراوي لمدينتي رفح والشيخ زويد، ومنهما إلى مدينة العريش، ولذلك تراجعت المواجهات المباشرة بين الطرفين.

اقرأ أيضاً: مقتل ضابط مصري واشتباكات في سيناء

وتمكن "ولاية سيناء" من نقل مسرح العمليات إلى العريش، على الرغم من اعتبارها الأكثر أمناً في سيناء، لتواجد الجيش والشرطة بكثافة، فضلاً عن اعتبارها مركز ثقل العمليات ضد العناصر المسلحة.

وقللت مصادر قبلية من صحة الأخبار التي نشرها المتحدث العسكري باسم الجيش المصري، حول سقوط عشرات القتلى من المسلحين، متسائلاً: "أين تلك الجثث كلها؟".

وسقط من قوات الجيش خلال اليومين الماضيين، نحو 6 عسكريين، بينهم ضابطان على الأقل، وإصابة ما يتجاوز 15 مجنداً، خلال معارك واشتباكات طاحنة مع عناصر "ولاية سيناء".

وبحسب مصادر عسكرية خاصة، فإن الهدف من الحملة العسكرية على رفح والشيخ زويد خلال اليومين الماضيين، كانت لتخفيف الضغط على العريش، لناحية منع وصول العناصر المسلحة إلى المدينة وزرع العبوات الناسفة واستهداف قوات الجيش والشرطة.

وقالت المصادر لـ"العربي الجديد" إنه تقرر الضغط على العناصر المسلحة ومداهمة مراكز ثقلها ونفوذها، لإشغالها ومنعها من تنفيذ عمليات في العريش.

وأضافت أن الجيش اعتمد على عدم الخروج بحملات كثيرة مثلما كان يحدث، لعدم استهدافها من قبل المسلحين، والاكتفاء بالاحتماء بالعريش، ولكن هذا صعّد الموقف.

وشددت على وجود هدف من الحملات الأخيرة وهو وقف تمدد التنظيم إلى داخل العريش، فضلا عن عدم وجود نية مسبقة لتمدد الحملات، ولكن الهجوم العنيف على القوات أدى إلى صدور قرار بمتابعة الحملات.

وتفند الوقائع التي تحدث في سيناء ادعاءات مستمرة من المتحدث العسكري وخبراء عسكريين، عن سيطرة الجيش على الأوضاع وتصفية عناصر مسلحة.

وشددت المصادر القبلية على عدم صحة الأخبار التي ينشرها المتحدث العسكري، متسائلة: "أين يوجد الـ 50 ولا الـ 60 اللي قالوا عليهم قتلوا؟".

وتابعت بالقول: "لم نر أي جثث في الأماكن التي تحدث عنها الجيش وقام بمداهمتها، ثم أين تلك المداهمات والاشتباكات مستمرة والتوتر قائم منذ يومين".

من جانبه، قال الخبير العسكري، اللواء يسري قنديل، إن الجيش ينفذ عمليات ضد العناصر المسلحة بين الحين والآخر، وهو أمر متروك لقادة القوات والجيوش.

وأضاف لـ"العربي الجديد"، أن الجيش لا بد له من تحديث خطط مواجهة الإرهابيين، حتى لا تقع خسائر في الجيش، وإن كان هذا وارد بشكل كبير، في ظل حروب العصابات.

المساهمون