وقال التنظيم، في بيان نشره عبر معرفاته الرسمية، إنّ "ساحة الجهاد في بلاد الشام تمرّ بمرحلة حاسمة وخطيرة، واجتمعت قوى الشر على المشروع الجهادي". وأضاف "نحن في تنظيم حراس الدين نرفض البيان والمؤتمرات حول إدلب، ونحذر من هذه المؤامرة الكبرى، ونذكر بما حصل في البوسنة باتفاقية نزع السلاح، وننصح إخواننا بالعودة إلى الله ومحاسبة النفس".
وتشكّل تنظيم "حراس الدين"، في فبراير/شباط الماضي، من سبع مجموعات عسكرية انشق معظمها عن "هيئة تحرير الشام"، بسبب اعتراضهم على التعاون مع تركيا.
وأبرز المجموعات المشكلة للتنظيم: "جيش الملاحم، جيش الساحل، جيش البادية، سرايا الساحل، سرية كابل، جند الشريعة، ويقودهم أبو همام الشامي، وهو قيادي سابق في هيئة تحرير الشام".
ويُعد هذا أول بيان يرفض علناً الاتفاق من جانب التنظيمات في إدلب، في حين تجنّب التنظيم الأكبر المحسوب على الجماعات المتشددة وهو "هيئة تحرير الشام"، الإعلان عن موقف صريح من الاتفاق.
وصدرت، سابقاً، تعليقات من قبل مشايخ في "الهيئة" أو ممن هم محسوبون عليها، ترفض الاتفاق، وذلك وسط اعتقاد بوجود انقسامات داخلها بين مؤيد للاتفاق ولعدم الصدام مع تركيا، وغالبيتهم سوريون، ومعارض للاتفاق ومستعد للمواجهة العسكرية مع الجميع، وغالبيتهم من العناصر الأجانب.
والإثنين الماضي، أعلن الرئيسان التركي رجب طيب أردوغان، والروسي فلاديمير بوتين، بعد قمة في مدينة سوتشي جنوبي روسيا، الاتفاق على إقامة منطقة منزوعة السلاح تفصل مناطق النظام عن مناطق المعارضة في إدلب. وحال الاتفاق دون تنفيذ النظام السوري وحلفائه هجوماً عسكرياً على إدلب، آخر معاقل المعارضة، حيث يقيم نحو 4 ملايين مدني، بينهم مئات الآلاف من النازحين.
من جهتها، أعلنت "جبهة أنصار الدين"، اليوم الأحد، رفضها للاتفاق، معتبرة أنّ هناك "معركة وجودية" في إدلب.
وقالت "جبهة أنصار الدين"، في بيان، "نؤكد رفضنا للاتفاق، ونحذر من الركون لوهم التفاهمات الدولية، والجريان وراء حلول سياسية، وندعو الجميع ليكونوا على قدر من المسؤولية، وأن يتجاوزوا خلافاتهم، فالمعركة وجودية".
واعتبرت أنّ الاتفاق الروسي التركي "هو استكمال لمسار أستانة الهادف إلى وأد الثورة السورية عبر حل استسلامي"، بحسب البيان.
وتشكّلت "جبهة أنصار الدين" في 25 يوليو/تموز 2014، من اندماج حركتي "شام الإسلام" و"فجر الشام"، وانضمت إلى "هيئة تحرير الشام" مطلع عام 2017، ثم انفصلت عنها منتصف يونيو/حزيران الماضي.
وتنشط الجبهة، حالياً، في محافظة إدلب وريفي حلب واللاذقية، وتضم بين صفوفها عناصر من المغرب والسعودية والشيشان.
في المقابل، أعربت "الجبهة الوطنية للتحرير"، وهي أكبر تشكيل عسكري معارض في الشمال السوري، عن تقديرها الموقف التركي عقب اتفاق سوتشي حول إدلب، موضحة أنّها ستتعاون مع "الحليف التركي لتجنيب المدنيين ويلات الحرب".
وأعربت "الجبهة الوطنية للتحرير"، في بيان، عن عدم ثقتها بروسيا، موضحة أنّه "ثبت لدى الجميع عدم احترام الروس لأي تعهدات أو اتفاقات سابقة، وارتكابهم مجازر وعمليات تهجير قسري للمدنيين بذرائع واهية".
على صعيد آخر، أعلنت "هيئة تحرير الشام"، إلقاء القبض على قياديين بارزين من تنظيم "داعش"، في الشمال السوري، خلال عبورهم من مناطق ريف حماة إلى منطقة الخوين بريف إدلب الجنوبي الشرقي.
وقالت مصادر محلية، إنّ القياديين هما: المدعو أبو أحمد المهاجر وهو والي ما يسمى بـ"ولاية حماة"، والمتورط بعدد كبير من جرائم الاغتيال، والمدعو أبو هاجر الحموي وهو قائد الكتيبة الخامسة التي تتبع لما يسمى "ولاية حماة".
وأضافت المصادر، أنّهما استطاعا العبور، في وقت سابق، من منطقة الخوين بريف إدلب الجنوبي، بعد وصول أكثر من 450 من عناصر "داعش" إلى المنطقة، ومحاصرتهم من قبل الفصائل العسكرية المرابطة هناك في حينها، حيث سلم معظمهم نفسه للفصائل وبعضهم هرب عبر الأراضي الزراعية، بسبب تورّطه بدماء عناصر الفصائل والمدنيين في منطقة الرهجان بريف حماة.