نددت دول غربية من بينها فرنسا وألمانيا والولايات المتحدة الأميركية باستهداف الغارات الروسية التي انطلقت، اليوم الأربعاء، مواقع للمعارضة السورية بدلاً من مواقع داعش، بحسب ادعاء وزارة الدفاع الروسية.
وكشفت صحيفة إسرائيلية أن المسؤولين الروس أطلعوا المسؤولين الإسرائيليين مسبقاً بأهداف الغارات الروسية الأولى في سورية.
وقالت فرنسا إنه من "الغريب" أن الضربات الجوية الروسية في سورية، اليوم الأربعاء، لم تستهدف مقاتلي داعش، وقال مصدر دبلوماسي، إن الضربات الروسية هدفها فيما يبدو دعم الرئيس السوري، بشار الأسد، من خلال استهداف جماعات المعارضة الأخرى.
وقال المصدر الدبلوماسي لرويترز إن "ذلك يتسق مع موقف روسيا منذ عام 2012 والقائل إنه، حتى في حال وجود بديل فعال للأسد، فإن موسكو لن تكف عن مساندته في الحرب التي بدأت عام 2011".
وقال وزير الدفاع جان إيف لو دريان لمشرعين "القوات الروسية ضربت سورية والغريب أنها لم تضرب الدولة الإسلامية".
وقال المصدر الدبلوماسي الفرنسي لرويترز إن "الضربات يبدو أنها نفذت بالقرب من حمص وهي منطقة حيوية لسيطرة الأسد على غرب سورية".
وكان وزير الخارجية الفرنسي، لوران فابيوس، قال إنه "من غير المقبول أن يتم استهداف المعارضة السورية التي تقاوم النظام".
وأشار في مؤتمر صحافي في مقر الأمم المتحدة في نيويورك، إلى "عدم التنسيق مع فرنسا بهذا الشأن، لكنه لم يستثن وجود تنسيق مع أطراف أخرى لتفادي وقوع حوادث دون أن يدخل في التفاصيل".
وحدد فابيوس ثلاثة شروط للتعاون مع روسيا في ما يخص سورية، وهي أن: "تستهدف روسيا في ضرباتها داعش وليس المعارضة السورية، وعليها تفادي سقوط المدنيين، وثانياً أن يوقف النظام السوري استخدام البراميل المتفجرة ضد المدنيين. وثالثاً مرحلة انتقال سياسي لا تنتهي مع نظام الأسد".
وعبّر نائب وزير الدفاع الأميركي، روبرت وورك، عن قلق بلاده من الضربات الروسية في سورية، من دون محادثات عسكرية مسبقة مع واشنطن، ووصف التحركات الروسية بأنها "عدوانية".
وأضاف وورك في حديث إلى لجنة في مجلس النواب بشأن أمن الإنترنت أن "الولايات المتحدة ما زالت تحاول الترتيب لموعد ومكان لعقد اجتماع بشأن روسيا بين القيادات العسكرية الأميركية والروسية".
وقال: "نحن قلقون مما حدث هذا الصباح.. ما تم الاتفاق عليه بين الرئيسين هو أن جيشينا سيتحادثان حتى لا يقع اشتباك في العمليات"، موضحاً: "لا أعتقد أن هذا إخفاق.. أعتقد أنه عمل عدواني من جانب روسيا حالياً قبل مناقشاتنا بين جيشينا".
اقرأ أيضاً: موسكو توافق على طلب الأسد إرسال قوات دعم
لكن وكالة رويترز نقلت عن مسؤول أميركي أن "روسيا بدأت شن ضربات جوية في سورية في محيط حمص"، موضحاً أن هذه الضربات "لم تستهدف مناطق خاضعة لسيطرة الدولة الإسلامية بحسب ما يبدو".
ونقلت الوكالة عن المسؤول: "إن موسكو أخطرت الولايات المتحدة بالعمليات قبل ساعة من تنفيذها"، مرجحاً امتداد الضربات إلى "خارج محيط حمص لتشمل مناطق أخرى".
ولاحقاً، اتهم وزير الدفاع الأميركي، آشتون كارتر، روسيا بأنها تناقض نفسها في سياساتها بدعمها بشار الأسد وإعلان حربها على داعش، مشيراً أن الأهداف التي قصفتها طائراتها الأربعاء لم يكن فيها قوات "داعش"، وفقاً لوكالة الأناضول.
وقال كارتر في مؤتمر صحافي عقده، اليوم الأربعاء، من واشنطن "تقول روسيا أن نيتها محاربة داعش من جهة، ومن جهة أخرى دعم نظام بشار الأسد"، وأضاف "محاربة داعش دون السعي إلى حلٍ سياسي موازٍ له سيهدد بتصعيد الحرب الأهلية في سورية، وتنامي نفس التطرف وعدم الاستقرار الذي تدعي موسكو قلقها منه وتتطلع لمحاربته"، فيما وصف الطريقة الروسية في التعامل مع الأزمة السورية بأنها "تناقض منطقي في الموقف الروسي".
وفي أول تعليق رسمي ألماني على المشاركة العسكرية الروسية في سورية، طالب وزير الخارجية الألماني، فرانك فالتر شتاينماير، بحسب ما نقل مراسل "العربي الجديد" في برلين، "موسكو بضرورة توضيح طبيعة الأهداف التي ستغير عليها طائراتها الحربية في سورية وبأسرع وقت ممكن".
واعتبر شتاينماير أن "ذلك من شأنه أن يعرقل الجهود المبذولة من أجل حل سلمي للأزمة في سورية".
وحث شتاينماير على قيام تنسيق دولي للعمليات في سورية، مخافة من عدم اتضاح طبيعتها العسكرية، وإذا ما كانت قد طاولت مواقع تنظيم الدولة الإسلامية أو مواقع المعارضة السورية.
وكانت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية نقلت عن موظفين إسرائيليين رفيعي المستوى أن "روسيا أطلعت إسرائيل مسبقاً على الأهداف التي تنوي قصفها في سورية".
وأضافت الصحيفة أن "مسؤولين روسيين اتصلوا بمستشار الأمن القومي الإسرائيلي، يوسي كوهين، ومسؤولين آخرين يتولون مناصب رفيعة في جهاز الأمن الإسرائيلي قبل ساعة من شن الهجوم، ونقلوا رسائل مفادها أن طائرات روسية تعتزم قريباً القيام بقصف أهداف في سورية".
بدوره، شدد وزير خارجية بريطانيا، فيليب هاموند، على ضرورة أن "تتمكن روسيا من تأكيد أن العمل العسكري الذي قامت به في سورية هذا الصباح موجه إلى تنظيم داعش والأهداف المرتبطة بتنظيم القاعدة وحسب، لا المعارضين المعتدلين لنظام الأسد".
وأضاف أن "التحركات الروسية المؤيدة للنظام (السوري) لا تتوافق مع التنفيذ الفعال للحرب على الدولة الإسلامية في سورية".
نددت دول غربية من بينها فرنسا وألمانيا والولايات المتحدة الأميركية باستهداف الغارات الروسية التي انطلقت، اليوم الأربعاء، مواقع للمعارضة السورية بدلاً من مواقع داعش، بحسب ادعاء وزارة الدفاع الروسية.
في المقابل، نقلت وكالات أنباء عن وزارة الدفاع في روسيا قولها إنها "بدأت ضربات جوية ضد تنظيم الدولة الإسلامية في سورية تستهدف عتاداً عسكرياً وأجهزة اتصال ومخازن أسلحة وذخيرة ووقوداً".
وقال الناطق الرسمي باسم وزارة الدفاع الروسية، الجنرال إيغور كوناشينكوف للصحافيين: "طبقاً لقرار القائد الأعلى للقوات المسلحة الروسية، فلاديمير بوتين، بدأت طائرات تابعة للقوات الجوية الفضائية الروسية عمليتها الجوية بشن ضربات دقيقة على مواقع برية لإرهابيي تنظيم داعش على أراضي الجمهورية العربية السورية".
وأوضح الناطق، بحسب مراسل "العربي الجديد" في موسكو، أن "طائرات تابعة للقوات الجوية الفضائية الروسية شنت، اليوم، ضربات دقيقة على ثمانية مواقع لتنظيم داعش الإرهابي على أراضي الجمهورية العربية السورية، وجرى تنفيذ نحو 20 طلعة".
وأكد كوناشينكوف، أن "كل الضربات نفذت بعد إجراء عمليات الاستطلاع الجوي والتأكد من البيانات التي تم الحصول عليها من الجيش السوري، وبعيداً عن مواقع البنية التحتية المدنية".
ونشرت وزارة الدفاع الروسية على صفحتها على موقع "يوتيوب" ما قالت إنه مقطع فيديو لتدمير أحد معاقل "الدولة الإسلامية" في سورية.
شارك في التغطية (برلين- شادي عاكوم، القدس المحتلة- نضال محمد وتد، موسكو-العربي الجديد، وكالات)
اقرأ أيضاً: إسرائيل تحاول التخفيف من حقيقة التنسيق مع روسيا بسورية