نشرت الفرقة الرابعة التابعة للنظام السوري، خلال الساعات الماضية، مجموعات من العناصر على حواجز في ريف درعا الغربي، وذلك بتسهيل من قبل فصائل التسوية في المنطقة، وذلك تزامنا مع بداية "الفيلق الخامس" بالدعوة للانضمام له في المنطقة ذاتها.
وقال الناشط محمد الحوراني، لـ"العربي الجديد"، إن رتلا عسكريا تابعا لـ"قوات الغيث"، التي تتبع للفرقة الرابعة في قوات النظام السوري، دخل إلى منطقة ريف درعا الغربي خلال الساعات الماضية، وانتشر على العديد من الحواجز في المنطقة.
وأضاف الناشط أن القوات انتشرت في عدة حواجز على طريق تسيل وسحم الجولان وجلين في منطقة حوض اليرموك غرب درعا، حيث جرى نشر خمسة حواجز في المنطقة.
وذكرت مصادر محلية أيضا لـ"العربي الجديد" أن عملية الانتشار الجديدة جاءت بالتعاون بين الفرقة الرابعة وبين مقاتلين من فصائل المصالحة والتسوية، التي عقدت مؤخرا عدة اجتماعات مع قياديي الفرقة.
وشهدت تلك المنطقة مؤخرا توترا بين قوات النظام ومقاتلين سابقين في فصائل المعارضة السورية المسلحة، على خلفية مقتل عناصر من قوات النظام السوري.
وبحسب المصادر، يأتي ذلك تزامنا مع قيام روسيا بنشر مندوبين في تلك المناطق بهدف الدعاية من أجل التطوع ضمن صفوف الفيلق الخامس الذي تدعمه روسيا، وينشط بشكل واضح في ريف درعا الشرقي، بينما يغيب عن ريف درعا الغربي.
ووفق المصادر، يبدو أن المنافسة على النفوذ في المنطقة بدأت بالصعود، خاصة أن الفرقة الرابعة كانت قد عرضت الشهر الماضي على قياديين ووجهاء نشر دعاية من أجل حث الشباب على التطوع ضمن المليشيات التابعة لها، مقابل عقود ومرتبات مالية.
وذكرت المصادر أن الفرقة الرابعة تمثل، في الوقت الحالي، النفوذ الإيراني في جنوب سورية، وتأتي الدعايات كي تبرز التنافس على النفوذ في المنطقة التي كانت تخضع سابقا في قسم منها لسيطرة تنظيم "داعش".
وبحسب المصادر، فإنه في ظل رفض الشباب وعناصر التسوية الانضمام للفرقة الرابعة، من المتوقع أن تكثر الانتسابات للفيلق الخامس، وهو التشكيل الذي انضوت فيه "فصائل المعارضة" التي أجرت مصالحة وتسوية مع النظام في ريف درعا الشرقي، ويتلقى قائد الفيلق في المنطقة أحمد العودة دعما روسيا ودعما من دول إقليمية.
ويقود الفرقة الرابعة ماهر الأسد، شقيق رأس النظام، وقام مؤخرا بتعزيز قواته على الطريق الواصل بين دمشق ودرعا في شمال مدينة درعا، في وقت تقول تقارير إعلامية إن هناك قرارا روسياً بالحد من انتشار الفرقة الرابعة في الجنوب.
وتذكر مصادر محلية لـ"العربي الجديد" أن الفرقة الرابعة معروفة بتغلغل النفوذ الإيراني فيها، إضافة إلى أنها غطاء لتحركات "حزب الله" اللبناني في المنطقة القريبة من الجولان السوري المحتل، حيث يتعرض النفوذ الإيراني أيضا لضربات من جيش الاحتلال الإسرائيلي.
وتتخوف المصادر أن يتحول الصراع بالدعاية مستقبلا إلى صراع مسلح في ظل وجود قياديين من فصائل التسوية يعملون على نشر نفوذ الفرقة الرابعة في المنطقة.
ويعد ريف درعا الغربي المنطقة الأكثر توترا منذ سيطرة النظام السوري على كامل محافظة درعا بدعم روسي، إثر توقيع اتفاق مصالحة وتسوية مع المعارضة صيف عام 2018.