تململ من ممارساته شمالي العراق: "العمال الكردستاني" يغيّب الأيزيديين بسجون سرية

29 اغسطس 2020
وجود الحزب غير مقبول لأهالي سنجار (Getty)
+ الخط -

لا تزال العمليات التركية تواصل تحييد مسلحي حزب "العمال الكردستاني" في مناطق حدودية شمالي العراق، ضمن إقليم كردستان العراق، منذ ما يزيد عن 70 يوماً، عبر عمليات جوية وبرية مختلفة، موقعة خسائر كبيرة في صفوف الحزب، فضلاً عن تدمير البنى التحتية له من مخازن عتاد وذخيرة وأسلحة وسيارات، عبر ضرب أهداف داخل زاخو ومخمور وقنديل وحفتانين شرقي دهوك وشمالي أربيل.

وبالرغم من عدم الرضا الذي تبديه بغداد وإقليم كردستان؛ فإن مسؤولين أكراداً يعترفون بالانتهاكات التي يمارسها حزب العمّال تجاه مناطقهم والمواطنين الأكراد، وقد اتهم، أخيراً، قائمقام قضاء سنجار محما خليل مسلحي الحزب باختطاف الأطفال والنساء الأيزيديات وزجّهم في سجون سرية تابعة له.

وذكر خليل، في بيان، أنّ "وجود هذا الحزب في سنجار يؤدي إلى شرخ كبير في المجتمع، ويقف حائلاً أمام ترسيخ مبدأ التعايش السلمي بين مكوناته، فضلاً عن كونه يقف حائلاً أمام عودة النازحين وإعمار مدنهم"، مبيناً أنه "رغم مناشدة المسؤولين إنهاء ممارسات حزب العمال الكردستاني، فإنه لم يُتخذ أي إجراء بحق هذا الحزب".

وأضاف أن "وجود هذا الحزب مرفوض تماماً من قبل الشعب السنجاري، وبالخصوص الأغلبية الأيزيدية التي تمثل 90% من سكان المنطقة".

وأشار خليل إلى أن "الأيزيديين تعرضوا لفقدان أعزائهم وأحبائهم من أطفالهم وبناتهم وتشريدهم من قبل عصابات "داعش" الإرهابية، ويتخوفون اليوم من وجود قوة أجنبية متمثلة بحزب العمال الكردستاني، الذي مارس بحقهم سياسة الكبت والاختطاف والزج في سجون سرية، وقد عبروا عن تخوفهم هذا في مناسبات عديدة، منها التظاهرات الكثيرة التي خرجوا بها والتي عبرت عن رفضهم لوجود هذا الحزب".

اتهم قائمقام قضاء سنجار محما خليل مسلحي حزب "العمال الكردستاني" باختطاف الأطفال والنساء الإيزيديات وزجّهم في سجون سرية تابعة له

ولفت البيان إلى أنّ "إجلاء حزب العمال الكردستاني من سنجار والمناطق المحيطة بها يؤكد سيادة الدولة، ويرسخ بسط يدها وسلطة القانون فيها، ويبعث الأمن والأمان في نفوس أهل سنجار من الطوائف كافة، وخاصة الأيزيديين الذين كانوا المتضررين الوحيدين من وجوده.. ولو تحقق هذا الجلاء للحزب، فإنه سيبعث رسائل إيجابية للمجتمع الدولي والمنظمات الممثلة له، وسيعزز قناعتها وسعيها إلى مد يد العون إلى السنجاريين، ومحاولة إعادة الحياة الطبيعية لهم".

من جهته، قال عضو برلمان إقليم كردستان ريبوار بابكي إنّ "حزب العمال الكردستاني بات غير مقبول لأهالي سنجار، ولا سيما مع ازدياد تجاوزاته بحق المواطنين، إذ لا يزال يفرض الإتاوات على الأهالي في المناطق التي يسيطر عليها، إضافة إلى تجنيد الأطفال المخالف للقوانين الدولية، وأخيراً تكشّف للعراقيين قيامه بخرق القوانين مرة جديدة من خلال تأسيس السجون السرية".

ولفت في اتصالٍ مع "العربي الجديد" إلى أن "قيام مسلحي حزب العمال الكردستاني بسجن المواطنين الأيزديين يستدعي التدخل العاجل من الحكومة العراقية لإنقاذهم وإطلاق سراحهم، ومعاقبة المتسببين بهذه الجرائم، كون الأيزديين مواطنين عراقيين تعرضوا للإبادة على أيدي عناصر تنظيم "داعش"، ولا يزال آلاف منهم مغيبين لا أحد يعرف مصيرهم".

كما أشار عضو "الحزب الديمقراطي الكردستاني" عماد باجلان إلى أنّ "الحكومة العراقية، ومنذ أكثر من شهرين، لم تحرك ساكناً بما يتعلق بملف العمليات التركية ضد حزب العمال الكردستاني"، مبيناً أن "المواطنين الأكراد لا يريدون أن تكون مناطقهم ساحة لتصفية الحسابات بين الدول أو الأحزاب أو الجماعات المسلحة".

وكانت القوات التركية قد نجحت، خلال اليومين الماضيين، في طرد قوات حزب "العمال الكردستاني" من مناطق قورنان وميركرشيان، ضمن منطقة برادوست الحدودية بين العراق وتركيا، وجاء ذلك بالتزامن مع قصف تركي، أسفر عن مقتل ثلاثة من مسلحي الحزب شرقي دهوك شمالي العراق.

وفي 17 يونيو/ حزيران، أطلقت تركيا عملية أسمتها "مخلب النمر"، حيث توغلت قوات تركية خاصة إلى مناطق في العمق العراقي، وخاضت اشتباكات عنيفة مع مسلحي الحزب الذين يتخذون من العراق منطلقاً لتنفيذ اعتداءات متكررة داخل الأراضي التركية، وتستهدف العملية البرية التركية التي مضى عليها أكثر من 70 يوماً مناطق حفتانين وبرادوست وزاخو وسيدكان وسوران، إضافة إلى جبال قنديل، في شمال دهوك وشرقها.