وصل يوفنتوس وريال مدريد إلى النهائي كما توقع الجميع، فبطل إيطاليا أنهى كل شيء من مباراة الذهاب، بينما عرف الفريق الإسباني الحد من خطورة كتيبة سيميوني قبل الذهاب إلى الكالديرون، في بطولة اتجهت منذ الوهلة الأولى إلى سيطرة لاعبي الأطراف، وشن الهجمات الخطيرة عن طريق الأجنحة، لترتبط قواعد النجاح بلعب الكرات العرضية، ونقل الهجمة من جانب إلى آخر بالتحولات السريعة الخاطفة.
من الصعب تحديد البطل الفائز من الآن، لكن يمكن وضع النقاط العريضة التي قادت الفريقين نحو النهائي المنتظر، بعد التفوق خلال مباريات خروج المغلوب، وامتلاك العمق العددي داخل التشكيلة الأساسية وخارج الملعب، لتكون النتيجة النهائية متوقعة قياسا بالبدايات.
خطة اليوفي
استغنى ماسيمليانو أليغري عن خطة 4-2-3-1 رغم أنها أثبتت نجاحا باهرا ضد برشلونة، ليتحول سريعا إلى 3-5-2 ومشتقاتها في مباراتي نصف النهائي ضد موناكو. ويمتاز المدرب الإيطالي بالمرونة الكافية لإدارة المباريات وفق قدرات فريقه وظروف المنافسين، لذلك قرر اللعب حسب إمكانات الفريق الفرنسي، ليغلق الخط الجانبي تماما يمينا ويسارا، من أجل تقليل خطورة منافسه الذي يعتمد بشكل شبه كلي على انطلاقات الظهيرين.
يلعب موناكو هجوميا عن طريق تحول ثنائي الأجنحة إلى منطقة الوسط، بالإضافة إلى الصعود تجاه منطقة الجزاء بالثلث الأخير، حتى يصعد ثنائي الأظهرة إلى الأمام في ما يعرف تكتيكيا بـ "أوفر لاب". وتأثر فريق الإمارة كثيرا في مباراة الذهاب بسبب غياب الظهير الأيسر مندي، لذلك انخفضت الشراسة التهديفية للفريق، نتيجة ندرة الكرات التي تصل إلى فالكاو ومبابي أمام مرمى بوفون، ليرتاح الفريق الإيطالي خلال معظم فترات اللعب.
وإذا كان جارديم تأثر سلبا بسبب الغيابات والإصابات، فإن أليغري تعامل بذكاء مع قواعد اللعبة الجديدة، ليدخل بثلاثي دفاعي صريح ذهابا وإيابا، للتغطية القوية خلف ثنائي الأظهرة، وإعطاء الفرصة أمام ألفيش وساندرو للتقدم هجوميا، ومساندة زملائهم في النصف الآخر من الملعب، وبالتالي أصبحت هذه الخطة هي طوق النجاة للسيدة العجوز في المربع الذهبي، ومن المرجح أن يلعب بها الفريق أمام ريال مدريد في كارديف.
قوة ألفيش
سجل داني ألفيش هدفا رائعا ضد موناكو، وصنع ثلاثة أهداف في المباراتين، ليساهم بنسبة 100 % من أهداف فريقه بجولتي نصف النهائي. إنه السلاح الذي خسره برشلونة وافتقده هذا الموسم محليا وقاريا، ليفوز أليغري بصفقة تاريخية، ربما تتفوق على المهاجم إيغوايين الذي انتقل إلى تورينو بمبلغ تعدى التسعين مليون يورو. ويشترك يوفنتوس مع كبار أوروبا بقوة الأظهرة سواء في الدفاع أو الهجوم، بسبب قدرة مدربه على توظيفهم بطريقة ذكية من مباراة لأخرى.
ألفيش هو نجم نصف النهائي، يتفوق على رونالدو نفسه في قوة الأداء بالنسبة لفريقه، فالبرازيلي حصل على حرية كبيرة بسبب تواجد ثلاثي دفاعي خلفه، وقيام بارازالي بالتغطية المستمرة على اليمين، لذلك عرف أليغري كيف يستغل لاعبه جيدا بعد كبر سنه وانخفاض معدله اللياقة بعض الشيء، بجعله يركز في الهجوم أكثر مع دخوله إلى المنتصف، للقيام بدور لاعب الارتكاز الوهمي عند البناء من الخلف، لإضافة لاعب وسط إلى ثنائي المحور وخلق تفوق عددي ونوعي في منطقة المناورات.
وإذا كان ألفيش يتجه للهجوم والوسط فإن ساندرو الظهير الأيسر بمثابة الخيار المميز في الضم للدفاع، بعودته إلى الخلف وقيامه بدور المدافع الإضافي بجوار الثلاثي الأخير، للوقوف بثبات ضد الكرات العرضية، والتغطية بواسطة ماندزوكيتش أسفل الأطراف، وبالتالي يستغل الفريق الإيطالي المساحات بشكل جيد، سواء أثناء الحيازة أو من دون الكرة، لتصبح هذه الميزة نقطة تفوق في مباريات خروج المغلوب.
عرضيات الريال
يعتبر ريال مدريد أفضل فريق بالعالم على مستوى الكرات الهوائية، إنه أكثر من سجل بهذه الطريقة سواء محليا أو أوروبيا، مع استغلال زيدان للثنائي مارسيلو وكارفاخال بمثالية شديدة، وبالتالي يلعب كل لاعبي الوسط في مناطقهم من أجل رمي الكرات القطرية إلى الطرفين، ودخول رونالدو إلى منطقة الجزاء بجوار بنزيمة ولاعب إضافي، لزيادة الكثافة العددية أمام مرمى الخصوم، ولعب العرضيات من مناطق أسفل الأطراف، ليسجل الملكي مرارا وتكرارا بهذه الطريقة.
ورغم أن سيميوني نجح في الحد من نقاط تفوق غريمه خلال مباراة الإياب بالكالديرون، بوضع الضغط في نصف ملعب الريال، وتقدم الفريق بأكمله بحثا عن السيطرة والتهديف، بثنائية صريحة على كل خط، يمينا كاراسكو وخيمينيز، ويسارا فيليبي وكوكي، ليسجل الفريق مبكرا ويستفيد من غياب كارفاخال للإصابة، ليظهر الريال وكأنه منقوص لاعبا بسبب صعوبة تأقلم دانيلو مع تكتيك فريقه، أي أن الميرينغي فقد أكثر من نصف قوته بعد تعطل اللعب على الجناحين.
وبعد تسجيل أتلتيكو لهدفين، اقترب الفريق من العودة المستحيلة بهدف إضافي، بعد وضع الريال في نصف ملعبه وحرمانه من البناء المنظم، وغلق زوايا التمرير أمام حامل الكرة قبل حتى أن يفكر في لعبها تجاه الأطراف، لكن كل شيء انتهى بسلاح المراوغة والاحتفاظ بالهجمة تحت الضغط، إنها القوة التي يمتلكها زيدان بوجود مودريتش وإيسكو، ويفتقدها سيميوني في المقابل نتيجة ضعف جودة غابي وساؤول في هذا السباق.
عامل السحر
بالعودة إلى إحصاءات المواجهة الأخيرة، يمكن التأكيد على أهمية عامل المراوغة في حسم القمة لصالح الريال رغم الخسارة بفارق هدف في النهاية، لأن مودريتش قام بعمل 9 مراوغات على مدار الشوطين، ليساعد فريقه في التقليل من الهجمة المرتدة للخصم، ويجبر لاعبي أتلتيكو على ارتكاب مخالفات، مما يجعل النسق بطيئا ومعدل الركض أكثر لمنافسه، وهذا ما نجح فيه الكرواتي بامتياز ليقلل من خطورة أصحاب الأرض، ويحقق الربط بين دفاعه وهجومه أثناء التحولات.
إيسكو هو الآخر سجل هدفا قاتلا بعد مجهود مضاعف من بنزيما، وتفوق هذا الثنائي في المراوغة أيضا، فالإسباني قام بعمل 9 مراوغات مثل لوكا، بينما جاء الفرنسي في المركز الثالث بالرقم 7، ليعاني أتلتيكو كثيرا في عملية استعادة الكرة، خصوصا بعد قيامه بعمل دفاع ممتد بعرض الملعب، لتقليل فعالية الريال على الأطراف ومنع رونالدو من استلام كرات خطيرة داخل منطقة الجزاء.
انتهت الجولة من مباراة الذهاب بالبرنابيو، ليدفع الأتليتي الثمن غاليا رغم تفوقه في الإياب بالأداء والنتيجة، لكن من الصعب بل المستحيل الحفاظ على نفس الفريق طوال التسعين دقيقة ضد فريق بقيمة الميرينغي، لذلك فازت اللمسة الفنية في النهاية بالنجاح في المواجهات الفردية، والوصول إلى كارديف دون خسائر في الأقدام. في انتظار النهائي الكبير والمتوازن بين اليوفي والريال في أقوى ختام ممكن للتشامبيونزليغ.
اقــرأ أيضاً
من الصعب تحديد البطل الفائز من الآن، لكن يمكن وضع النقاط العريضة التي قادت الفريقين نحو النهائي المنتظر، بعد التفوق خلال مباريات خروج المغلوب، وامتلاك العمق العددي داخل التشكيلة الأساسية وخارج الملعب، لتكون النتيجة النهائية متوقعة قياسا بالبدايات.
خطة اليوفي
استغنى ماسيمليانو أليغري عن خطة 4-2-3-1 رغم أنها أثبتت نجاحا باهرا ضد برشلونة، ليتحول سريعا إلى 3-5-2 ومشتقاتها في مباراتي نصف النهائي ضد موناكو. ويمتاز المدرب الإيطالي بالمرونة الكافية لإدارة المباريات وفق قدرات فريقه وظروف المنافسين، لذلك قرر اللعب حسب إمكانات الفريق الفرنسي، ليغلق الخط الجانبي تماما يمينا ويسارا، من أجل تقليل خطورة منافسه الذي يعتمد بشكل شبه كلي على انطلاقات الظهيرين.
يلعب موناكو هجوميا عن طريق تحول ثنائي الأجنحة إلى منطقة الوسط، بالإضافة إلى الصعود تجاه منطقة الجزاء بالثلث الأخير، حتى يصعد ثنائي الأظهرة إلى الأمام في ما يعرف تكتيكيا بـ "أوفر لاب". وتأثر فريق الإمارة كثيرا في مباراة الذهاب بسبب غياب الظهير الأيسر مندي، لذلك انخفضت الشراسة التهديفية للفريق، نتيجة ندرة الكرات التي تصل إلى فالكاو ومبابي أمام مرمى بوفون، ليرتاح الفريق الإيطالي خلال معظم فترات اللعب.
وإذا كان جارديم تأثر سلبا بسبب الغيابات والإصابات، فإن أليغري تعامل بذكاء مع قواعد اللعبة الجديدة، ليدخل بثلاثي دفاعي صريح ذهابا وإيابا، للتغطية القوية خلف ثنائي الأظهرة، وإعطاء الفرصة أمام ألفيش وساندرو للتقدم هجوميا، ومساندة زملائهم في النصف الآخر من الملعب، وبالتالي أصبحت هذه الخطة هي طوق النجاة للسيدة العجوز في المربع الذهبي، ومن المرجح أن يلعب بها الفريق أمام ريال مدريد في كارديف.
قوة ألفيش
سجل داني ألفيش هدفا رائعا ضد موناكو، وصنع ثلاثة أهداف في المباراتين، ليساهم بنسبة 100 % من أهداف فريقه بجولتي نصف النهائي. إنه السلاح الذي خسره برشلونة وافتقده هذا الموسم محليا وقاريا، ليفوز أليغري بصفقة تاريخية، ربما تتفوق على المهاجم إيغوايين الذي انتقل إلى تورينو بمبلغ تعدى التسعين مليون يورو. ويشترك يوفنتوس مع كبار أوروبا بقوة الأظهرة سواء في الدفاع أو الهجوم، بسبب قدرة مدربه على توظيفهم بطريقة ذكية من مباراة لأخرى.
ألفيش هو نجم نصف النهائي، يتفوق على رونالدو نفسه في قوة الأداء بالنسبة لفريقه، فالبرازيلي حصل على حرية كبيرة بسبب تواجد ثلاثي دفاعي خلفه، وقيام بارازالي بالتغطية المستمرة على اليمين، لذلك عرف أليغري كيف يستغل لاعبه جيدا بعد كبر سنه وانخفاض معدله اللياقة بعض الشيء، بجعله يركز في الهجوم أكثر مع دخوله إلى المنتصف، للقيام بدور لاعب الارتكاز الوهمي عند البناء من الخلف، لإضافة لاعب وسط إلى ثنائي المحور وخلق تفوق عددي ونوعي في منطقة المناورات.
وإذا كان ألفيش يتجه للهجوم والوسط فإن ساندرو الظهير الأيسر بمثابة الخيار المميز في الضم للدفاع، بعودته إلى الخلف وقيامه بدور المدافع الإضافي بجوار الثلاثي الأخير، للوقوف بثبات ضد الكرات العرضية، والتغطية بواسطة ماندزوكيتش أسفل الأطراف، وبالتالي يستغل الفريق الإيطالي المساحات بشكل جيد، سواء أثناء الحيازة أو من دون الكرة، لتصبح هذه الميزة نقطة تفوق في مباريات خروج المغلوب.
عرضيات الريال
يعتبر ريال مدريد أفضل فريق بالعالم على مستوى الكرات الهوائية، إنه أكثر من سجل بهذه الطريقة سواء محليا أو أوروبيا، مع استغلال زيدان للثنائي مارسيلو وكارفاخال بمثالية شديدة، وبالتالي يلعب كل لاعبي الوسط في مناطقهم من أجل رمي الكرات القطرية إلى الطرفين، ودخول رونالدو إلى منطقة الجزاء بجوار بنزيمة ولاعب إضافي، لزيادة الكثافة العددية أمام مرمى الخصوم، ولعب العرضيات من مناطق أسفل الأطراف، ليسجل الملكي مرارا وتكرارا بهذه الطريقة.
ورغم أن سيميوني نجح في الحد من نقاط تفوق غريمه خلال مباراة الإياب بالكالديرون، بوضع الضغط في نصف ملعب الريال، وتقدم الفريق بأكمله بحثا عن السيطرة والتهديف، بثنائية صريحة على كل خط، يمينا كاراسكو وخيمينيز، ويسارا فيليبي وكوكي، ليسجل الفريق مبكرا ويستفيد من غياب كارفاخال للإصابة، ليظهر الريال وكأنه منقوص لاعبا بسبب صعوبة تأقلم دانيلو مع تكتيك فريقه، أي أن الميرينغي فقد أكثر من نصف قوته بعد تعطل اللعب على الجناحين.
وبعد تسجيل أتلتيكو لهدفين، اقترب الفريق من العودة المستحيلة بهدف إضافي، بعد وضع الريال في نصف ملعبه وحرمانه من البناء المنظم، وغلق زوايا التمرير أمام حامل الكرة قبل حتى أن يفكر في لعبها تجاه الأطراف، لكن كل شيء انتهى بسلاح المراوغة والاحتفاظ بالهجمة تحت الضغط، إنها القوة التي يمتلكها زيدان بوجود مودريتش وإيسكو، ويفتقدها سيميوني في المقابل نتيجة ضعف جودة غابي وساؤول في هذا السباق.
عامل السحر
بالعودة إلى إحصاءات المواجهة الأخيرة، يمكن التأكيد على أهمية عامل المراوغة في حسم القمة لصالح الريال رغم الخسارة بفارق هدف في النهاية، لأن مودريتش قام بعمل 9 مراوغات على مدار الشوطين، ليساعد فريقه في التقليل من الهجمة المرتدة للخصم، ويجبر لاعبي أتلتيكو على ارتكاب مخالفات، مما يجعل النسق بطيئا ومعدل الركض أكثر لمنافسه، وهذا ما نجح فيه الكرواتي بامتياز ليقلل من خطورة أصحاب الأرض، ويحقق الربط بين دفاعه وهجومه أثناء التحولات.
إيسكو هو الآخر سجل هدفا قاتلا بعد مجهود مضاعف من بنزيما، وتفوق هذا الثنائي في المراوغة أيضا، فالإسباني قام بعمل 9 مراوغات مثل لوكا، بينما جاء الفرنسي في المركز الثالث بالرقم 7، ليعاني أتلتيكو كثيرا في عملية استعادة الكرة، خصوصا بعد قيامه بعمل دفاع ممتد بعرض الملعب، لتقليل فعالية الريال على الأطراف ومنع رونالدو من استلام كرات خطيرة داخل منطقة الجزاء.
انتهت الجولة من مباراة الذهاب بالبرنابيو، ليدفع الأتليتي الثمن غاليا رغم تفوقه في الإياب بالأداء والنتيجة، لكن من الصعب بل المستحيل الحفاظ على نفس الفريق طوال التسعين دقيقة ضد فريق بقيمة الميرينغي، لذلك فازت اللمسة الفنية في النهاية بالنجاح في المواجهات الفردية، والوصول إلى كارديف دون خسائر في الأقدام. في انتظار النهائي الكبير والمتوازن بين اليوفي والريال في أقوى ختام ممكن للتشامبيونزليغ.