تمدّد "داعش" وتسليم غولن يتصدّران محادثات أوباما وأردوغان

06 سبتمبر 2014
أوباما وأردوغان لم يتطرقا لمسألة التجسس على تركيا (الأناضول/Getty)
+ الخط -

عقد الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، اليوم الجمعة، اجتماعاً مع  نظيره الأميركي، باراك أوباما، لبحث موضوع المقاتلين الأجانب وتمدّد تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، إضافة إلى الأزمة الأوكرانية وتسليم واشنطن للداعية التركي فتح الله غولن.

ودعا أردوغان حلفاءه في "حلف شمال الأطلسي" إلى وضع "استراتيجية شاملة لمكافحة المنظمات الإرهابية التي ظهرت جراء الفوضى في سورية الناتجة عن الفظائع التي ارتكبها النظام السوري"، في اشارة واضحة إلى تنظيم "داعش".
ولا يزال أردوغان يتجنب ذكر اسم "الدولة الإسلامية" أو "داعش" بشكل مباشر في جميع تصريحاته، ويفضّل الإشارة إلى ذلك باسم الجماعات الإرهابية، ما فسّره الكثير من المحللين على أنه خوف من استفزاز التنظيم، الذي قد يقوم بإيذاء الرهائن الـ49 الذين يحتجزهم منذ اقتحامه للقنصلية التركية في الموصل في يونيو/ حزيران من العام الماضي.

وتأتي دعوة أردوغان بينما أعلنت الإدارة الأميركية أنها تعمل على إنشاء تحالف دولي يضم تركيا لقتال "داعش" في العراق، إذ أكد أوباما أن مشاركة المعلومات الاستخباراتية حول المقاتلين الأجانب كان محور الحديث الذي دار بينه وبين أردوغان، خلال اللقاء الذي عقداه على هامش قمة الأطلسي، في ويلز، في بريطانيا.

وأكد أردوغان على رغبته في رؤية شراكة استراتيجية بين أنقرة وواشنطن تدخل حيّز التنفيذ، في إشارة إلى الدعوة التي وجهها لإدارة أوباما لإعادة قائد حركة "الخدمة"، الداعية فتح الله غولن، إلى تركيا من منفاه الاختياري في ولاية بنسلفانيا الأميركية.

وتطلق الحكومة اسم "الكيان الموازي" على حركة "الخدمة" وتتهمها بمحاولة الانقلاب على الحكومة والتغلغل في الدولة محاولةً السيطرة على الحكم والعمل على ضرب المصالح التركية داخل البلاد وخارجها.

من جهته، أبدى محامي غولن، نور الله آلبايراق، في بيان، ردة فعل عنيفة على الأخبار التي أوردتها وسائل الإعلام بخصوص طلب إعادة موكله من الولايات المتحدة الأميركية إلى تركيا.

ولفت إلى أنه لم تقدم حتى الآن أية أدلة مؤكدة وملموسة ضد موكله، موضحاً أن "القبض على شخص وطلب إعادته من دولة أخرى يدخل ضمن مهام القضاء الأميركي وليس الرئيس الأميركي". وشدد على أنه "ليس من الصحيح قانونياً طرح موضوع منوط بالقضاء وحده، على جدول أعمال الأطلسي، وهي مبادرة في غير محلها في عُرف الدبلوماسية".

في هذه الأثناء، حاولت تركيا أن تنأى بنفسها عن الموقف الغربي الحاد تجاه روسيا في ما يخص الأزمة الأوكرانية، مفضّلة إدانة التحركات الروسية عبر بيانات، وصفت بـ"الناعمة"، وعدم المشاركة في العقوبات التي فرضتها الدول الغربية ضد روسيا.

وتخشى أنقرة غضب موسكو، التي تشكل أهم مورّدي الغاز إلى تركيا، وباتت تشكل أيضاً سوقاً رئيسياً لمنتجات الأخيرة، وخصوصاً في ظل توقف أهم أسواق تصدير المنتجات التركية إلى العراق، وهو ما تُرجم في تضارب التسريبات حول تطورات الموقف التركي في ما يتعلق بالملف الروسي.

وأفادت بعض المصادر الصحافية بأن هناك ميلاً تركيّاً للاقتراب بشكل أكبر من موقف الحلفاء في الأطلسي ضد روسيا، والبعض الآخر أكد بأن أردوغان يحاول أن يساوم القوى الغربية للحفاظ على علاقته بروسيا، مثلما فعل بعلاقته مع إيران أثناء العقوبات التي فرضت عليها، مستخدماً ورقة المشاركة الفعالة في ضرب "داعش"، وورقة التسريبات حول عمليات التجسس التي تعرضت لها تركيا من قبل حلفائها.
ولم يجرِ الحديث عن تسريبات صحيفة "دير شبيغل" الألمانية حول عمليات التجسس التي قام بها كل من "جهاز الاستخبارات" الألماني ووكالة الأمن القومي الأميركية على تركيا. وبعدما أكد أردوغان بأن الموضوع سيكون أحد أهم المحاور في اللقاءات المشتركة بينه وبين المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، والرئيس أوباما، إلا أن أياً من الأطراف المعنية لم يتطرق إلى الأمر سواء أثناء المؤتمرات الصحافية أو البيانات خلال قمة حلف الأطلسي الحالية. 

 
المساهمون