اتفق وفدا المجلس الأعلى للدولة في ليبيا وبرلمان طبرق، اليوم الاثنين، على تمديد جلسات الحوار الليبي التي انطلقت أمس في مدينة بوزنيقة المغربية، لمدة يوم واحد بعد أن كان مقرراً إنهاؤها مساء اليوم.
وكشف مصدر متابع لجلسات الحوار لـ"العربي الجديد"، أن قرار تمديد جلسات الحوار الليبي التي تروم تثبيت وقف إطلاق النار وكيفية تقاسم السلطة المحرك الرئيس للصراع من خلال إعادة تشكيل المجلس الرئاسي وتوحيد الحكومة، جاء بطلب من وفدي المجلس الأعلى للدولة الليبي وبرلمان طبرق، مرجحاً أن يمتد التمديد ليوم إضافي ثان لاستكمال المفاوضات، ولاسيما في ظل الأجواء الإيجابية التي سادت إلى حد الساعة الجلسات، وحرص الفرقاء على إبداء رغبة واضحة في التوافق، وكذا توصلهم إلى تفاهمات.
وأضاف المصدر نفسه أن تمديد جلسات الحوار الليبي سيمكن من فسح المزيد من الوقت أمام الوفدين من أجل الوصول إلى المزيد من التفاهمات وإعلان نجاح مسار محطة بوزنيقة المغربية، مبدياً تفاؤله بإمكانية تحقيق ذلك في ظل ما وفره المغرب للفرقاء من أجواء إيجابية.
ويأتي قرار تمديد الحوار الليبي بُعيد ساعات قليلة عن إعلان عضو وفد المجلس الأعلى للدولة الليبي، عبد السلام الصفراوي، زوال الإثنين، عن توصل الفرقاء الليبيين إلى بعض التفاهات على أساس إنهائها مساء اليوم خلال الجلسة الأخيرة من جلسات الحوار المنعقدة بمدينة بوزنيقة المغربية منذ أمس الأحد.
تمديد جلسات الحوار الليبي سيمكن من فسح المزيد من الوقت أمام الوفدين من أجل الوصول إلى المزيد من التفاهمات وإعلان نجاح مسار محطة بوزنيقة
وقال الصفراوي، في تصريحات صحافية بعد انتهاء جلسة الحوار الصباحية، إن الفرقاء الليبيين توصلوا إلى بعض التفاهات على أساس إنهائها مساء اليوم، مضيفاً: "نأمل أن نتوصل إلى تفاهمات بنهاية اليوم الثاني من جلسات الحوار الليبي ببوزنيقة، أجواء إيجابية سادت الجلسات ونحن متفائلون".
وأوضح الصفراوي، الذي تحدث باسم الوفدين، أن النقاش بين وفد برلمان طبرق والمجلس الأعلى للدولة الليبي تركز كذلك على الانقسام السياسي والمؤسسات الذي تعيشه ليبيا، وكذا على المادة 15 من اتفاق الصخيرات، التي تنص على 7 مؤسسات، مشيراً أن تركيز أعضاء المجلسين على الهيئات الرقابية مرده شعورهم بأن هذا الأمر هو هم كل ليبي وبسببها ساءت الخدمات في ليبيا واستشرى الفساد، على حد تعبيره.
وتؤكد تصريحات الصفراوي، الذي يقود وفد المجلس الأعلى للدولة الليبي إلى مشاورات بوزنيقة المغربية، الأجواء المتفائلة التي أحاطت بمفاوضات الفرقاء الليبيين منذ اليوم الأول من جلسات الحوار الليبي، التي تعقد غير بعيدة عن مدينة الصخيرات التي احتضنت مفاوضات انتهت بالتوقيع على الاتفاق السياسي في 17 ديسمبر/ كانون الأول 2015.
وكان وفدا برلمان طبرق والمجلس الأعلى للدولة الليبي قد أنهيا أمس اليوم الأول من جلسات الحوار الليبي بـ "التعبير عن رغبتهم الصادقة في تحقيق توافق يصل بليبيا إلى بر الأمان".
وقال وفدا برلمان طبرق والمجلس الأعلى للدولة، في إيجاز صحافي تم تعميمه على الصحافيين:" إضافة إلى رغبتهم الصادقة في تحقيق توافق يصل بليبيا إلى بر الأمان لإنهاء معاناة المواطن الليبي، ثمن الجميع دور الدول الشقيقة والصديقة وبعثات الأمم المتحدة للدعم في ليبيا ومساعيها لتحقيق الاستقرار في البلاد".
كما عبر المشاركون في الحوار الليبي عن" شكرهم لدور المملكة المغربية في احتضان الحوار السياسي الليبي، وتوفير المناخ الملائم الذي يساعد على إيجاد حل للأزمة الليبية بهدف الوصول إلى توافق يحقق الاستقرار السياسي والاقتصادي الذي من شأنه رفع المعاناة على الشعب الليبي والسير في سبيل بناء الدولة العزيزة المستقرة".
وكانت أولى جلسات الحوار الليبي، قد انطلقت مساء أمس الأحد، بمدينة بوزنيقة المغربية (جنوب الرباط) باحتضان مغربي لافت، وذلك وسط تفاؤل بإمكانية إحداث اختراق في جدار الأزمة التي دخلت عامها التاسع.
وعرفت الجلسة الافتتاحية للحوار الليبي حضور تسعة ممثلين لبرلمان طبرق يتقدمهم يوسف العقوري، فيما قاد عبد السلام الصفراوي، وفد المجلس الأعلى للدولة الليبي المكون من أربعة ممثلين.
وكان ممثل وفد المجلس الأعلى للدولة الليبي قد أكد، في الجلسة الافتتاحية للحوار، أن "المجلس الأعلى ومجلس النواب بطبرق يلتزمان بمسؤولية للإسراع بإيجاد حل، وتجنب الانقسام ونشوب حرب جديدة"، مضيفاً، خلال كلمة له في الجلسة الافتتاحية:" "نتطلع في اللقاء إلى كسر حالة الجمود واستئناف العملية السياسية".