03 مارس 2022
تمثيلية المجلس الوطني الفلسطيني
تابع المهتمون من الفلسطينيين وغيرهم أعمال الدورة 27 للمجلس الوطني الفلسطيني، بعد أن نُفخ فيه، وبُعث من غيبوبةٍ قسريةٍ استمرت 22 سنة، هذا إذا اعتبرنا آخر اجتماع للمجلس في العام 1996 قانونيا من حيث النصاب والتمثيلان، السياسي والشعبي. بغض النظر عن الجدل الدائر منذ إعلان الرئيس محمود عباس قراره دعوة المجلس إلى الانعقاد، ومقاطعة الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وغياب حركتي حماس والجهاد الإسلامي، وتأثير ذلك على تمثيلية المجلس كامل الشعب الفلسطيني في الوطن والشتات، وبصرف النظر عن الكيفية التي استكمل بها نصاب المجلس، لتعويض الغائبين والمغيبين والمتوفين و"الحردانين"، يظل السؤال بشأن تمثيلية المجلس مشروعاً، ليس لجهة سلامة التمثيل الفصائلي أو السياسي وحسب، بل لجهة حقيقة تمثيل من حضروا كامل الشعب الفلسطيني.
المجلس الوطني، أعلى سلطة فلسطينية تمثيلية وتشريعية في حال انعقاده، يمثل كامل شرائح الشعب الفلسطيني، والحق يُقال هذا كان حال المجلس حتى دورته ال17 التي عقدت في عمّان عام 1984، حيث مُثل المعلمون والطلاب والمهندسون والمرأة والأطباء.. إلخ من المنظمات الشعبية ب 112عضوا، أي 26% من أعضاء المجلس ال 435. ومُثلت الجاليات في الخارج ب 191 عضوا، أي أكثر من 44% من الأعضاء. ولمن لم يخبر أو يُعاصر ذلك الزمن "الجميل"، أوضح آلية تمثيل المنظمات الشعبية بمثال الاتحاد العام لطلبة فلسطين. كان للاتحاد فروع في أكثر من 50 بلداً، حيث يوجد طلاب فلسطينيون شكلوا وحدة أو فرعا للاتحاد، وكانت الوحدات والفروع تُجري انتخابات سنويةً لقيادات العمل الطلابي الفلسطيني في أماكن وجودها. كما ينتخب الطلاب ممثلين عن الفرع لما يعرف بالمؤتمر الوطني العام للاتحاد، والذي يُعقد كل عامين، وينتخب بدوره هيئة تنفيذية للاتحاد، من تسعة أعضاء، يمثلون قطاع الطلاب في المجلس الوطني الفلسطيني. بمعنى آخر، يمثل أعضاء الهيئة التنفيذية لاتحاد الطلاب الذين أصبحوا أعضاء في المجلس الوطني الطلاب الفلسطينيين المنتشرين في العالم، بشكل تمثيلي ديمقراطي إلى حد مقبول. وكانت الآلية نفسها تجري في الاتحادات والمنظمات الشعبية الفلسطينية الأخرى، إذ كان المعلمون والأطباء والمهندسون والعمال... إلخ ينتخبون قياداتهم في الأقاليم أو الفروع، ويعقدون مؤتمراتٍ عامة دورية تنتخب قياداتهم المركزية التي تمثلهم في المجلس الوطني الفلسطيني.
السؤال الآن، من مَثَّل هذه التنظيمات الشعبية في المجلس الوطني ال 23؟ وبالعودة إلى اتحاد الطلاب الذي خبرته جيداً، فقد كنت أحد الطلبة الذين حضروا آخر مؤتمر عام عُقد للاتحاد في بغداد عام 1990، وأسأل، هل الإخوة التسعة الذين انتخبهم ذلك المؤتمر قبل 28 سنة من مثلوا طلاب فلسطين في مجلس رام الله. من مَثَّل طلاب فلسطين؟ ينسحب هذا السؤال على تمثيلية كل التنظيمات الشعبية الفلسطينية التي لا أذكر أن أيا منها عقد مؤتمراً عاماً، أو انتخب قياداتٍ تمثل أعضاءه في المجلس الوطني، منذ "أوسلو" وقيام السلطة الفلسطينية، على أقل تقدير.
لا يصح أن يقتصر النقاش حول تمثيلية المجلس لعموم الشعب الفلسطيني عند حدود غياب هذا الفصيل، أو مقاطعة ذاك، بل بمدى تمثيلية من حضروا السواد الفلسطيني، فالتمثيل السياسي، أو توفر النصاب السياسي، إن توفر، لا يعني بالمطلق توفر النصاب الشرعي والتمثيلي مع غياب من يمثل فلسطينيي الخارج من عمال وطلاب وأطباء ومعلمين... إلخ. ولا يجب أن يُختصر الشعب الفلسطيني في الفصائليين أو الحزبيين، أو حتى من يصنفون "مستقلين".
صحيحٌ أن عقد المجلس تحت مظلة ممزقة سياسيا مؤلم، لكن الزعم إن مجلس رام الله يمثل "إرادة" الشعب افتراءٌ عظيم. وتعيين "بيادق" لسد الفراغ الناجم عن غياب بعضهم وتغييب آخرين لا يمس دستورية المجلس أو شرعيته وحسب، بل يَمس كرامة الشعب الفلسطيني، ويُصيب في مقتل تجربةً كان يطيب للرئيس الفلسطيني الراحل، ياسر عرفات، وصفها "ديمقراطية غابة البنادق".
المجلس الوطني، أعلى سلطة فلسطينية تمثيلية وتشريعية في حال انعقاده، يمثل كامل شرائح الشعب الفلسطيني، والحق يُقال هذا كان حال المجلس حتى دورته ال17 التي عقدت في عمّان عام 1984، حيث مُثل المعلمون والطلاب والمهندسون والمرأة والأطباء.. إلخ من المنظمات الشعبية ب 112عضوا، أي 26% من أعضاء المجلس ال 435. ومُثلت الجاليات في الخارج ب 191 عضوا، أي أكثر من 44% من الأعضاء. ولمن لم يخبر أو يُعاصر ذلك الزمن "الجميل"، أوضح آلية تمثيل المنظمات الشعبية بمثال الاتحاد العام لطلبة فلسطين. كان للاتحاد فروع في أكثر من 50 بلداً، حيث يوجد طلاب فلسطينيون شكلوا وحدة أو فرعا للاتحاد، وكانت الوحدات والفروع تُجري انتخابات سنويةً لقيادات العمل الطلابي الفلسطيني في أماكن وجودها. كما ينتخب الطلاب ممثلين عن الفرع لما يعرف بالمؤتمر الوطني العام للاتحاد، والذي يُعقد كل عامين، وينتخب بدوره هيئة تنفيذية للاتحاد، من تسعة أعضاء، يمثلون قطاع الطلاب في المجلس الوطني الفلسطيني. بمعنى آخر، يمثل أعضاء الهيئة التنفيذية لاتحاد الطلاب الذين أصبحوا أعضاء في المجلس الوطني الطلاب الفلسطينيين المنتشرين في العالم، بشكل تمثيلي ديمقراطي إلى حد مقبول. وكانت الآلية نفسها تجري في الاتحادات والمنظمات الشعبية الفلسطينية الأخرى، إذ كان المعلمون والأطباء والمهندسون والعمال... إلخ ينتخبون قياداتهم في الأقاليم أو الفروع، ويعقدون مؤتمراتٍ عامة دورية تنتخب قياداتهم المركزية التي تمثلهم في المجلس الوطني الفلسطيني.
السؤال الآن، من مَثَّل هذه التنظيمات الشعبية في المجلس الوطني ال 23؟ وبالعودة إلى اتحاد الطلاب الذي خبرته جيداً، فقد كنت أحد الطلبة الذين حضروا آخر مؤتمر عام عُقد للاتحاد في بغداد عام 1990، وأسأل، هل الإخوة التسعة الذين انتخبهم ذلك المؤتمر قبل 28 سنة من مثلوا طلاب فلسطين في مجلس رام الله. من مَثَّل طلاب فلسطين؟ ينسحب هذا السؤال على تمثيلية كل التنظيمات الشعبية الفلسطينية التي لا أذكر أن أيا منها عقد مؤتمراً عاماً، أو انتخب قياداتٍ تمثل أعضاءه في المجلس الوطني، منذ "أوسلو" وقيام السلطة الفلسطينية، على أقل تقدير.
لا يصح أن يقتصر النقاش حول تمثيلية المجلس لعموم الشعب الفلسطيني عند حدود غياب هذا الفصيل، أو مقاطعة ذاك، بل بمدى تمثيلية من حضروا السواد الفلسطيني، فالتمثيل السياسي، أو توفر النصاب السياسي، إن توفر، لا يعني بالمطلق توفر النصاب الشرعي والتمثيلي مع غياب من يمثل فلسطينيي الخارج من عمال وطلاب وأطباء ومعلمين... إلخ. ولا يجب أن يُختصر الشعب الفلسطيني في الفصائليين أو الحزبيين، أو حتى من يصنفون "مستقلين".
صحيحٌ أن عقد المجلس تحت مظلة ممزقة سياسيا مؤلم، لكن الزعم إن مجلس رام الله يمثل "إرادة" الشعب افتراءٌ عظيم. وتعيين "بيادق" لسد الفراغ الناجم عن غياب بعضهم وتغييب آخرين لا يمس دستورية المجلس أو شرعيته وحسب، بل يَمس كرامة الشعب الفلسطيني، ويُصيب في مقتل تجربةً كان يطيب للرئيس الفلسطيني الراحل، ياسر عرفات، وصفها "ديمقراطية غابة البنادق".