تمبكتو تستعيد أضرحتها وأولياءها الصالحين

العربي الجديد

لوغو العربي الجديد
العربي الجديد
موقع وصحيفة "العربي الجديد"

الأناضول

avata
الأناضول
28 ابريل 2015
A035C423-0B10-480A-80D2-C21E4DDFEF9D
+ الخط -


تمبكتو أشهر مدن الشمال المالي، حرمت، خلال احتلالها من قبل تنظيم "القاعدة في المغرب الإسلامي"، بين أبريل/ نيسان 2012، ويناير/ كانون الثاني 2013، من جزء كبير من تراثها الثقافي وعدد من الأضرحة التي دمرتها الحركة.

أما اليوم، فتستعدّ مدينة الـ "333 ولياً صالحاً"، بفضل مشروع كبير مموّل من منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونسكو)، لاستعادة ملامحها القديمة، عبر ترميم تراثها المدمر، حيث دمّر المخرّبون من تنظيم القاعدة، خلال فترة احتلالهم للمدينة، 14 من بين 16 ضريحاً للأولياء الصالحين بالمدينة المدرجة من قبل اليونسكو ضمن لائحة التراث العالمي للإنسانية.

أحد سكان المدينة قال للأناضول معقّباً عن الدمار الذي لحقها: "إنّ المدينة التي تكتسي بعداً دينياً وثقافياً، حرمت طيلة هذه الفترة من أضرحة أوليائها، وأفرغت من أيّ محتوى"، وكانت هذه الأضرحة تشكّل عناصر أساسية للنظام الديني، إذ كانت سوراً حامياً للمدينة من جميع الأخطار، وفقا للمعتقدات الشعبية، بحسب ما ورد على موقع المنظمة الأممية على الإنترنت، فيما أكّد رئيس مكتب اليونسكو في العاصمة باماكو، لازار إيلوندو، أنه صُرف إلى حد الآن 3 ملايين دولار من بين 11 مليون دولار مقررة لإعادة ترميم جملة عناصر التراث، الذي دمره المتطرفون. وأضاف أنّ الأشغال ستمتد على 4 أعوام، وهو الوقت اللازم لترميم 14 ضريحاً و3 مساجد، ومكتبات المدينة، لافتاً إلى أنّ مبلغ الـ 3 ملايين دولار سيخصص لترميم الأضرحة.

أما سكان تمبكتو، فيعتريهم حماس كبير حيال عملية إعادة ترميم الأضرحة، وإعادة فتح أبوابها أمام الزوار، في وقت تمضي فيه الأشغال حثيثة، لا سيّما وأنّ السكّان يشاركون في هذه العملية بكل شغف، بحسب المشرف العام على الترميم، الحسن هاسيي، والذي أكّد أن الأشغال الخاصة بالإضرحة فقط ستنجز نهاية يوليو/تموز القادم، فيما انتُهي فعلاً من ترميم اثنين من الأضرحة.

سيدي يحي، أحد سكان تمبكتو قال من جانبه: "إنه منبهر بما أُنجز، وإن أشغال الترميم قد جرت في احترام كامل للخصوصيات الهندسية الأصلية". بينما يقول ساكن آخر من المدينة: "في تمبكتو تحمل الأضرحة رمزية كبرى، والسكان يزورونها 3 أيام أسبوعياً، أيام الاثنين والخميس والجمعة، للسير على خطاهم"، مضيفاً أنه فضلا عن قيمتها الثقافية، فإن هذه المزارات تشكل وافداً لتقارب جميع الطوائف.
اإقرأ أيضاً: متحف الآغا خان ينقل الحضارة الإسلامية إلى كندا

ويتفق الجميع في تمبكتو على أنّ أشغال ترميم المزارات، تخلق جواً ملائماً للسلم والمصالحة، وتعيد للمدينة الحاملة لميزات ثقافية وسياحية، جزءاً من ثرواتها بحسب رئيس مكتب اليونسكو في باماكو، وهي التي يعود تاريخ تأسيسها إلى فترة ما بين القرنين 11 و16 الميلاديين على يد قبائل الطوارق، حيث كانت مركزاً علمياً إسلامياً، ومدينة تجارية، تستقطب القوافل من كل حدب وصوب. وبتاريخ 8 أبريل/نيسان 2014، وضعت بعثة من الدبلوماسيين الأفارقة والغربيين بقيادة مسؤولين من اليونسكو، أولى لبنات إعادة بناء ضريح "الشيخ سيدي المكي"، فيما تتواصل بخطى حثيثة، إعادة ملامح المدينة إلى ما كانت عليه.

وبعد الانقلاب العسكري الذي شهدته مالي في النصف الأول من العام 2012، تنازعت "الحركة الوطنية لتحرير أزواد"، مع كل من حركة "التوحيد والجهاد"، وحليفتها حركة "أنصار الدين"، السيطرة على شمال البلاد، وامتدت إلى مناطق أخرى، قبل أن يشن الجيش المالي، مدعومًا بقوات فرنسية، عملية عسكرية على شمال البلاد في يناير/كانون الثاني من العام الماضي، لاستعادة تلك المناطق.

وأدرجت لجنة التراث العالمي التابعة لليونسكو عام 1988، مساجد جينقري بير وسانكوري وسيدي يحيى بتومبكتو، التي شيدت قبل أكثر من خمسة قرون، ضمن قائمة التراث العالمي الإنساني إضافة الى 16 قبراً وضريحاً، غالبيتها داخل المدينة العتيقة. وتحتل تومبكتو مكانة سياسية وعلمية بارزة، حيث شكلت على مدار قرون متعددة، مركز إشعاع ثقافي وعلمي، كما كانت مركزاً سياسياً لعديد من الملكيات التي نشأت بالمنطقة، كمملكة الصونغاي، ودولة الشاوات، ودولة الفولان. وازدهرت المدينة في القرن السادس عشر الميلادي كمنارة إسلامية للعلم، وموطن لعلماء الدين من أصقاع الدنيا كافّة.

إقرأ أيضاً: الصين "تسرق" أبو الهول

إقرأ أيضاً: عماد بابكر: القرآن لا يعارض دارون

 

ذات صلة

الصورة

منوعات

آلاف المقابر في جبانة عتيقة مترامية الأطراف في القاهرة أصبحت تحت تهديد مشروع حديث لتوسعة طرق ومد جسور لتخفيف الازدحام في القاهرة، مما تسبب في احتجاجات بين دعاة الحفاظ على التراث وعائلات الموتى المدفونين فيها.
الصورة
مُبادرة لترميم بيوت غزة المتهالكة لغياب الصيانة

مجتمع

يشارك عدد من الصحافيين في حملة "تحدي الخير" التي تأخذ على عاتقها مهمة توثيق البيوت المتهالكة في المناطق المهمّشة في غزة، ويعاني أصحابها من ظروف اقتصادية صعبة، ثم جمع التبرّعات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وترميم تلك البيوت.
الصورة
أدرجت اليونسكو 5 أفلاج ضمن لائحة التراث العالمي

تحقيقات

جفّت مئات الأفلاج العمانية، والتي تعد بمثابة شرايين مائية لتجميع المياه الجوفية أو السطحية بهدف استخدامها في الزراعة أو المنازل، وتتباين أسباب توقفها عن الجريان، غير أن أخطرها مشاكل الصيانة وعدم مراعاة خصائصها
الصورة
ترميم مقبرة الاستقلال الإسلامية في حيفا (العربي الجديد)

مجتمع

شارك عشرات الشباب والشابات في معسكر تطوعي لترميم وتنظيف أرض مقبرة الاستقلال العربية الإسلامية في حيفا، شمل طلاء القبور وإبراز معالمها، ضمن فعاليات مهرجان المدينة للثقافة والفنون الذي تنظمه جمعية الثقافة العربية.
المساهمون