تعيش محطات التلفزة اللبنانية حالة من الحيرة لأسباب مالية، الميديا البديلة أخذت كثيراً من طريق التلفزيون، لم يدخل على "مفكرة محطة" lbci مسلسل درامي لهذا الخريف، المحطة استعدت لتقديم وجبة ما تيّسر للمشاهد من برامج خفيفة غير مكلفة "ترفيهية"، لتقول إنها جدّدت قليلاً في صورتها، بعد صيف ثقيل تصحّ تسميته بفصل "الإعادات" لمسلسلات قديمة. اللبنانية للإرسال استقدمت الفكاهي هشام حداد من otv لتقدمه في قالب لا يخلو من السخرية مساء الثلاثاء، ومن المفترض عرض المحطة لبرنامج "ستار أكاديمي" في موسمه الحادي عشر، دون تكلفة بعد اتفاق بينها وبين شركة "اندمول" حول عرضه لبنانياً.
وحذت محطة "الجديد" حذو شقيقتها lbci ظناً منها أن في "الإعادة إفادة" رغم إدراك المحطتين جيداً أن "الإعادة" كانت مجرد تمرير وقت لأفكار جديدة وضعت على الطاولة بعد إجازة الصيف، ولم يبت بشأنها حتى الساعة.
في معلومات خاصة، فإن ميزانية برامج الجديد المنتظرة تأخرت أيضاً هذا الموسم، وتعيش محطة "الخياط" تخبطاً لجهة الضائقة المالية الإنتاجية للبرامج، وهذه الأزمة في حدودها الواضحة يبدو أنها تقتصر على البرامج والانتاجات فقط، ولم تصل إلى ميزانية دائرة الأخبار والبرامج السياسية.
برنامج "بعدنا مع رابعة" الذي طالبت المحطة بتجديد فكرته والتغيير قليلاً من نمط طرحه لا يزال تنفيذه معلقاً حتى الساعة ودون موعد أو تاريخ واضح لعودته. في المعلومات، تُصر المحطة على تقديمه بصورة "الكباريه" وبالاسم نفسه ويبدو أن جلجلة الأفكار بشأن طرح فكرة "كباريه" في برنامج يعتمد على الغناء والتمثيل بالدرجة الأولى ستأخذ مزيداً من الوقت لعودة رابعة الزيّات في موسم جديد.
وفي الوقت نفسه لم تتضح الصورة الحقيقية لبرنامج "للنشر" بعد موسمين مع ريما كركي لم يسهما كثيراً في تطور أو تقدم البرنامج الذي يعتمد على قضايا الناس بالدرجة الأولى، ومواجهة برنامجين بنفس "النكهة"، "1544" لطوني خليفة على Mtv و"حكي جالس" على lbci لجو معلوف.
أقرأ ايضًا:برامج الفضائح: ماذا فعلت بالإعلام؟
أما محطة mtv فهي أيضاً غائبة عن تجديد ثوبها هذا الخريف، عودة أقل من عادية لبرامج غير مُكلفة. عادل كرم يعود لهيدا حكي بعد موسمين حققا وفق القناة مردوداً جيداً من المال والجمهور، لكن كرم سيواجه زميلاً جديداً على قناة lbci هو هشام حداد الذي انتقل من otv الى اللبنانية للإرسال حاملاً قضايا ساخرة يطرحها بقالب كوميدي اجتماعي مشابه لزميله كرم، ويبدو أن المحطة نفسها تحاول الدخول مجدداً في عالم الدراما لكن بما "تيسّر" أيضاً فتشارك المنتج مروان حداد في تصوير مسلسل درامي عن قصة مكسيكية بعنوان "ميرامار" سيبدأ تصويره قريباً لصالح المحطة، وهو من بطولة الفنان غسان صليبا ونجله وسام صليبا.
محطة المستقبل اللبنانية فلا آمال كثيرة معلقة على تجددها هذا الخريف، الضائقة المالية التي تعانيها وعدم دفع الرواتب لموظفيها تلقي بثقلها على الشاشة الزرقاء في انتظار الفرج.
دراما
لا تبدو صورة الدراما اللبنانية واضحة لموسم خريفي سيحفل بما تيسر من برامج على بعض القنوات، ذلك أمام مواجهات تُلقي بثقلها على كاهل المنتج اللبناني الذي لم يعد يستطيع تحمّل الكلفة الإضافية للدراما اللبنانية، ورغم أن البعض يملك المال إلاّ أن خسارته مؤكدة لأسباب كثيرة منها انعدام التسويق للمسلسل خارج "الموسم الرمضاني"..
اقرأ ايضًا:مواجهات خليجيّة ببرامج المواهب: لمن الغلبة؟
ثمة أسئلة تطرح على بعض المنتجين الذين يواجهون حوت المال في انتاج الدراما اللبنانية، الحيتان أكلت "الأخضر واليابس" ولم يتبق للصغار إلا تركة زهيدة ومحاولات لا تقدمهم أو تضعهم على خط المنافسة المفترض، بل تقدم وجبة درامية أشبه بوجبة طعام سريعة.
على الجبهة الأخرى ثمة انتاجات ضخمة تولد من رحم المحطات التلفزيونية نفسها، الخليج رغم أزماته ينشط لبنانياً على صعيد الإنتاج، أربعة برامج ضخمة جداً تُصور في بيروت، وبدأت بعض المحطات بعرضها "ذا فويس" حجز نسخته الثالثة ببداية ثابتة يوم السبت الماضي، سيحمل في النهاية موهبة تعدها أم بي سي للعالم العربي لتقول إنها لا زالت قادرة على الإنتاج الذي كرسّها واحدة من أكثر المحطات سخاء مالياً ومعنوياً لجمهور أصبح واثقاً بما تقدمه بعد أكثر من خمس سنوات في احتلال المشهد الترفيهي لبرامج المنوعات العربية، لكن السؤال هل استغنت ام بي سي عن الانتاجات الدرامية؟ وفق المعلومات الخاصة، فإن الغلبة هذا الموسم ستكون لبرامج المنوعات، لا دراما سوى المستوردة على شاشة كل العرب.
وكانت mbc أعدت العدة لبرنامج جديد للإعلامية المصرية وفاء الكيلاني، صور الجزء الأكبر منه في بيروت وحمل اسم "المتاهة"، لكن يبدو أن البرنامج سيواجه مشكلة قضائية في لبنان، بسبب سرقة فكرة إعداده من طالب جامعي كان تقدم بها إلى المحطة السعودية.
وتنشط المحطة السعودية في "التركيز" على برنامجها الترفيهي ET الذي بلغ عامه الأول، وهو يتناول كل المواضيع الفنية الحسّاسة ويناقشها عبر طائفة من المراسلين في العالم العربي كنشرة فنية يومية توجُّهها الأول خليجي بامتياز.
أما أبو ظبي ودبي فهما أيضاً داخل البوصلة، الترفيه الذي ينافس أم بي سي في سرقة اهتمام الجمهور والوفاء لشاشات لم تقدم هوية واضحة بعد سنوات طويلة من انطلاقتها.. لا "أجندات" واضحة على سلم المحطتين الاماراتيتين، بل تنفيذ برنامج أو اثنين فقط يختصان بالمواهب موسمياً بتكلفة باهظة من بيروت.
اقرأ ايضًا:أغانٍ وكليبات وألبومات خليجية بالجملة
دبي تستعد خلال شهر لتقديم النسخة الأولى من "فنان العرب" بميزانية يقال إنها تخطت "مليونَي" دولار أميركي، الفنان محمد عبده بطل هذه الفكرة إذ سيتبارى عشرات الشبان والشابات لنيل لقب فنان العرب محمد عبده في النهاية، بينما اتجهت أبو ظبي إلى الدرما واستثمرت نجومية غادة عبد الرازق وقصيّ خولي، وباسل خياط وكارمن لبس لتبدأ بتقديم "كاستنغ العرب" الذي يُعنى بالمواهب التمثيلية، ميزانية لا تقل عن ميزانية برنامج "فنان العرب" على شقيقتها دبي سيبدأ منتصف الشهر المقبل مساء كل يوم جمعة.
أقرأ ايضًا:طوني خليفة ونيشان وصراع على "النجوم"