قررت إدارة تلفزيون "تونسنا" الخاصة المملوكة لرجل الأعمال التونسي عبد الحميد بن عبد الله التوقف عن البث حتى الحصول على الإجازة القانونية من قبل الهيئة العليا المستقلة للاتصال السمعي البصري (الهايكا)، فقد اشترطت هذه الأخيرة على القنوات التلفزيونية والمحطات الإذاعية الراغبة في تسوية وضعيتها القانونية التوقف التلقائي عن البث حتى تتمّ دراسة ملفاتها، وهو ما استجابت له إدارة تلفزيون "تونسنا" بعد رفض للتوقف التلقائي عن البث دام أكثر من شهر نتجت عنه مصادرة وحجز بعض معدات وتجهيزات القناة من قبل الهايكا عن طريق القوة العامة (الأمن).
في المقابل رفض تلفزيون "الزيتونة" القريب من حركة النهضة التونسية، أحد أحزاب الائتلاف الحاكم في تونس، الاستجابة لطلب الهايكا، وقد عللت إدارة تلفزيون "الزيتونة" رفضها بعدم قانونية قرار الهايكا، إذ لا يوجد نص قانوني يشترط التوقف عن البث التلقائي حتى دراسة ملف القناة التي ترغب في الحصول على الإجازة القانونية، معتبرين أنّ قناة "الزيتونة" تتعرض لعراقيل عقاباً لها على مواقفها من الوضع السياسي العام في تونس وانحيازها إلى المدافعين عن النهج الثوري في تونس.
يُذكر أن قناة "الزيتونة" دخلت في خلاف مع الهايكا ورفضت إدارتها كل القرارات الصادرة ضدّها من قبل هذه الهيئة الدستورية، ووصل الأمر بأحد إعلاميي القناة إلى تمزيق قرار للهايكا ضد القناة مباشرة على الهواء، معلناً عدم الانصياع إلى قرارات الهيئة التي اعتبرها جائرة وتخدم طرفاً سياسياً دون آخر. وهو اتهام ترفضه الهايكا التي تعتبر نفسها تؤسس لثقافة تعديلية جديدة على المشهد السمعي البصري في تونس، معلنة عزمها تطبيق القانون بكل صرامة، وهو ما قامت به من خلال مصادرة وحجز معدات قناة "الزيتونة" وقناة "تونسنا" بعد رفضهما الاستجابة للقرار التوقف التلقائي عن البث الذي أصدرته الهيئة العليا المستقلة للاتصال السمعي البصري (الهايكا) في نهاية شهر حزيران/يونيو الماضي.