تكتيك الألمان..ميزة اللعب بمهاجم كلاسيكي ولام يعود من جديد

22 يونيو 2016
ألمانيا بقيادة المدرب لوف (العربي الجديد)
+ الخط -

حقق المنتخب الألماني فوزاً مستحقاً على حساب أيرلندا الشمالية، ليصعد أبطال العالم إلى ثمن نهائي اليورو، ويؤكد فريق المدرب لوف أنه لن يكون خصماً سهلاً في مباريات خروج المغلوب، خصوصاً مع السيطرة التامة على مجريات اللعب، ووصول هجومه في أكثر من فرصة مؤكدة، لكن تألق الحارس حال دون تسجيل أهداف إضافية، في مواجهة كان شعارها، هدف واحد يكفي لتصدر المجموعة.


المفاجأة
جوشوا كيميتش هو أكثر لاعب محظوظ هذا الموسم، فبعد أن كان احتياطياً في فترات طويلة، التقطه بيب غوارديولا من الدكة، لسد العجز الناتج عن إصابة معظم المدافعين، ليحوله من لاعب وسط إلى قلب دفاع صريح، ويلعب به أساسياً في معظم مباريات البافاري سواء في الليغا أو بالشامبيونزليغ، لينضم بشكل مفاجئ إلى القائمة النهائية للمنتخب الألماني في اليورو.

لعب كيميتش مع يواكيم لوف في مركز الظهير الأيمن، عندما راهن المدرب على نفس خطة اللعب 4-2-3-1 أمام أيرلندا، لكن مع بعض التعديلات في مراكز اللاعبين، بدخول ماريو غوميز كمهاجم صريح، وغوتزه على الرواق كجناح، بينما لعب البافاري في الدفاع لكن على الطرف، مكان القائد والكابتن السابق فيليب لام.

قدم كيميتش مباراة مثالية في كافة تفاصيلها، وصعد كثيراً إلى الأمام، ليلعب بمفرده تقريباً في الجبهة اليمنى، حتى يسمح لتوماس مولر بترك الطرف والتحول إلى العمق كمهاجم آخر. واستفاد اللاعب الشاب كثيراً من قوته في التمرير، ليلعب كرات قطرية ماكرة إلى الجناح الآخر القادم من الجهة المقابلة، لذلك وصل غوتزه إلى المرمى في أكثر من مناسبة عن طريق ألعاب جوشوا.

أداء الصاعد قريب بشدة من أسلوب فيليب لام في 2014، فاللاعب الكبير جمع بين مركزي الظهير والارتكاز في آن واحد، وأعطى الأريحية الكاملة لزملائه في التقدم إلى الأمام أثناء السيطرة، ويستطيع كيميتش القيام بنفس الدور خصوصاً مع تمتعه بقدرات مميزة تستحق الإضافة والتطوير.

تركيبة الوسط
أكمل توني كروس 111 تمريرة، أكثر من الفريق الأيرلندي ككل بـ 105 فقط، ولعب الوسط الألماني في منطقة المحور بجوار سامي خضيرة، ثنائية جديدة نوعاً ما على منطقة الارتكاز، لأن نجم ريال مدريد لا يهاجم فقط أو يلعب بشكل متقدم، بل يعود كثيراً إلى أسفل دائرة المنتصف، من أجل التغطية العكسية خلف سامي خضيرة، لاعب البوكس الذي يصعد كثيراً تجاه القنوات الشاغرة.

واستفاد وسط ألمانيا من قوة المدافعين في بناء الهجمة من الخلف، لذلك يصعد بواتينغ وهوميلز إلى خط الدائرة، لملأ الفراغات الناتجة عن تقدم لاعبي الوسط من أجل الهجوم، لذلك ظهر الفريق الألماني بشكل مترابط دفاعاً وهجوماً، وصنع فرص بالجملة، مع عدم إعطاء الفريق المنافس أي فرصة للمغامرة أو التهديد.

ورغم إضاعة توماس موللر لأكثر من فرصة، إلا أنه لعب مباراة مريحة بسبب قربه من سامي خضيرة وبقية لاعبي الهجوم، واستفاد الجميع بلا استثناء من اللعب بغوميز في مركز المهاجم الصريح، اللاعب الكلاسيكي القديم الذي يزاحم المدافعين، ويعطي الفرصة للقادمين من الخلف.

القائد
يؤدي مسعود أوزيل دور القائد في المانشافت، إنه اللاعب صاحب الباع الطويل مع المنتخب، والنجم الذي يتحرك في كافة أرجاء الثلث الهجومي، إنه الجناح الأيسر الصريح في مونديال 2014، ليعطي أفضلية ألمانية على مستوى الأطراف، وهو صانع اللعب الوهمي في 2010 خلف الهجوم وأمام الوسط، بينما في المباراة الأخيرة أمام إيرلندا، قام اللاعب بمزيج من هذه الأدوار في قالب واحد.

استفاد أوزيل كثيراً من تواجد غوميز في قلب الهجوم، لأنه دخل إلى منطقة الجزاء بالتعاون مع مولر في أكثر من فرصة، كذلك صعود كيميتش المستمر على اليمين، أعطى مسعود راحة كبيرة، للتحول المستمر من الطرف إلى العمق، والقيام بدور صانع اللعب الحديث في المركز 10، في وبين الخطوط الإيرلندية.

يبقى ماريو غوتزه الاستثناء الوحيد في التشكيلة، بسبب انخفاض لياقته ورعونته أمام المرمى، لكنه يتحرك بذكاء في المكان المطلوب، ويوجد له بديل مميز كدراكسلر، لكن في كل الأحوال يجب أن يفكر لوف جدياً في غوميز بالقادم، مع الحفاظ على نفس التوليفة التكتيكية، رفقة إعطاء كروس حرية أكبر للصعود إلى الهجوم، عن طريق المفاجأة الجديدة هذه المرة، كيميتش قريبا من دور لام، ظهير أيمن بدرجة لاعب وسط ذكي.

 

المساهمون