نشرت صحيفة "تليغراف" تقريراً عن لجوء السوريين في مناطق سيطرة المعارضة السورية إلى أنظمة تمولها الحكومة البريطانية تحذر المواطنين من الغارات الجوية التي يشنها طيران نظام بشار الأسد وحليفه الروسي، وذلك عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
وتعتمد التقنية التي طورتها "أنظمة هالا" (Hala Systems) على حساسات منتشرة على الأرض في محافظة إدلب تكشف عن انطلاق الطيران الحربي، وتحسب سرعته، وتتوقع وجهته، وفقاً لنموذج تحليقه.
وترسل هذه الآلات بعد ذلك إشارات تحذيرية عبر برامج التواصل مثل "تيليغرام" و"واتساب" و"فيسبوك" إلى الدفاع المدني السوري (أصحاب الخوذ البيضاء) والمدنيين، إضافة إلى إطلاق صافرات الإنذار في المناطق التي يتوقع أن يستهدفها الطيران.
ونقلت الصحيفة عن أحد المواطنين السوريين قوله "تخبرك الرسالة بكل شيء، من أين تنطلق الطائرة، وأين يتوقع أن تضرب، وفترة تحليقها، وما هي المناطق الخطرة، بل يمكنك أيضاً معرفة ما إذا كانت الطائرة روسية أم سورية".
وتشارك الحكومة البريطانية في تطوير هذه التقنية التي ساهمت في إنقاذ نحو مليوني شخص وتخفيض أعداد ضحايا القصف الجوي بنحو 27 في المائة، منذ إطلاقها قبل ثلاثة أعوام.
وقال المدير التنفيذي لـ "أنظمة هالا"، جون جيغر: "لقد اعتمد المدنيون في سورية نوعاً من أنظمة التحذير البشرية قبل استخدام تقنيتنا، بالاعتماد على مراقبة الطائرات وإرسال رسائل إلى مجتمعاتهم"، مشبهاً الأمر بما كان يقوم به المزارعون البريطانيون في الحرب العالمية الثانية بمراقبة الطيران النازي. وأضاف "ما فعلناه أننا جعلنا من هذه التقنية أكثر هيكلية واعتماداً".
وتابع "عاش الناس لفترة طويلة في ظل الرعب الدائم، والخوف من مغادرة منازلهم في حالة الضربات الجوية. بالطبع لا يمكننا التخلص من الشعور بالخوف ولكن بإمكاننا جعل الحياة أفضل ولو قليلاً".
وتتعاظم المخاوف من اعتداء تعد له قوات نظام الأسد وحلفاؤه من الروس والإيرانيين ضد محافظة إدلب الخارجة عن سيطرته، وهو ما يضع سلامة 3 ملايين شخص من سكان المنطقة والنازحين السوريين واللاجئين من العراق وفلسطين في الخطر.
بدوره، قال وزير الدولة لشؤون الشرق الأوسط، أليستر بيرت، يوم أمس، إنه "يمكننا تجنب الأزمة الإنسانية في إدلب. إن المملكة المتحدة تدعم الجهود الدبلوماسية العاجلة التي تقوم بها تركيا والأمم المتحدة. ونطالب النظام السوري وداعميه، روسيا وإيران، بالالتزام بوقف إطلاق النار الذي وافقوا عليه واحترام القانون الإنساني الدولي".
وتسبب القصف الجوي العشوائي الذي يشنه نظام الأسد وحلفاؤه بمقتل الآلاف من المدنيين خلال سنوات الحرب في سورية. وكانت الأمم المتحدة قد دانت هذا القصف الذي يستهدف المدنيين والمؤسسات الطبية والمدنية والمدارس ومراكز الدفاع المدني في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة. ولكن هذه الإدانة لم تؤثر في عدوانية الأسد وحلفائه، إذ تم توثيق الاعتداء على 37 مؤسسة صحية في محافظ إدلب هذا العام.
وكان نحو 25 طبيباً من العاملين في إدلب بالتعاون مع تحالف منظمات الإغاثة والعناية الطبية المعروف اختصاراً باسم "أوسم" قد بعثوا رسالة إلى وزير الخارجية البريطاني، جيريمي هانت، يطالبون فيها الحكومة البريطانية بعدم غض النظر عن العملية العسكرية التي يعتزم نظام الأسد تنفيذها في المحافظة المكتظة بالسكان، حيث أن الهجمات على المشافي والعيادات قد تشكل الخطوة الأولى في استراتيجية الأسد لإضعاف المناطق التي ينوي السيطرة عليها.