رأت "الشبكة السورية لحقوق الإنسان" اليوم الأحد، أن الهجوم الكيميائي الذي نفّذته قوات النظام السوري، في السابع من إبريل/ نيسان الماضي، والذي استهدف مدينة دوما شرق دمشق، كان الهدف منه الضغط على المدنيين من أجل ترك منازلهم ومدينتهم.
وأوضحت "الشبكة"، في التقرير الذي أصدرته بمناسبة الذكرى السنوية للهجوم الذي خلّف 39 قتيلاً من المدنيين، أنه وقع بعد أيام قليلة من الاتفاق الذي وقّعته المعارضة مع روسيا، وقضى بخروج بعض المدنيين وبعض مسلحي المعارضة بأسلحتهم الخفيفة من مدينة دوما.
ولفت التقرير إلى أن قوات النظام نفّذت هجومَين كيميائيَين شمال مدينة دوما، الأول وقع قرابة الساعة الثالثة عصراً قرب مبنى فرن سعدة، ما تسبب بإصابة ما لا يقل عن 15 شخصاً بأعراض ضيق التنفس، بينما وقع الثاني، وهو الأضخم، قرابة الساعة الثامنة مساءً.
وأشارت الشبكة إلى أن الطيران المروحي التابع للنظام السوري ألقى برميلين متفجرين، محملين بغاز سام على بناءين سكنيَين بالقرب من ساحة الشهداء في منطقة النُّعمان، ما أدى إلى مقتل 39 مدنياً قضوا خنقاً، بينهم 10 أطفال و15 سيدة (أنثى بالغة)، وإصابة قرابة 550 شخصاً بأعراض تنفسية وعصبية.
وبيّن التقرير أن هجوم دوما وقع في إطار حملة عسكرية ضخمة، شنَّتها قوات الحلف السوري الروسي على الغوطة الشرقية منذ فبراير/ شباط 2018، ونتج عنها سيطرة قوات النظام والمليشيات الإيرانية على معظم بلدات الغوطة الشرقية.
وكانت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، قد أثبتت وقوع هجوم دوما الكيميائي عبر تقارير عديدة، كان آخرها تقريرها الصادر في الأول من مارس/ آذار الماضي، دون أن تُحدِّد من قام باستخدام السلاح الكيميائي في هذا الهجوم، ذلك أن التحقيقات التي أجرتها كانت قبل توسيع ولايتها، كما وثَّقت لجنة التحقيق الدولية المستقلة الخاصة بسورية مسؤولية النظام السوري عن الهجوم.
وبحسب قاعدة بيانات "الشبكة السورية لحقوق الإنسان" الخاصة بتوثيق الهجمات الكيميائية في سورية، فقد جاء هجوما دوما الأخيران بعد 214 هجوماً كيميائياً نفَّذتها قوات النظام السوري على امتداد الأرض السورية وفي مختلف محافظاتها، وقد بلغت الهجمات الكيميائية الموثَّقة في قاعدة بيانات الشبكة قرابة 221 هجوماً كيميائياً منذ 23 ديسمبر/ كانون الأول 2012، وهو تاريخ أول استخدام موثَّق لديها للسلاح الكيميائي في سورية حتى 7 إبريل/ نيسان 2019.