ذكر تقرير جديد، أن محنة الفارين من الحرب الأهلية في سورية بلغت "مستوىً جديداً من اليأس"، مع اتخاذ الدول المجاورة، التي استنزف اللاجئون مواردها، إجراءات تحول دون فرارهم، ومن جهة أخرى لم تستقبل دول متقدمة مثل الولايات المتحدة سوى عدد صغير من اللاجئين. وحصل أقل من اثنين في المئة فقط على مأوىً جديد.
وجاء في تقرير، أصدرته أمس الأربعاء لجنة الإنقاذ الدولية والمجلس النرويجي للاجئين، إن عدد اللاجئين من سورية انخفض بشكل حاد، مع تسجيل 18483 لاجئاً في أكتوبر/ تشرين أول، في حين بلغ المتوسط الشهري للاجئين المسجلين لدى مفوضية اللاجئين التابعة للأمم المتحدة 150 ألفاً في 2013.
وقال الأمين العام للمجلس النرويجي للاجئين يان إيغلاند، في بيان "نشهد انهياراً تاماً في التضامن الدولي مع ملايين المدنيين السوريين".
وحذر من أن جيران سورية، ومن بينهم لبنان والأردن، قد يصلون إلى نقطة الانهيار، بما يعني عدم قدرتهم على استقبال مزيد من اللاجئين. وبدأ لبنان الشهر الماضي برفض جميع اللاجئين ما عدا حالات "استثنائية".
وفر نحو 3.3 ملايين شخص من سورية منذ اندلاع الثورة قبل ثلاثة أعوام ونصف العام. واستقبل لبنان، الذي يسكنه 4.5 ملايين نسمة فقط، نحو ثلث اللاجئين السوريين.
كما يقول جيران سورية، ومن بينهم تركيا والعراق، إن مدّ اللاجئين أرهق موارد بلدانهم، وهدد بدفعها إلى حالة من عدم الاستقرار السياسي. ويشيد القرير بهم لاستقبالهم ملايين اللاجئين.
وقال التقرير "في سبتمبر/ أيلول وأكتوبر/تشرين أول وحدهما، استقبلت تركيا 190 ألف لاجئ، وهو أعلى بكثير من العدد الذي تعهد المجتمع الدولي كله بتوطينه منذ بداية الصراع السوري".
وجاءت هذه الزيادة، بينما فر الناس من هجمات يشنها تنظيم الدولة الإسلامية.
في غضون ذلك، كانت البلدان الأوروبية والولايات المتحدة مترددة بشدة في قبول لاجئين سوريين.
ووطنت الولايات المتحدة 166 لاجئاً سورياً فقط بحلول نهاية سبتمبر أيلول، حسبما يقول التقرير الجديد. وفي حين أن الولايات المتحدة هي أكبر بلد في العالم يقبل التوطين، إلا أنها لم تذكر كم عدد اللاجئين السوريين الذين استقبلتهم. ويقول التقرير إن الولايات المتحدة "تحتاج لبذل المزيد، وبسرعة".
وحتى الآن، قالت فرنسا إنها سوف توطن 500 لاجئ فقط، وأضاف التقرير أن بريطانيا ستوطن بضع مئات.
وتطالب اللجنة الدولية للإنقاذ والمجلس النرويجي للاجئين، البلدان المتقدمة بالتحرك بسرعة للتأكد من أن ما لا يقل عن 5 في المئة من اللاجئين في سورية، قادرون على الحصول على "حماية الوصول" إلى تلك البلدان، بما في ذلك إعادة التوطين خارج المنطقة.
وحتى الآن، وافقت البلدان خارج المنطقة على دخول 50 ألف لاجئ فقط، أو أقل من 2 في المئة، حسبما قال التقرير.
وطالبت جماعات الإغاثة أيضاً، المجتمع الدولي بتسريع المساعدات الإنسانية العاجلة لجيران سورية، لمساعدتها في تحمل عبء اللاجئين.
وكانت مفوضية شؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة أعلنت منتصف أغسطس/ آب الماضي أن "الغالبية العظمى من اللاجئين السوريين لا تزال تتمركز في البلدان المجاورة لسورية، ويستقبل لبنان النسبة الأعلى (1.14 مليوناً)، ثم الأردن (608,000)، ثم تركيا (815,000). وأدى كل ذلك إلى إثقال كاهل اقتصاديات هذه البلدان ومواردها وبنيتها التحتية. ويعيش 38 في المئة في مآوٍ دون المستوى"، وذلك وفقاً لدراسة حديثة.
وقال المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، أنطونيو غوتيريس: "أصبحت الأزمة السورية أكبر حالة طوارئ إنسانية في عصرنا الراهن. رغم ذلك، فإن العالم يخفق في تلبية احتياجات اللاجئين والدول المضيفة لهم". وأضاف: "اتسمت الاستجابة للأزمة السورية بالسخاء، ولكن الحقيقة المرة هي أن هذه الاستجابة أقل بكثير مما هو مطلوب".