تقرير: زيادة معدلات العنف ضد الأطفال في السعودية

23 مايو 2015
107 حالات عنف كان الفاعل فيها الآباء (العربي الجديد)
+ الخط -
سجلت تقارير جمعية حقوق الإنسان السعودية، ارتفاعاً في عدد قضايا العنف ضد الأطفال في العام الماضي، بنسبة تتجاوز 10 في المائة، إذ مثلت نسبة 28 في المائة من قضايا العنف المسجلة في العام الماضي. وكانت أغلب حالات الاعتداء جسدية وجنسية.


وأرجعت الجمعية ارتفاع عدد القضايا، إلى تطوير عمليات الرصد التي لم تعد تتوقف على البلاغات، وارتفاع تأثير الإعلام، خاصة مواقع التواصل الاجتماعي لكشف قضايا الاعتداء، كما أن إعادة تصنيف قضايا العنف ضد الأطفال كجريمة مستقلة، تسبب في ارتفاعها بهذا الشكل.

وبحسب بيانات الجمعية التي أوردتها في تقريرها السنوي، اتهم بغالبية جرائم الاعتداء الآباء (107 حالات)، وكان السبب فيها سوء الحالة الاقتصادية أو الاجتماعية والنفسية، وتفكك بعض الأسر وطلاق الوالدين أيضاً.

وتعرض 173 طفلاً سعودياً للتعنيف والضرب في العام الماضي، منهم 110 من الفتيات، فيما بلغ عدد حالات الاعتداء الإجمالية 617 حالة، شكلت حالات الاعتداء على الأطفال 28 في المائة منها.

وبحسب الجمعية فإن هذه الحالات هي فقط للأطفال الذين تقدم أقاربهم وذووهم بطلب للجمعية للتدخل، فيما تبلغ الحالات غير المعلنة أضعاف ذلك الرقم.

وكان 90 في المائة من الأطفال الذين أعلن عن تعرضهم للاعتداء سعوديين، فيما 10 في المائة غير سعوديين، إضافة إلى مجهولي الهوية، بعد تعرض أربعة أطفال يمنيين وثلاثة أطفال أردنيين واثنين من سورية واثنين من فلسطين، وآخرين عراقي وبحريني وموريتاني للعنف، إضافة إلى ثلاثة أطفال مجهولي الهوية.

اقرأ أيضاً: الأهل أول المعنّفين للأطفال في السعوديّة

وبحسب قانون الحماية من الإيذاء، والذي بدأ تطبيقه قبل عامين في السعودية، يعاقب كل من يقوم بإيذاء أحد من عائلته بالسجن لمدة عام كامل وغرامة تصل لـ 50 ألف ريال، وهي تطبق في أكثر الحالات عندما يعتدي الزوج على زوجته.

اقرأ أيضاً: تشريع جديد لحماية السعوديات من عنف الازواج

غير أن المستشارة الأسرية الدكتورة سهام العنيزي، تؤكد لـ "العربي الجديد" أن النظام يشمل كل حالات الاعتداء، بما فيها الاعتداء على الأبناء، كما أنه في حالة تسبب الأب بإصابة ابنه بإعاقة أو التسبب في وفاته، فإن العقوبة تتضاعف وتصبح عقوبة قانونية.

وتضيف العنيزي: "تنامي حالات الاعتداء على الأطفال في السعودية أمر مقلق، لا يمكن الركون لتبريرات جمعية حقوق الإنسان في أن السبب هو تطور حالات الرصد، فللأسف هناك أضعاف الحالات المرصودة لم تتم الشكوى منها"، وتضيف: "هناك قانون صارم لمحاربة إيذاء الأطفال ولكن لا يتم تطبيقه بشكل جيد، في الفترة الأخيرة تم التسبب في وفاة أكثر من عشرة أطفال، لا يجب أن ننتظر إيقاع العقوبة فقط، بل من المهم أن نضع قوانين تمنع الإيذاء قبل أن يقع، فالتأثيرات النفسية على الأطفال تمتد لسنوات طويلة في حياتهم، وتؤثر عليهم بشكل لا يتوقعه الآباء".

وتحذر الدكتورة العنيزي من قصور الأنظمة التي لا تحمي الأطفال كما يجب، موضحة: "يجب أن تكون هناك زيارات ميدانية مكثفة للمنازل، خاصة للعائلات المنفصلة، والتي يكثر فيها الاعتداء، لأن الكثير من الأطفال لا يملكون القدرة على الشكوى، وتوضح الأرقام أن 88 من حالات الاعتداء تكون في أسر ينفصل فيها الأب عن الأم".

اقرأ أيضاً: إحالة سعودية قتلت طفلها ضرباً للمحاكمة