تقديرات إسرائيلية: لحظة الحسم مع إيران "اقتربت"

09 مايو 2019
تحركات إيران محط رصد في تل أبيب (فرانس برس)
+ الخط -

اعتبرت وسائل إعلام إسرائيلية أنّ تهديد طهران بالانسحاب من الاتفاق النووي مع القوى العظمى، في غضون شهرين، في حال لم يتم رفع العقوبات عنها، يدلّ على أنّ لحظة الحسم في المواجهة بين الولايات المتحدة وإسرائيل من جهة، وإيران من جهة أخرى، "قد اقتربت".

ولفت كبار المعلّقين الإسرائيليين الذين حاولوا رصد تداعيات الخطوة الإيرانية، إلى أنّ جدية الرئيس الأميركي دونالد ترامب في مواجهة المشروع النووي الإيراني، تواجه "اختباراً صعباً".

وقال المعلّق بن كاسبيت إنّ إسرائيل تخشى ألا يبدي ترامب تصميماً في مواجهة الخطوة الإيرانية، تماماً كما تراجع في مواجهة كوريا الشمالية، على الرغم من قرار إدارته إرسال حاملة الطائرات "أبراهام لينكولن" إلى منطقة الخليج، وزيادة عدد القاذفات الاستراتيجية "بي 52" في المنطقة.

وفي تحليل نشرته النسخة العبرية لموقع "المونيتور"، اليوم الخميس، نقل كاسبيت عن مصادر سياسية وعسكرية في تل أبيب قولها إنّ "كل مؤشر ضعف تبديه الولايات المتحدة إزاء نية إيران العودة إلى تطوير برنامجها النووي العسكري بالوتيرة السابقة، يعني إتاحة الفرصة أمام حدوث سباق نووي في المنطقة".

ولفتت مصادر كاسبيت إلى أنّ هذا التطور "سيمنح السعودية المسوّغ لتطوير برنامج مماثل"، مضيفة أنّ "ما يثير القلق في تل أبيب، حقيقة أنّ التجربة دلّت على أنّ ترامب لا يبدي تشبّثاً بمواقفه حتى عندما يتعلّق الأمر بقضايا بالغة الخطورة، وحرص على تأكيد التزامه بها في برنامجه الانتخابي".

وأوضح المعلّق الإسرائيلي أنّ تل أبيب توقّعت إقدام إيران على إعلان إنذارها الأخير، كردّ على جملة العقوبات القاسية التي فرضتها إدارة ترامب على طهران، مشيراً إلى أنّ الإيرانيين لا ينوون بعد انسحابهم من الاتفاق، العودة إلى تخصيب اليورانيوم بالمستوى الذي يمكّنهم من تركيب قنبلة نووية، لكن بمستوى يمكّنهم من تحقيق هذا الهدف بسرعة، في حال قرروا ذلك لاحقاً.

ونقل كاسبيت عن مصدر عسكري إسرائيلي رفيع المستوى، زعمه أنّ إيران يمكن أن تعتمد على "حزب الله" اللبناني في تنفيذ عمليات في قلب الخليج العربي ضد المصالح الأميركية، مشيراً إلى أنّه تم رصد تمركز عناصر للحزب في قطع بحرية في الخليج.

ولفت إلى أنّ التقدير الإسرائيلي بأنّ مواجهة يمكن أن تنفجر في الخليج بين الولايات المتحدة وإيران، هو الذي دفع إسرائيل أخيراً إلى استيعاب ردود المقاومة الفلسطينية، وتجنّبها شنّ عملية عسكرية واسعة في قطاع غزة.

وادّعى أنّ إقدام حركة "الجهاد الإسلامي" على إشعال جبهة قطاع غزة، أخيراً، يأتي في إطار مواجهة التبعات التي يمكن أن تنجم عن إقدام إيران على تغيير قواعد الاشتباك مع الولايات المتحدة.

ولفت إلى أنّ كل الدلائل تشير إلى أنّه على الرغم من تدهور الأوضاع الاقتصادية في أعقاب العقوبات الأميركية الجديدة، إلا أنّ إيران ليس فقط لا تنوي التراجع والاستسلام، بل تبدو عازمة على تحدّي الولايات المتحدة بشكل جلي.

من ناحيته، قال براك رفيد، المعلّق السياسي في قناة التلفزة "13"، إنّ إعلان إيران نيتها الانسحاب من الاتفاق النووي في غضون 60 يوماً، يمثّل أيضاً اختباراً لموقف القوى العظمى الموقّعة على الاتفاق النووي، ومدى استعدادها لخوض مواجهة ضد ترامب، مشيراً في الوقت عينه إلى أنّ التجربة دلّلت على أنّ هذه القوى لم تبدِ حرصاً على تحدّي الموقف الأميركي.

وفي تعليق بثته القناة، مساء الأربعاء، أشار رفيد إلى أنّ إيران تطالب القوى الخمس العظمى التي ظلت ملتزمة بالاتفاق، بأن توفّر حلولاً لمواجهة العقوبات الأميركية، سواء في ما يتعلّق بوقف صادراتها النفطية أو القيود على نظامها المصرفي.


من ناحيته، نقل أمير بوحبوط، المعلّق العسكري في موقع "والاه"، عن مصادر عسكرية قولها إنّ إيران ستتجه إلى المسّ باستقرار المنطقة، في أعقاب زيادة حدة العقوبات الأميركية المفروضة عليها.

وفي تحليل نشره الموقع، اليوم الخميس، لفت بوحبوط إلى أنّ محافل التقدير الاستراتيجي في تل أبيب، تتوقع أن تعمد إيران إلى اتخاذ الخطوات التي تضمن الحيلولة دون تمكّن الولايات المتحدة من إغلاق مضيق "هرمز" أمام صادرات نفطها.

وكشف أنّ الأجهزة الاستخبارية الإسرائيلية تعكف حالياً على رصد التحولات التي تطرأ على اتجاهات عملية صنع القرار في طهران، لا سيما في كل ما يتعلّق بالبرنامج النووي.

وفي السياق، نقلت قناة التلفزة الإسرائيلية "13"، عن مصادر عسكرية في تل أبيب قولها إنّ قطاع المهام الخاصة في جهاز المخابرات الإسرائيلي "الموساد"، نقل للولايات المتحدة معلومات استخبارية مفادها أنّ إيران تخطط لتنفيذ عمل عسكري ضد مصالحها في المنطقة.