تواصل "قوات سورية الديمقراطية" (قسد) المدعومة من طيران "التحالف الدولي"، هجومها على الجيب الأخير لعناصر تنظيم "داعش" في شرق نهر الفرات، وسط أنباء عن تحقيق تقدم باتجاه السيطرة على كامل بلدة الباغوز، آخر ما تبقى من بلدات مع التنظيم في تلك المنطقة، بالتزامن مع خروج المزيد من المدنيين المحاصرين من هذا الجيب، وكذلك عناصر من "داعش".
وقالت شبكات محلية إن قوات "قسد" سيطرت على معظم بلدة الباغوز، وسط تحليق مكثف لطيران الاستطلاع التابع لقوات "التحالف الدولي" فوق ريف دير الزور الشرقي.
وكان متحدث باسم "التحالف" قد أكد أن جنوده وعناصر "قسد" يحققون تقدماً "بطيئاً ومنظماً" على حساب التنظيم، مشيراً إلى أنه من "السابق لأوانه تحديد مدة زمنية لانتهاء العملية العسكرية ضد التنظيم الذي حصّن مواقعه بشكل كامل، ولا يزال يشن هجمات عكسية"، بحسب وكالة "رويترز".
وفي سياق متصل، قال نائب قائد "التحالف الدولي" الجنرال كريستوفر غيكا، في بيان، إن طائرات "التحالف" قصفت، أمس الأول الإثنين، مسجداً شرق دير الزور كان يستخدمه "داعش" كمركز قيادة ولشنّ هجمات ضد جنود "التحالف" و"قسد". واعتبر أن "المسجد فقد مكانته المحمية بموجب اتفاقية جنيف عندما اختار التنظيم استخدامه كمركز للقيادة والتحكم".
إلى ذلك، ذكرت شبكة "دير الزور24" نقلاً عما وصفته بمصادر خاصة، أن تنظيم "داعش" أعدم، أمس الثلاثاء، 25 عنصراً من قواته بالقرب من مسجد التوحيد في منطقة الشيخ حمد، القريبة من بلدة الباغوز، بريف دير الزور الشرقي.
وذكرت الشبكة أن عملية الإعدام تمّت بشكل جماعي على خلفية رفض العناصر المشاركة في القتال الدائر ضد "قسد"، دون توضيح سبب الرفض، لافتة إلى أن التنظيم أعدم خلال الأشهر السابقة عشرات العناصر من قواته بحجة أنهم خوارج، أو أنهم يرفضون قتال "قسد".
وبالتزامن مع تواصل المعارك، قالت مصادر محلية إن عشرات المدنيين خرجوا من مناطق القتال، إضافة إلى عدد من عناصر "داعش"، ليرتفع إلى نحو 1500 عدد الخارجين منها خلال الأيام الأخيرة. وجرى نقل هؤلاء إلى منطقة حقل العمر النفطي، لنقلهم في ما بعد إلى مخيمات الهول بريف الحسكة الجنوبي الشرقي، الواقعة تحت سيطرة "قسد".
وفي سياق متصل، أعلن "الجيش الوطني" المدعوم من تركيا، والعامل في ريف حلب، أنه ألقى القبض على أشخاص من أصول روسية، قادمين من مناطق تنظيم "داعش" في محافظة دير الزور.
وقال بيان للجيش إن الشرطة في ناحية شران بمنطقة عفرين، ألقت القبض على أربعة أشخاص وسبعة أطفال وثلاث نساء يحملون الجنسية الروسية، كانوا يقطنون في مناطق "داعش" في شرق الفرات، مشيراً إلى أن هؤلاء وعائلاتهم كانوا في طريقهم إلى محافظة إدلب، حيث تم تحويلهم إلى القضاء العسكري.
وهذه ليست المرة الأولى التي يعلن فيها "الجيش الوطني" إلقاء القبض على عناصر يتبعون للتنظيم في ريف حلب.