وفي محافظات نينوى والأنبار وديالى وصلاح الدين وكركوك، تجري القوات الأمنية طلعات يومية، وبإسناد جوي من قبل طيران الجيش العراقي، وأحياناً من قبل طيران التحالف الدولي، لكن مع ذلك ما زالت تلك الخلايا تستغل الفرص المتاحة لتنفيذ أعمال عنف وتفجيرات في تلك المناطق.
وبحسب ضابط رفيع في قيادة العمليات العراقية المشتركة، فإنّ "خطط الإطاحة بخلايا داعش تجري بنسق واحد في المحافظات المحررة، وفقاً لخطر تلك الخلايا والمعلومات المتوفرة عنها"، مبيناً لـ"العربي الجديد"، أنّ "التحركات العسكرية لا تجري بعشوائية، فالجانب الاستخباري هو المعتمد فيها، وهو أساس التحرك".
وأوضح أنّه "في كل أسبوع يتم إسقاط ما بين خلية وثلاث خلايا للتنظيم، بعضها يُعتقل عناصرها، وبعضها الآخر يُقتلون، بينما يحال المعتقلون إلى التحقيق"، مضيفاً "خططنا تركز على الخلايا القريبة من المناطق السكنية، حيث أنّ خطرها يكون أكبر من تلك التي تتحرك في عمق الصحراء، لكن مع ذلك فإنّها تحت المتابعة أيضاً".
وأشار إلى أنّ "خططنا ستقضي على تلك الخلايا خلال فترة عام واحد".
وتتعاون الأجهزة الأمنية مع الجهات القائمة بالتحقيق، في الحصول على المعلومات والاستفادة منها في الحراك العسكري لضرب الخلايا، وتحاول القوات أن تعتقل عناصر خلايا التنظيم لأجل الحصول على المعلومات.
وقال الرائد في قيادة عمليات نينوى، علي الشمري، لـ"العربي الجديد": "من خلال التحقيقات حصلنا على معلومات مكنتنا من إسقاط العديد من خلايا التنظيم"، مبيناً أننا "نعمل قدر المستطاع على القبض على تلك الخلايا، ولا نتواجه معهم عسكرياً إلا بعد أن نيأس من إمكانية اعتقالهم".
وأطاحت القوات الأمنية في الأسبوع الفائت 4 خلايا للتنظيم في مناطق مختلفة، ويجري الجهاز القضائي تحقيقات معهم، ووفقاً لبيان صادر عن المركز الإعلامي لمجلس القضاء الأعلى، فإنّ "محكمة التحقيق في بعقوبة أكدت أن أفراد خلية يبلغ عددهم 5 اعترفوا بقيامهم بالتفجيرات الأخيرة التي حدثت خلال فترة عيد الفطر المبارك في منطقة المعلمين بقضاء بعقوبة".
وأكد أنه "تم اتخاذ كافة الإجراءات بحق المتهمين، وصدّقت اعترافاتهم قضائياً وفق أحكام المادة الرابعة من قانون مكافحة الإرهاب".
في المقابل، يرى خبراء أمنيون أنّ تلك العمليات لن تقضي على خلايا "داعش" بشكل كامل، خاصة مع وجود مناطق وعرة جبلية وأخرى صحراوية تعد ملاذاً آمناً لها.
وقال الخبير الأمني، محمد العقابي، لـ"العربي الجديد"، "نحتاج إلى حراك واسع على عموم المناطق للقضاء على خلايا التنظيم. يجب أن توضع المناطق الوعرة تحت المراقبة، وتوضع كمائن لعزلها ومنع خروج عناصر التنظيم منها، وأن يتم تكثيف العمليات على المناطق القريبة من السكنية".
وأكد أنه "في حال عزل خطوط التواصل بين الخلايا القريبة من المناطق السكنية وتلك المتحصنة بالمناطق الوعرة، ستتمكن القوات من القضاء عليها تباعاً ومن ثم محاصرة الخلايا بالمناطق الوعرة، وعن طريق الحصار الجوي والكمائن البرية سينتهي خطرها"، مبيناً "نحتاج إلى أكثر من عام لإنهاء خطر التنظيم، وأن يتم ضبط الحدود لمنع تسلل عناصر التنظيم من جديد".