وخلال تصريحات أدلى بها، إثر اجتماع الحكومة الأسبوعي، أكد بوزداغ معارضة بلاده "قيام استفتاء إقليم كردستان، لأنه سيشكل تهديداً للأمن والاستقرار في المنطقة"، مضيفاً: "بالنسبة لتركيا، فإن حزب "الاتحاد الديمقراطي" ومليشياته متساوون تماماً مع حزب "العمال الكردستاني". لا يمكن القبول أن يتم معهم تحقيق الاستقرار والأمن في المنطقة، وكلنا سنرى أن تحقيق الأمن لن يحصل".
وأضاف أن "تركيا وجهت تحذيراتها في هذا الشأن بطريقة ودية.. لن نسمح بإنشاء ممر إرهابي في المنطقة على الإطلاق، ولن نتغاضى عن الأمر"، موضحاً أن بلاده "جاهزة لجميع السيناريوهات التي ستتحتم على أي تهديد يستهدف وحدتها القومية".
في غضون ذلك، يجري رئيس الأركان الإيراني زيارة نادرة من نوعها، لمدة ثلاثة أيام، إلى العاصمة التركية أنقرة، التقى خلالها نظيره التركي، الجنرال خلوصي أكار، ومن المفترض أن يلتقي كلاً من وزير الدفاع، نور الدين جاناكلي، ورئيس الجمهورية، رجب طيب أردوغان.
ويأتي التقارب التركي الإيراني لمواجهة ما يعتبره البلدان تهديداً على أمنهما القومي، ممثلاً بموضوع استفتاء إقليم كردستان العراق، وكذلك سيطرة "العمال الكردستاني" على مساحات واسعة من الأراضي السورية بالتعاون مع أميركا، في إطار التحالف ضد تنظيم "داعش" الإرهابي، وكذلك وسط مرونة تبديها مختلف الأطراف المعنية، بما في ذلك روسيا، للاتفاق على ضرب "هيئة تحرير الشام" وباقي التنظيمات في محافظة إدلب، بالتعاون مع أنقرة، مقابل صمت الإيرانيين والنظام السوري وروسيا على قيام أنقرة بتحجيم وضرب قوات "الاتحاد الديمقراطي" التي تسيطر على منطقة عفرين في ريف حلب الشمالي.
ونقلت صحيفة "ديلي صباح" التركية الموالية للحكومة، عن مصادر دبلوماسية، أن "هذه الزيارة الرفيعة المستوى التي يقوم بها ممثل عسكري إيراني تعد معلماً بارزاً في العلاقات الثنائية، وما كان لها أن تحصل لو لم يظهر الطرفان إشارات على الرغبة في التعاون وإبرام الصفقات في المنطقة"، إذ أشارت المصادر إلى أنه "من المقرر اتخاذ خطوات حازمة".
وعقدت هيئة تركية مكوّنة من ممثلين عن كل من المخابرات التركية والقوات المسلحة ووزارة الخارجية مباحثات في العاصمة الإيرانية طهران، في منتصف يوليو/ تموز الماضي، تلاها تعزيز في التواصل بين الجانبين، إذ من المتوقع أن يعقد اجتماع آخر على مستوى وكلاء وزارات في طهران الأسابيع المقبلة.
وكان الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، قد أكد، الجمعة الماضي، أن أنقرة مستمرة في مشاوراتها مع روسيا وإيران في ما يخص منطقة خفض التصعيد في محافظة إدلب السورية، مشيراً إلى أنه "في حال استمرار المشاوارات الإيجابية فإنه سيكون من الممكن الوصول إلى حل سريع في إدلب"، والتي سيطرت عليها "هيئة تحرير الشام" (جبهة النصرة سابقاً) في وقت سابق.
وفي تصريحات أدلى بها بعد خروجه من صلاة الجمعة، أكّد أردوغان استمرار فتح معبر جيفزليغوزو المواجه لمعبر باب السلامة السوري في ما يخص المساعدات الإنسانية فقط، مضيفاً: "ما زلنا حاضرين في ما يخص المساعدت الإنسانية. وفي هذا السياق، سنواصل فتح معبر جيفزليغوزو، ولكن للغذاء والأدوية والألبسة فقط.. لكن إن عادت المظاهر المسلحة فسيكون من المستحيل أن نفسح مجالاً لذلك".
وأضاف: "تستمر مشاوراتنا في ما يخص إدلب.. ستواصل المخابرات التركية مشاوراتها مع روسيا، كما يتم أيضاً عقد لقاءات مع إيران، وقد جرت نقاشات إيجابية مع موسكو بخصوص إدلب.. ولو أن لقاءات موسكو وجدت طريقها للتطبيق عبر أستانة كمناطق آمنة فإننا سنصل إلى حل سريع".