وأطلق أهالي الكرادة وناشطون وإعلاميون وسم #تحقيق_دولي_للكرادة، تضمّن صوراً ومقاطع تسجيلية للحظات الأولى للانفجار وتفاصيل وتحليلات مختلفة حول نوعية الانفجار والمواد المستخدمة فيه.
وتبنى تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) الاعتداء الإرهابي على حي الكرادة الراقي، وسط بغداد، مهددا بمزيد من الهجمات الإرهابية مستقبلا، مبينا أن منفذ التفجير هو أبو مها العراقي.
ولم يكتف الأهالي بطلب تحقيق دولي محايد، بل طالبوا بحضور لجنة دولية متخصصة لفحص عشرات الجثث المتفحمة لمعرفة ملابسات الانفجار.
ونشر ناشطون مقاطع تسجيلية أظهرت اللحظات الأولى للانفجار، ولم يكن بالحجم الذي أحرق بعد ذلك مجمعين تجاريين كبيرين وقتل كل من كان فيهما حرقاً، ما أثار علامات استفهام عديدة، بحسب الأهالي.
وقال مواطن يدعى حسام الكرادي، لـ"العربي الجديد"، إن "هناك أسراراً خطيرة وراء هذا التفجير الذي أثار علامات استفهام عديدة لدينا، منها أن الشارع الذي حصل فيه التفجير كان مغلقاً ووصلت أوامر للقوة المسؤولة عنه تقضي بفتحه، وبعدها بدقائق حصل التفجير".
وأضاف الكرادي متسائلاً "في بداية التفجير لم يكن الحريق بهذا الحجم الهائل فكيف تسبب بإحراق مجمعين تجاريين ضخمين جداً رغم بعد المسافة بينهما نسبياً؟ ولماذا 95% من جثث الضحايا تفحمت بالكامل؟".
وتوجهت أصابع الاتهام من أهالي المنطقة نحو تورط مسؤولين بالحكومة العراقية وإيران، وسط جدل شديد وتحليلات مطولة حول نوعية التفجير والمواد المستخدمة فيه، وكيفية دخول السيارة المفخخة إلى المنطقة رغم حصول تفجيرات سابقة في المنطقة لكنها ليست بهذا الحجم.
وما أثار استغراب المحللين وخبراء المواد المتفجرة أن مكان الانفجار رغم سماع دويّه على مسافات بعيدة في العاصمة بغداد لم يترك أي أثر على أرضية الشارع، على خلاف عشرات التفجيرات السابقة فضلاً عن إحداثه حريقاً هائلاً التهم كل المجمعات التجارية والمحال القريبة وحتى البعيدة نسبياً من مكان التفجير.
واعتبر محللون أن التفجير حدث بمواد متطورة بهدف قتل أكبر عدد من الناس. وقال كيميائيون إن التفجير قد يكون حصل بصهريج محمّل بالغاز مع مواد شديدة الانفجار، ما أحدث كرة لهب كبيرة جداً بقطر كبير التهم المجمعات والمحال التجارية بالكامل وأحرق كل من كان فيها.
لكن آخرين ذهبوا إلى أبعد من ذلك معتبرين أن هذا التفجير حصل بمواد شديدة الاحتراق، منها الفسفور الأبيض ومادة الـC4 المتفجرة دون شظايا بهدف إحداث كتلة لهب هائلة في المكان.
ولم تتوقف التحليلات عند هذا الحد، بل ذهب آخرون إلى أن التفجير حصل بمادة النابالم الحارقة مع مادة الـC4 شديدة الانفجار، يخالفهم في ذلك خبراء آخرون قالوا لو كان التفجير بمادة C4 لانهارت كافة المباني المحيطة بمكان التفجير.
وبث ناشطون تسجيلاً مسرباً لمقاتل من ميليشيا سرايا السلام التابعة لزعيم التيار الصدري مقتدى الصدر وهو يكشف أن من أدخل السيارة المفخخة إلى الكرادة كان يحمل "باجاً" (هوية) خاصاً من رئاسة الوزراء.
من جانبهم، اعتبر حقوقيون أن عرقلة حكومية ستحصل لطلب أهالي الكرادة بفتح تحقيق دولي حول التفجير الغريب الذي ضرب المنطقة.
وقال الحقوقي فاروق الحسيني، إن "هناك طريقين لفتح تحقيق دولي حول الحادث، أولهما عبر الأمم المتحدة بتقديم طلب رسمي لبعثتها في العراق لإرسال فريق دولي متخصص للتحقيق بالأمر، وثانيهما المحكمة الجنائية الدولية، شرط تقديم الحكومة العراقية طلباً رسمياً لها. وبما أن أصابع الاتهام تشير إلى تورط سياسيين كبار في الدولة بالتفجير، فخيار المحكمة الجنائية مستبعد في هذه الحالة".