أعلن "التلفزيون الرسمي" التابع للنظام السوري، اليوم الثلاثاء، أن قوات النظام تمكّنت من كسر الحصار الذي يفرضه تنظيم "داعش" الإرهابي على أحياء في مدينة دير الزور.
يأتي ذلك بعد فترة حصارٍ خانق عانى منه المدنيون المقيمون في الأحياء الثلاثة، الجورة والقصور وهرابش، والتي يسيطر عليها النظام السوري في مدينة دير الزور، والتي شهدت نقصاً كبيراً في الأغذية ومستلزمات الحياة اليومية، إضافةً إلى سياسة القمع التي كانت قوات النظام والمليشيات المحلية الموالية لها تمارسها على المدنيين داخل تلك الأحياء.
وتواصل "العربي الجديد" مع مدنيٍ محاصر داخل المدينة عبر تطبيق "واتساب"، والذي قال إن النظام كان شريكاً مع "داعش" في الحصار، إذ منع التنظيم دخول أي شخص إلى أحياء النظام لكنه لم يمنع الخروج، إلا أن النظام منع الخروج للإبقاء على المدنيين دروعاً بشرية.
وأضاف إن "هناك بعض الشباب الذين هم بعمر يمكّنهم من حمل السلاح، لم يخرجوا من منازلهم منذ أكثر من عامٍ ونصف العام" خوفاً من تجنيدهم.
ولفت إلى أنه خلال سنوات الحصار، تفاوتت شدّة النقص في المعدّات الأساسية استناداً إلى تفاوت المساعدات التي ترميها الأمم المتحدة على الأحياء من مساعدات، موضحاً أنّه مرّت أيام لم ترمِ فيها الطائرات أي مساعدات، ما دفع الناس لتناول أي شيء يمكن تناوله، ومنها الخبز الجاف والبرغل لأشهر متواصلة.
وأوضح أن النظام كان يسيطر على هذه المساعدات، ويحتكرها عبر الأفرع الأمنية التابعة له، إذ تسلّم الأمن السياسي تجارة السجائر، في حين تسلّم أمن الدولة تجارة "الكاز" الذي كان وسيلة الطاقة الوحيدة، وارتفع سعر الليتر من 60 إلى 2500 ليرة سورية، في حين يتولى فرع آخر مهمّة إخراج المدنيين من الحصار مقابل 1000 دولار على الشخص.
وقدّر عدد المدنيين الذين يعيشون في هذه الأحياء الثلاثة بنحو 225 ألف شخص، في حين توجد أعداد أكبر من ذلك في المناطق التي يسيطر عليها التنظيم، والتي تشمل نحو 30 حيّاً، ولكن الدمار واستمرار القصف حالا دون قدرة الأهالي على البقاء في منازلهم، وفقاً للمصدر ذاته.
وأوضح أنه كان هناك تجّار مقرّبون من القوى الأمنية داخل أحياء الدير، يقومون باحتكار السلع الأساسية ويبيعونها بأضعافٍ مضاعفة، مشيراً إلى أن ذلك كان يحدث في أوقات اشتداد الحصار وتأخر إلقاء المساعدات على وجه الخصوص.
وبعد تغيّر الخريطة وكسر الحصار، يتوقّع الخبراء أن ينتقل الحصار إلى الأحياء التي يسيطر عليها التنظيم، ولكن بصورةٍ أقل اشتداداً، لا سيما أن أحياء التنظيم مفتوحة على ريف دير الزور، ما يسمح للمدنيين بالانسحاب إلى الريف، ولكن مع تقدّم الحشد الشعبي نحو الحدود العراقية قد يجد المدنيون أنفسهم أمام حصارٍ جديد هناك.