كشف مسؤول في الخطوط الهندية عن تفاصيل المسار الجوي لأولى رحلات الشركة المباشرة إلى إسرائيل، مروراً بالأجواء السعودية، موضحاً أن "وقت الطيران فوق المجال الجوي السعودي سيستغرق حوالى ساعتين، وأن الطائرة ستحلق حول الرياض لتصل إلى إسرائيل".
وتطلق شركة الخطوط الجوية الهندية، الخميس، أولى رحلاتها المباشرة إلى إسرائيل، مروراً بالأجواء السعودية، في ما يعتبره المراقبون مؤشرا على تقارب حذر في العلاقات بين البلدين.
وبحسب جدول الرحلة، تقلع طائرة الخطوط الهندية من نيودلهي بعد منتصف النهار بنصف ساعة بحسب توقيت غرينيتش، على أن تصل تل أبيب عند الساعة السابعة وخمس وأربعين دقيقة مساء، بحسب ما أعلنت الشركة.
وكشف مسؤول في الخطوط الهندية، طالبا عدم ذكر اسمه، تفاصيل المسار الجوي، وقال "ستتوجه الرحلات من نيودلهي باتجاه ولاية غوجارات الهندية غربا، ومن ثم نحلق فوق بحر العرب، قبل دخولنا شبه الجزيرة العربية فوق سلطنة عمان". وأضاف "ثم تأخذ اتجاها شماليا يتقاطع مع المملكة العربية السعودية للوصول إلى تل أبيب"، موضحا أن "وقت الطيران فوق المجال الجوي السعودي سيستغرق حوالى ساعتين، وستحلق الطائرة حول العاصمة الرياض لتصل إلى إسرائيل".
وقال المسؤول ذاته: "سنشغل طائرة من طراز بوينغ 8-787 ذات سعة 256 راكبا"، مبرزا: "اعتدنا الطيران بين الهند وإسرائيل من خلال تحويلة عبر البحر الأحمر فوق خليج عدن، قبل الوصول إلى بحر العرب".
ولم تعلّق السعودية إلى الآن بهذا الخصوص.
وكان رئيس الوزراء الهندي، ناريندرا مودي، أعلن خلال زيارته لإسرائيل، في تموز/يوليو الماضي، عن المسار الجديد بين إسرائيل والهند. كما أن رئيس الوزراء الإسرائيلي أشار، خلال زيارته إلى الهند في كانون الثاني/يناير الماضي، إلى أن مسار الرحلات الجوية بين الهند وإسرائيل يمكن أن يمر فوق الأراضي السعودية، مما يؤدي إلى تقصير وقت الرحلة إلى حد كبير.
وقال المتحدث باسم الخطوط الهندية، برافين بهاتناغار، لوكالة "فرانس برس": "سنقوم الخميس بأول رحلة مجدولة للطيران من نيودلهي إلى تل أبيب مباشرة، وسوف نحلق فوق الأراضي السعودية"، مضيفا "لدينا تصريح من الهيئة التنظيمية الهندية يفيد بأن الرحلات ستستخدم المجال الجوي السعودي".
وستكون هناك ثلاث رحلات أسبوعية في كل اتجاه، ما ينهي الحظر السعودي المستمر منذ عقود على استخدام مجالها الجوي للرحلات الجوية التجارية إلى إسرائيل.
وتابع بهاتناغار: "من وجهة النظر التجارية، فإن ذلك سوف يعود بالنفع على شركات الطيران، وكذلك على الزبائن، وسوف نقوم بتوفير التكاليف التشغيلية والوقت".
وسيكون رفع الحظر على استخدام المجال الجوي السعودي المفروض منذ 70 عاما مؤشرا على تقارب في العلاقات بين الرياض وتل أبيب، بحسب "فرانس برس".
ويأتي ذلك بعدما وصف رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، العلاقات مع العالم العربي بأنها "بأفضل حال".
وكانت الإذاعة العبرية قد كشفت الأسبوع الماضي النقاب عن أن يتسحاك مولخو، مبعوث نتنياهو السابق للمهام السرية، هو من شرع لإقناع السعوديين بالموافقة على فتح مجالهم الجوي أمام الرحلات المتجهة لإسرائيل.
وأشارت الإذاعة إلى أنه في أعقاب استقالة مولخو بسبب شبهات تورطه في قضايا فساد، تولى مستشار الأمن القومي الجديد، مئير بن شابات، مهمة العمل على دفع الرياض للموافقة على الطلب الإسرائيلي.
وكانت الخارجية الإسرائيلية قد وصفت الخطوة بـ"الإنجاز الدبلوماسي والاقتصادي العظيم"، وعزت هذا التطور إلى "الجهود" التي بذلها نتنياهو، مشيرة إلى أن الأخير وظّف علاقته برئيس الحكومة الهندية في تحقيق "هذا الإنجاز".
وحسب بيان صادر عن الوزارة، فإن الخطوة السعودية ستعمل على تحسين الأوضاع الاقتصادية في إسرائيل، من خلال تشجيع رجال الأعمال الهنود على الاستثمار في إسرائيل، وزيادة عدد السياح الهنود.
كما أشارت الخارجية إلى أن إسرائيل تتوقع أن تسمح السعودية لمزيد من الخطوط الجوية العاملة في منطقة جنوب شرق آسيا، بتسيير رحلات باتجاه إسرائيل من خلال التحليق في أجوائها.
يذكر أن مصادر رسمية في الرياض نفت، قبل شهرين، التقارير التي تحدثت عن السماح لرحلات الخطوط الجوية الهندية المتجهة لإسرائيل، بالتحليق في الأجواء السعودية.
وفي السياق، نقلت "جيروزاليم بوست" عن وكيل الخارجية الإسرائيلية السابق، دوري غولد، قوله إن سماح السعودية لطائرات الخطوط الجوية الهندية المتجهة لإسرائيل، بالتحليق في أجوائها "يعد خطوة نحو التطبيع بين الجانبين".
وقال المحلل الإسرائيلي، جوناثان سباير، إن "هذه الخطوة السعودية تظهر أن مؤشرات إيجابية ترسل رغم عدم التوصل إلى معاهدة سلام إسرائيلية-فلسطينية كانت تعتبر لفترة طويلة شرطا مسبقا لإقامة علاقات بين إسرائيل والعالم العربي".
وأوضح سباير، مدير مركز روبن الإسرائيلية للأبحاث في الشؤون الدولية، لوكالة "فرانس برس": "أعتقد أن هذا يظهر أنه حتى في ظل غياب معاهدة سلام، يمكن القيام ببادرات صغيرة تنطوي على معنى". وأضاف "أعتقد أن هذا ما يقوم عليه القرار السعودي بالسماح باستخدام أجوائه. إنه أمر صغير، لكنّ له معنى مهماً".
(العربي الجديد)