تغييرات حكومية طارئة على خطة تأمين بغداد

06 يوليو 2015
الخلايا النائمة تهدد أمن بغداد (Getty)
+ الخط -
تسعى الحكومة العراقية لإبعاد خطر دخول تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) إلى العاصمة بغداد بأيّ شكل من الأشكال، متخذةً حزمة من الإجراءات والتغييرات العاجلة على خططها لتأمين العاصمة، بينما انتقد خبراء أمنيون تلك الإجراءات، مؤكّدين أنّها تشير إلى تخبط واضح بإدارة الملف الأمني.

وقال المستشار الإعلامي لجهاز مكافحة الإرهاب، سمير الشويلي، في بيان صحافي، إنّ "القائد العام للقوات المسلّحة وجّه بتشكيل فرقة جديدة مجهزة بأحدث الأجهزة والسلاح لحماية العاصمة بغداد".

اقرأ أيضاًالعراق واحتمالات سيناريو الحرب السورية

وأوضح الشويلي، أنّ "قوات من الفرقة الجديدة باشرت بالانتشار في المناطق التي من الممكن أن يتواجد فيها الإرهاب من خلال حواضنه"، مبيناً أنّ "حماية بغداد ستكون من أولويات هذه الفرقة".

من جهته، قال مصدر في قيادة عمليات بغداد، إنّ "رئيس الحكومة حيدر العبادي عقد خلال شهر رمضان اجتماعات عدّة مع القادة المسؤولين عن الملف الأمني في العاصمة، ووجههم بوضع خطط عاجلة لحماية بغداد من خطر داعش".

وأوضح المصدر، خلال حديثه لـ"العربي الجديد"، أنّه "تم عرض خطط عدّة على العبادي، الذي اختار بدوره خطة إناطة الملف الأمني في بغداد لجهاز مكافحة الإرهاب وتشكيل فرقة جديدة مسؤولة عن أيّ خطر قد يقع"، مبيناً أنّ "الدور الأكبر الذي كان لعمليات بغداد بتوفير حماية العاصمة سُحب منها وسُلّم إلى جهاز مكافحة الإرهاب، وأصبحت العمليات قوة ساندة بدور ثانوي بعد جهاز مكافحة الإرهاب".

وأشار إلى أنّ "الخطة تضمّنت التركيز على تكثيف التواجد العسكري في مناطق حزام بغداد، وخاصة من الجهة الغربية، وتفعيل الجهد الاستخباري بالتعاون مع المواطنين للقبض على الخلايا النائمة التي قد يكون لها دور كبير بإثارة عمليات فوضى تسهّل من دخول التنظيم إلى بغداد".

وأضاف، أنّ "العبادي قرّر أن يتابع ملف بغداد مع جهاز مكافحة الإرهاب بنفسه"، مشيراً إلى "ورود معلومات عن خطط لداعش لاقتحام العاصمة خلال فترة عيد الفطر، الأمر الذي دفع العبادي لاتخاذ إجراءات وتغييرات عاجلة".

في المقابل، عدّ الخبير الأمني فراس العيثاوي، "التغييرات الطارئة وتسليم ملف بغداد إلى جهاز مكافحة الإرهاب أمراً يبعث القلق من قرب خطر داعش على بغداد".

وقال العيثاوي لـ"العربي الجديد"، إنّه "على ما يبدو فإنّ العبادي يتحرك وفقاً لمعلومات استخبارية ومعطيات جديدة"، مشيراً إلى أنّ "خطة حماية بغداد من داخلها أمر يؤكّد الفشل الأمني الكبير والعجز الواضح من إبعاد خطر التنظيم عن العاصمة".

وأكّد العيثاوي، أنّ "الخطط الأمنية لحماية بغداد يجب أنّ تبنى على أساس حماية المحافظات المحيطة بها وليست الحماية الداخليّة"، مبيناً أنّ "هذه الإجراءات عبارة عن تخبط أمني وعدم قدرة على إدارة ملف العاصمة بالشكل السليم".

في غضون ذلك، "هاجم مسلّحون مقراً عسكرياَ في بلدة أبو غريب غربي بغداد".

وقال مصدر في الشرطة العراقيّة لـ"العربي الجديد"، إنّ "المسلّحين هاجموا في ساعة متأخرة من ليلة أمس، المقر في منطقة الزيدان ببلدة أبو غريب، مستخدمين أسلحة خفيفة وقاذفات (أر بي جي 7)، واشتبكوا مع القوة الموجودة فيه، ما أسفر عن مقتل ثلاثة جنود وإصابة 15 آخرين".

وكان مصدر في قيادة عمليات بغداد، قد كشف الأسبوع الماضي، لـ"العربي الجديد"، أنّ خطة تأمين بغداد تضمّنت أيضاً تأمين مناطق حزام بغداد الغربية (مناطق أبو غريب) من خلال أعمال الدهم والتفتيش المستمرة بغية السيطرة على الخلايا النائمة والتي يمكن أن تمهّد لدخول التنظيم إلى العاصمة.

اقرأ أيضاًخطة تأمين بغداد تؤثر سلباً على معارك الأنبار

المساهمون