تعيين مسلم في وظيفة "قسيس الجيش الأميركي" لأول مرة

02 مارس 2017
الضابط الأميركي المسلم خالد شاباز (يوتيوب)
+ الخط -

في يناير/كانون الثاني المنصرم، تلقّى الضابط برتبة مقدم في الجيش الأميركي، خالد شاباز (48 عاماً)، مكالمة هاتفية أُبلغ من خلالها بتولّي مسؤولية الإرشاد الروحي والنفسي لكتيبة في فرقة مشاة، وهي الوظيفة التي تحمل اصطلاحًا اسم "قسيس الجيش"، والتي جرت العادة أن يتولاها رجل دين مسيحي.


هذه المهمة التي تهدف إلى إبقاء عناصر الجيش الأميركي في صحة روحية ونفسية جيدة، تمثل علامة فارقة في حياة خالد شاباز خاصًة، والجيش الأميركي عامًة، فشاباز سيكون أول مرشد روحي مسلم، مسؤول عن الصحة الروحية والنفسية لكتيبة جنود أغلبهم من المسيحيين.

وسيتم تنصيب شاباز رسميًا في منصبه الجديد بعد أربعة أشهر من الآن، وسيتولّى مسؤولية الحفاظ على الصحة الروحية لأكثر من 14 ألف جندي، من بينهم 5 جنود فقط يعتنقون الدين الإسلامي.

عمل خالد منذ عام 2005 كواحد من 10 ضباط يتولون الإرشاد الروحي للضباط المسلمين في عدد من القواعد العسكرية والمواقع الأميركية، من بينها قاعدة "فورت هود" في تكساس، من أجل نقل صورة أميركية حديثة عن الدين الإسلامي لهؤلاء المجنّدين.

وتوجّه قبل تولّي مهمة المرشد الروحي للجنود المسلمين، وتحديدًا منذ أن اعتنق الدين الإسلامي عام 1992، للخدمة كضابط لا يحمل السلاح، بل يمارس مهام روحية في كوسوفو، والعراق، وسجن غوانتانمو في كوبا.

وقال شاباز لموقع "ماك كلاتشي"، في 27 فبراير/شباط "عندما تلقيت الخبر عبر الهاتف، ركضت في أرجاء غرفتي وكررت عبارة الحمد لله، الحمد لله"، وأضاف متعجبًا "رجل مسلم في موضع قيادة، لو فكرت كثيرًا في الأمر، سيكون الوضع ضخمًا جدًا بالنسبة لي. سألت نفسي لماذا أنا؟ وكلما يقترب الوقت يزداد قلقي وتكثر أفكاري، لكني فخور للغاية ببداية هذه الرحلة".

ويشير الموقع إلى أنه في الوقت الذي أثنى فيه كبار الضباط في الجيش على اختيار خالد شاباز، وأعلنوا خبر تنصيبه "قائدًا روحيًا" بحفاوة بالغة في اجتماع بالقاعدة العسكرية، إلا أن انتقال "شاباز" إلى هذا المنصب لن يكون سلساً بشكلٍ كاف، وقد لا يرحب به من بعض الزملاء.



بدوره، أكد خالد أنه لا يريد مساعدة المسلمين والمسيحيين فقط، وأن هدفه الأسمى هو "مساعدة جميع الأشخاص الذين يعانون من أزمات ومشكلات. مهمتي ليست جعل الناس يعتنقون الإسلام، الله هو الذي يرشدهم، هدفي الوحيد هو أن يغادر الناس مكتبي أقوى مما كانوا عليه عندما جاؤوا إليّ".

أثناء عمله كمرشد روحي للمسلمين، حرص شاباز على كتابة رسائل إلى القادة تحتوي على توعية ثقافية حول الدين الإسلامي، لدرء الأقاويل المعادية للمسلمين، والتي تتصدر أحاديث القواعد العسكرية الأخرى. وكان يرسل ملاحظات إلى القادة الكبار في الجيش، لدعم الجنود المسلمين الذين يسعون لتناول الأطعة الحلال أو الحصول على فترة راحة من أجل إقامة الصلوات.

قصة اعتناقه الإسلام

في بداية انخراطه في الجيش الأميركي عام 1992، وأثناء إقامته في مدينة "بوم هولدر" في ألمانيا، اختلط خالد بجندي مسلم كان كثير الحديث عن معتقداته الدينية مع الجنود المسيحيين، وهو ما كان يؤدى إلى انزعاجهم. عندها قرر عقد مناظرة مفتوحة بين الجنود حول الأديان المختلفة، ومنذ تلك اللحظة بدأ التعرف على الدين الإسلامي بمجهوده الشخصي، والبحث عن الحقائق التي جعلته في النهاية يختار اعتناق الإسلام.

وُلد خالد شاباز لعائلة مسيحية في ولاية لويزيانا، وكان اسمه مايكل بارنيس، ومنذ طفولته حرص على الصوم والعبادات المسيحية، لدرجة أنه كان يرافق والدته 3 مرات أسبوعيًا إلى الكنيسة، وعمل في شبابه مدرّسًا لمادة الأحياء لطلاب المرحلة الابتدائية في مسقط رأسه، قبل الالتحاق بالجيش.

لم يستطع خالد إقناع أسرته المسيحية بالإسلام حتى الآن، فهو مازال في منزل أبويه يسمى مايكل، لكنه تمكن من جعلهم يحترمون معتقداته الجديدة ويحرصون على راحته.

(الأناضول)