تعيش مدينة سراقب السورية، شرق إدلب، حالة حداد بعد مقتل خمسة من أبنائها وإصابة 17 آخرين أمس الأحد، في قصف عشوائي استهدف المدينة، ليعلن المجلس المحلي تعليق الدوام لمدة ثلاثة أيام، وتعلن مديرية التربية والتعليم تعليق دوام المدارس اليوم الإثنين.
وكتب المجلس المحلي لمدينة سراقب على "فيسبوك": "نتيجة للقصف الهمجي والعشوائي الظالم بحق أهلنا المدنيين، والذي خلف عددا من الشهداء والجرحى، نعلن الحداد وتعليق الدوام لمدة 3 أيام تقدير لدمائهم الطاهرة".
كما تقرر تعليق الدوام في مدارس مدينتي إدلب ومعرة النعمان في الريف الجنوبي اليوم الإثنين، نتيجة التصعيد والقصف المستمر على المنطقة من قبل قوات النظام، وشمل القرار 135 مدرسة تابعة لمجمع التربية في مدينة معرة النعمان، و100 مدرسة في إدلب، على أن يكون القرار قابلا للتمديد حسب الضرورات الأمنية.
ويقدر عدد الطلاب المتضررين من تعليق الدوام الناجم عن القصف بنحو 52 ألف طالب وطالبة، وقال علاء سعيد، من سراقب، لـ"العربي الجديد": "لدي ثلاثة أطفال في المدارس، ابني الكبير في الصف الثامن، وابنتي في الصف السادس، وابني الثالث في الصف الرابع، وكغيري من الآباء لا أريد المخاطرة بإرسالهم إلى المدرسة، فالقصف أرعبنا خلال الأيام الماضية، خاصة بعد المجزرة التي وقعت في مدينة كفرنبل قبل أيام، والمجزرة الماثلة في سراقب".
وأضاف سعيد: "عشنا لحظات من الرعب، ولا نأمن على أولادنا، خاصة وأن الأطفال لا يدركون حجم الخطر، ولا يعلمون كيف يحتمون من القصف، وبالتالي علينا ملاحقتهم خلال أوقات القصف لضمان نقلهم إلى مكان آمن حتى نتجنب الفاجعة التي قد تحدث في حال وفاة أحدهم بسبب القصف".
وأوضح المدرس مصطفى رجب لـ"العربي الجديد"، أن "السبب المباشر لقرارات تعليق الدوام هو قصف مدن وبلدات إدلب وريفها، لاسيما أن رقعة القصف اتسعت في الآونة الأخيرة بشكل ملحوظ، فضلا عن الانفلات الأمني في إدلب. القرار جاء حفاظاً على سلامة الطلاب والمدرسين، فالنظام دأب على مدار الأعوام الثمانية الماضية من عمر الثورة على استهداف المنشآت الحيوية، ومنها المدارس والمراكز الصحية".
وأضاف: "نعمل في كافة المدارس وفق نظام طوارئ يجنبنا وقوع إصابات في صفوف الطلاب من خلال تقليل ساعات الدوام إلى ثلاث ساعات في أغلب المدارس، فضلا عن صلاحية تعليق الدوام في حال استدعت الظروف، والتي يلجأ لها مدراء المدارس في حال وجود أي تهديد".
وبلغ عدد المدارس المدمرة في محافظة إدلب نحو 300 مدرسة خلال العام الماضي، فضلا عن معوقات كثيرة تتعرض لها المدارس كتعليق الدعم والتكاليف المرتفعة لتوفير مصاريف التشغيل.