28 اغسطس 2019
تعز والجنوب اليمني
عبدالإله هزاع الحريبي (اليمن)
تعتبر تعز من الناحية الجغرافية محافظة يمنية جنوبية، ولها امتداد بشري واجتماعي واسع في الجنوب اليمني، وخصوصا عدن. ويُخطئ جنوبيون كثيرون صنعتهم أجندات خارجية في تقدير هذه العلاقة التاريخية، حيث تتميز تعز بقوتها البشرية ذات القدرات المختلفة في مجالات العمل، ولها دور تاريخي في ثورتي 26 سبتمبر 1962 و14 أكتوبر 1963 في شمال اليمن وجنوبه.
ولأننا نتحدث عن علاقة تعز بالجنوب، فإننا سنتذكر محطات مهمة مشتركة بين تعز وجنوب اليمن. بالطبع، هناك دويلات مستقلة قامت في اليمن بعد استقلاله عن الخلافة العباسية، فكانت الدولة الرسولية والأيوبية والصليحية وبني نجاح. لكن دولة الرسوليين التي كانت عاصمتها تعز، امتدت إلى أجزاء واسعة من الأرض اليمنية شمالاً وجنوباً، وكذلك دول أخرى، والتاريخ لا يذكر هذا التقسيم بين شمال اليمن وجنوبه، إلا بعد دخول الاستعمار البريطاني إلى عدن والعثمانيين في الشمال، وحكم الأئمة بعدهم، وحاولت بريطانيا صنع هذا التقسيم وتثبيته تحت عنوان الجنوب العربي، قي أثناء وجود الاستعمار، وكان للإنسان التعزي وجود قوي في مدينة عدن، يعمل في قطاعات مختلفة، ووجد قسم منهم في قطاع المصافي.
كما أن تعز كانت نقطة الانطلاق لمواجهة الاستعمار البريطاني، ففيها يتم تدريب الفدائيين، وفيها تعقد مؤتمرات الجبهة القومية وجبهة التحرير. ومن أبنائها من برزوا في مواجهة الاستعمار فدائيين وقادة لهم تأثير. ولعل أبرزهم عبد الفتاح إسماعيل الذي أصبح فيما بعد قيادياً بارزاً في الدولة ومؤسس الحزب الاشتراكي اليمني الذي حكم جنوب اليمن قبل الوحدة. كما يوجد في تعز كثيرون من أبناء الجنوب، وخصوصا أبين، والذين نزحوا بسبب أحداث 13 يناير المأساوية في العام 1986. وهناك صلات اجتماعية قوية بين تعز ومحافظات عدن ولحج وأبين والضالع، ومن يحاولون تدمير هذه الصلات، إنما يضربون على صخرة صماء صلدة غير قابلة للتفتت، وكل همهم إبعاد تعز عن المشهدين، السياسي والثقافي، لأن لها تأثيراً قوياً فيهما، وهو تأثير غير مرحب به لمن يمتلكون طموحات شخصية أو سلالية أو مناطقية.
تعمل تعز تحت مشروع وطني جامع، وليس تحت مشاريع ضيقة صغيرة. ولذلك يحاول أصحاب المشاريع الصغيرة كما سماهم ياسين سعيد نعمان، الأمين العام السابق للحزب الاشتراكي، يوما، تدمير هذه العلاقة وتفتيتها، خصوصا مع بروز تعز منطلقا لثورة 11 فبراير 2011 ضد نظام علي عبدالله صالح.
ويقيناً أنه مهما كانت متغيرات الواقع السياسي والعسكري، ستظل هذه العلاقة راسخة وعميقة، وستنكسر أية حواجز تبنى في طريقها، وستظل شوكة الميزان لاستقرار اليمن وتقدّمه في مجالات التنمية المختلفة.
ولأننا نتحدث عن علاقة تعز بالجنوب، فإننا سنتذكر محطات مهمة مشتركة بين تعز وجنوب اليمن. بالطبع، هناك دويلات مستقلة قامت في اليمن بعد استقلاله عن الخلافة العباسية، فكانت الدولة الرسولية والأيوبية والصليحية وبني نجاح. لكن دولة الرسوليين التي كانت عاصمتها تعز، امتدت إلى أجزاء واسعة من الأرض اليمنية شمالاً وجنوباً، وكذلك دول أخرى، والتاريخ لا يذكر هذا التقسيم بين شمال اليمن وجنوبه، إلا بعد دخول الاستعمار البريطاني إلى عدن والعثمانيين في الشمال، وحكم الأئمة بعدهم، وحاولت بريطانيا صنع هذا التقسيم وتثبيته تحت عنوان الجنوب العربي، قي أثناء وجود الاستعمار، وكان للإنسان التعزي وجود قوي في مدينة عدن، يعمل في قطاعات مختلفة، ووجد قسم منهم في قطاع المصافي.
كما أن تعز كانت نقطة الانطلاق لمواجهة الاستعمار البريطاني، ففيها يتم تدريب الفدائيين، وفيها تعقد مؤتمرات الجبهة القومية وجبهة التحرير. ومن أبنائها من برزوا في مواجهة الاستعمار فدائيين وقادة لهم تأثير. ولعل أبرزهم عبد الفتاح إسماعيل الذي أصبح فيما بعد قيادياً بارزاً في الدولة ومؤسس الحزب الاشتراكي اليمني الذي حكم جنوب اليمن قبل الوحدة. كما يوجد في تعز كثيرون من أبناء الجنوب، وخصوصا أبين، والذين نزحوا بسبب أحداث 13 يناير المأساوية في العام 1986. وهناك صلات اجتماعية قوية بين تعز ومحافظات عدن ولحج وأبين والضالع، ومن يحاولون تدمير هذه الصلات، إنما يضربون على صخرة صماء صلدة غير قابلة للتفتت، وكل همهم إبعاد تعز عن المشهدين، السياسي والثقافي، لأن لها تأثيراً قوياً فيهما، وهو تأثير غير مرحب به لمن يمتلكون طموحات شخصية أو سلالية أو مناطقية.
تعمل تعز تحت مشروع وطني جامع، وليس تحت مشاريع ضيقة صغيرة. ولذلك يحاول أصحاب المشاريع الصغيرة كما سماهم ياسين سعيد نعمان، الأمين العام السابق للحزب الاشتراكي، يوما، تدمير هذه العلاقة وتفتيتها، خصوصا مع بروز تعز منطلقا لثورة 11 فبراير 2011 ضد نظام علي عبدالله صالح.
ويقيناً أنه مهما كانت متغيرات الواقع السياسي والعسكري، ستظل هذه العلاقة راسخة وعميقة، وستنكسر أية حواجز تبنى في طريقها، وستظل شوكة الميزان لاستقرار اليمن وتقدّمه في مجالات التنمية المختلفة.
مقالات أخرى
16 اغسطس 2019
30 يوليو 2019
19 يوليو 2019