وقال السامعي، في بيان نشره مساء اليوم، إن عدد حالات السل التي يكتشفها مركز مكافحة الدرن (السل) قبل اجتياح المحافظة من قبل المليشيات الانقلابية، تتراوح بين 800 - 1000 حالة في عموم مناطق المحافظة، نصيب المدينة منها يصل ما بين 80-100 خلال السنة كاملة، بينما بعد حصار المدينة من قبل المليشيات ومنع دخول الأدوية إليها، وتدمير المراكز الصحية، ومنها مركز مكافحة السل، هناك مؤشر خطير حول انتشار المرض داخل المدينة المحاصرة.
وحذر البيان من أن عدد الحالات التي تم اكتشافها خلال ثلاثة أشهر في نطاق المدينة، من قبل وحدة مركز الدرن، (وهي الوحدة التي تم افتتاحها بجهود ذاتية من قبل الموظفين في المركز، وتتخذ من مبنى هيئة مستشفى الثورة في تعز مكاناً مؤقتا لها)، بلغ أكثر من 90 حالة.
وأوضح السامعي أن وحدة مكافحة السل مهددة بالإغلاق لعدم توفر النفقات التشغيلية للمركز والعاملين فيها، والذين يعملون طوعياً دون مقابل. وأشار إلى أن وحدة مكافحة السل تفتقر إلى خدمات تشخيصية مهمة كالمزارع التشخصية، التي لا توجد إلا في مركز الدرن، الذي تعرض للنهب والتدمير، فضلاً عن محاولة تحويله إلى مدرسة، وهذا ما سيؤدي إلى كارثة صحية.
وحذر من استمرار الجهات ذات العلاقة في تجاهل عدم فتح وتأهيل مركز الدرن، والذي سيساعد على اكتشاف الحالات المرضية المختفية والمختلطة بالمجتمع، والتي تعمل على نقل العدوى وسط المواطنين، وهو ما يشير إلى كارثة ستصعب السيطرة عليها مستقبلاً، ما لم تتم معالجة هذه المشكلة في أقرب وقت.
وقال إنه يوجد خلف كل حالة مكتشفة ومشخصة 10 حالات مختفية في المجتمع المحيط، حسب تقديرات منظمة الصحة العالمية، مما يعني أن المدينة على أعتاب كارثة لن يسلم منها أحد إذا تم إهمالها واستمرار إغلاق مركز الدرن، أو تحويله إلى مدرسة.
وأضاف: "السلطة المحلية ستقف في موقف حرج إذا ما تم تحويل المركز إلى مدرسة، طالما تم تقديم المركز كهدية من دولة اليابان الصديقة"، مشدداً على أن "مثل هذا العمل لن يشجع الجهات الداعمة على تقديم أية خدمات مستقبلية إذا خالفنا سياسة الاتفاق التي بموجبها تم بناء مركز الدرن، وتجهيزه لخدمة مرضى السل".
في السياق ذاته، حذرت اللجنة الطبية العليا في تعز من مغبة تحويل مركز الدرن المخصص لمكافحة السل، والواقع خلف هيئة مستشفى الثورة العام، شرقي المدينة، إلى مدرسة.
وطالبت اللجنة في مذكرة بعثتها إلى محافظ تعز، علي المعمري، بإيقاف تحويل مركز الدرن إلى مدرسة، محذرة من وجود ذراري بكتيريا السل في غرف المركز مقاومة للأدوية، ستؤدي إلى كارثة صحية لم تحدث بالعالم من قبل، من خلال انتقال هذه البكتريا إلى الطلاب وانتقالها إلى أسرهم.
وقالت اللجنة، في مذكرة موجهة إلى محافظ تعز، إنها تلقت مذكرة من مكتب التربية والتعليم، تطالب بتحويل مركز مكافحة الدرن، (السل)، إلى مدرسة لتدريس الطلاب، مشيرة إلى أن ذلك يأتي في الوقت الذي تسعى فيه "اللجنة" إلى إعادة فتح وتأهيل المركز، نظراً لكثرة حالات السل المنتشرة، والتي تهدد المدينة، وتنذر بكارثة بيئية، ما لم يتم تدارك الأمر وإعادة فتح وتأهيل المركز.
وأوضحت اللجنة، في بيان، أن إعادة فتح المركز أصبحت ضرورة إنسانية وأخلاقية يتحملها الجميع.
يأتي ذلك في الوقت الذي يطالب فيه ناشطون في مواقع التواصل الاجتماعي بسرعة إخلاء المدارس من المتارس، وتمكين الطلبة من الحصول على التعليم فيها.