تعزيزات تركية تصل إلى إدلب والطيران الروسي يجدد غاراته على ريف حلب

18 فبراير 2020
تركيا تواصل استقدام التعزيزات (رامي آل سيد/فرانس برس)
+ الخط -

وصلت تعزيزات عسكرية تركية، اليوم الثلاثاء، إلى ريف إدلب شمال غربي سورية، فيما جدد الطيران الحربي الروسي غاراته على ريف حلب الغربي.
وأكدت مصادر لـ"العربي الجديد" أن رتلا تركيا دخل صباح اليوم من معبر كفر لوسين الحدودي مع تركيا في ريف إدلب الشمالي، وسلك الطريق المؤدي إلى مدينة إدلب.
وأوضحت المصادر أن الرتل ضم قرابة مائة عربة مدرعة، من بينها راجمات صواريخ ومدفعية ثقيلة ودبابات، وتزامن دخوله مع قصف مدفعي من قوات النظام السوري على قرية مرعند وأطرافها في ريف إدلب الغربي، وعلى مدينة سرمين ومنطقة جبل الأربعين بريف إدلب الجنوبي.


وكان الجيش التركي قد أنشأ أمس نقطة مراقبة في ريف إدلب، القريب من ريف حلب، على الطريق الواصل بين مدينتي الدانا وسرمدا على بعد كيلومترات من معبر باب الهوى، الذي تسيطر عليه إدارة محسوبة على "حكومة الإنقاذ" التابعة لـ"هيئة تحرير الشام".
وبات الجيش التركي منتشرا في أكثر من ثلاثين موقعا ونقطة في أرياف حلب وإدلب وحماة، من بينها عشرة مواقع على الأقل باتت ضمن مناطق سيطرة قوات النظام السوري والمليشيات التابعة له.
إلى ذلك، قال مراسل "العربي الجديد" إن الطائرات الحربية الروسية قصفت، اليوم الثلاثاء، بلدة سرمين شرق مدينة إدلب، ومدينة الأتارب غرب حلب، التي تعرضت أيضا لقصف مدفعي من جانب قوات النظام السوري من مواقعها في قرية كفرحلب، فيما قصف طيران النظام الحربي قرية تقاد غرب مدينة حلب.
وطاول القصف المدفعي لقوات النظام قريتي مرعند والكندة غربي مدينة إدلب من مواقعها في جبل الأكراد شمالي اللاذقية، فيما قتل مدني وأصيب آخرون في مدينة الدانا شمالي إدلب بقصف مدفعي من قبل قوات النظام المتمركزة بريف حلب الغربي.


وحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، فان استمرار الغارات الروسية المكثفة على دارة عزة ومحيطها وأطرافها، إضافة لمحيط الأتارب، يشير الى أن قوات النظام تسعى، بعد سيطرتها على جبل الشيخ عقيل وقبتان الجبل، إلى التقدم نحو "الفوج 111" ودارة عزة للسيطرة عليهما والوصول إلى جبل الشيخ بركات الاستراتيجي والواقع جنوب غربي دارة عزة. وفي حال تمكنت قوات النظام من السيطرة عليه، فإنها سترصد نارياً عشرات المناطق الواقعة في ريفي حلب الغربي وإدلب الشمالي الغربي، وحتى الريحانية في لواء إسكندرون داخل الأراضي التركية.
وأضاف المرصد أن سيطرة قوات النظام على جبل الشيخ بركات ستهدد حياة عشرات آلاف المدنيين غربي حلب وشمال غربي إدلب سواء من سكان المنطقة أو النازحين إلى هناك، في المخيمات المنتشرة في تلعادة والدانا ودير حسان وترمانيين، إضافة إلى مناطق كبيرة أخرى، مما ينذر بكارثة جديدة.
نزوح وتدمير
وكانت البنى التحتية، خلال عمليات النظام المدعومة بالطيران الروسي، هدفا واضحا للأخير، إذ طاول القصف 19 مركزا للإيواء و79 مدرسة ومنشأة تعليمية و33 مستشفى ونقطة طبية و12 مركزا للدفاع المدني و10 سيارات إسعاف و14 فرنا للخبز و23 مرفقا مدنيا، وذلك منذ بداية نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي وحتى صباح اليوم الثلاثاء، وذلك وفق فريق "منسقو الاستجابة".
وقال الفريق، اليوم الثلاثاء في بيان له، إن منطقة ريفي حلب وإدلب تعاني من عجز في كافة القطاعات الصحية والتعليمية، فضلا عن العجز في المواد الغذائية وتأمين المأوى.
وأضاف أن أعداد النازحين في المدة المذكورة ذاتها بلغ 935 ألفا و664 نازحا، جلهم من الأطفال والنساء، ينتشرون على طول المخيمات العشوائية والقرى والبلدات الآمنة في ريفي حلب وإدلب.
وكانت الأمم المتحدة قد قالت أمس إن نحو 875 ألف سوري، معظمهم من النساء والأطفال، فروا أمام هجوم قوات النظام السوري المدعوم من روسيا، منهم 40 ألفا نزحوا خلال الأيام الأربعة الأخيرة.
وبدوره، قال المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، ديفيد سوانسون، إن نحو نصف مليون من النازحين الفارين في شمال غرب سورية خلال العشرة أيام الماضية كانوا من الأطفال.
في غضون ذلك، تداولت مواقع التواصل الاجتماعي مشاهد تظهر عناصر من قوات النظام وهم يقومون بتكسير ونبش القبور في بلدة حيان بريف حلب الشمالي، بعد سيطرتهم عليها بساعات.


وأظهر التسجيل قيام مجموعة من عناصر قوات النظام، بعضهم يرتدي الزي المدني، وهم يحطمون عددا من القبور بواسطة المعاول والمطارق الحديدية. وكان فيديو مشابه قد انتشر مؤخرا على مواقع التواصل الاجتماعي يظهر عناصر النظام يدمّرون شواهد القبور وينبشونها في ريف إدلب.
من جهة أخرى، قتل وجرح العديد من عناصر النظام في جمعية الزهراء بمدينة حلب، الاثنين، إثر اشتباكات بينهم لخلاف على تعفيش (سرقة) ممتلكات المدنيين. وقالت شبكات محلية إن "اشتباكات بالأسلحة الخفيفة دارت، الاثنين، بين مجموعتين من شبيحة قوات النظام في جمعية الزهراء بمدينة حلب، ما أدى إلى سقوط قتيل وجرحى بين الطرفين، وذلك بسبب خلاف على سرقة حي جمعية الزهراء الذي سيطرت عليه قوات النظام في وقت سابق."

المساهمون