تعرف إلى تفاصيل "الفضيحة" الروسية.. ليلة تبديل العينات

18 يوليو 2016
روسيا ستحرم من ألعاب ريو (العربي الجديد)
+ الخط -

تشغل قضية المنشطات الروسية العالم بأسره في هذه اللحظات، بعدما نشرت الوكالة الدولية لمكافحة المنشطات (وادا) تقريراً مفصلاً عما حصل مع الرياضيين الروس، وكيف تعاملت الدولة هناك مع موضوع المواد المحظورة، وهذا الأمر كشفه البروفسور الكندي ريتشارد مكالارين، من تورنتو اليوم، حيث أعد تقريراً مفصلاً وصلت صفحاته إلى 93، تحدث من خلاله عن الأمر برمّته.

التقرير كشف تعاطي رياضيين روس مواد محظورة في أولمبياد سوتسي الشتوي وأحداث رياضية أخرى سبقت هذا الحدث، ولكن كيف مرّت هذه القضية على الجميع، وكيف تعاملت الحكومة الروسية مع الأمر، لإخفاء هذه الفضيحة المدوية، وإبقاء رياضييها ضمن المراكز الأولى في العالم؟

في البداية وبعد وصول عيّنات الرياضيين الروس إلى مختبر بالعاصمة موسكو، وظهور النتائج إيجابية لما يقارب 643 عينة، أي أن هذا الأمر سيحتم سقوط معظم الأسماء الروسية في فخ المنشطات، قام هذا المختبر بتبديل عينات البول هذه، قبل أن تصل إلى مختبرات الاتحاد الدولي لفحصها.



هذا الأمر حدث بهذه الطريقة، لأن نظام المنشطات في روسيا، يعتبر تحت يد وزارة الرياضة الروسية، وبالتالي قامت الأخيرة بالتنسيق مع جهاز الاستخبارات، ومجلس أمن الاتحاد الروسي من أجل التدخل وحلّ هذه المشكلة، التي ستفقد الرياضة الروسية الكثير من قيمتها على الصعيد العالمي.

بعد تدخل الأطراف الروسية الحكومية، قام المختبر الروسي على وجه السرعة بالعمل على الموضوع، فقد أقدم على تطهير عينات الرياضيين، لكي يتمكنوا من المشاركة في البطولات بشكل طبيعي، وبذلك استطاع أن يبعد أي شكوك، وإغلاق أي باب قد يفضح الأمر.

ولم تقف وزارة الرياضة الروسية وجهاز الاستخبارات في ذلك الوقت متفرجين، بل شاركا في وضع نظام للتنشيط، مما سمح للكثير من الرياضيين الروس بالاستفادة منه على أعلى المستويات، واستكمال مسيرتهم في الفترة الحالية بشكل طبيعي، قبل أن تتناثر الخيوط، وتكشف التفاصيل توالياً.

ويشير التقرير إلى أن العملية دقيقة للغاية، والتي تم من خلالها استبدال عينات البول الإيجابية في مختبر موسكو، في البداية طُبعت صورة لمخطط المختبر المشرف على التحاليل، وحدد من خلاله أماكن وجود العينات وتحديداً في الغرفتين رقم 5 و6.

وفي الحالات العادية ولدى إجراء الفحوصات يجب أن نجد عينة "أ" و"ب" داخل عبوتين مختومتين، ولكن في تلك الليلة كان لا بد من التدخل لإنقاذ الموقف والإبقاء على وجه الرياضة الروسية السعيد والمشرق، فدخل شخص يدعى (كوردياتزيف) إلى المختبر، وانتظر هناك إلى حين أصبح الجو مناسباً للقيام بالعملية.

دخل بعدها هذا الرجل إلى غرفة العينات، قام بتفكيكها بأسرع ما يمكن، وأخذ العينات "ب" إلى غرفة التخزين على المدى الطويل، ولكي يتمكن من القيام بذلك دون لفت الأنظار إليه، قام بوضع العينات "ب" في جيب ثوب المختبر الذي كان يرتديه في ذلك الوقت، ونقل العينات "أ" لتنقيتها بشكل طبيعي.

مخطط المختبر وأماكن تواجد العينات 



وكان بانتظاره مجموعة من الأشخاص، وعلى رأسهم الطبيب رودشنكوف، وحينها تم إعطاء العينات لخدمة الأمن الاتحادية لروسيا، والذين كان لهم طريق سرية في الدخول إلى المختبر، على أنهم مهندسون من قبل شركة "بيل فينغر"، وبذلك تمكنوا من اختراق الإجراءات التي تمنع دخول الأشخاص العاديين إلى المختبر، وبهذا الأسلوب تم التلاعب على النظام هناك.

وبعدما انتهت مهمة كوردياتزيف جاء الدور هنا على الطرف الأهم (خدمة الأمن الاتحادية لروسيا) والذي كان عليه أن يستبدل العينات "ب" ويعيدها إلى المختبر بذات الوضعية بعد ساعتين فقط لا أكثر، وذلك بهدف التخلص من البول الملوث بالمنشطات، واستبداله ببول نظيف خالٍ من أي مواد محظورة.

ونُقلت العينات بالفعل إلى مكتب خاص بجهاز الأمن الفدرالي، وكان قريباً جداً من المختبر المذكور، وجرت عملية الاستبدال هناك، وبذلك نجحت المهمة، ولكن رغم كل هذه المعلومات لم يتمكن التقرير من التعرف إلى الطريقة التي تم من خلالها فتح واستبدال العينة، فقد أفاد الخبراء، أن 11 عينة أجريت عليها تحليلات للاعبي قوى روس في سوتشي، في مختبر لندن، اكتشف وجود خدوش فيها، ما يؤكد أنها فتحت، ولكن كيف وبأي وسيلة الأمر ما زال مبهماً هنا.


الرقم واحد هو مكتب خاص لخدمة الأمن الاتحادية لروسيا 













يذكر أن الوكالة الدولية لمكافحة المنشطات، طالبت بإنزال أقصى العقوبات على الرياضة 
الروسية، بعد ثبوت عمليات تزوير في العينات، وتستر في الكشف عن الرياضيين المتورطين في قضايا تناول المنشطات، وهي من دون شك ستحرم من المشاركة في الألعاب الأولمبية بريو دي جانيرو، بل إن العقوبات قد تكون على المدى الطويل أيضاً.

 

المساهمون