في منتصف شهر شعبان، تقريباً، من كلِّ عامٍ، تزدحمُ محال الحلويات بالمواطنين الذين يقبلون على شراء "حلاوة النص"، وهو تقليدٌ شعبيّ ينبّىء ببدء العد العكسي لحلول شهر رمضان المبارك، وهي حلوى تُصنَع من اليقطين المطبوخ.
ويقول أحد أبناء "آل السمرة"، وهي عائلةٌ مشهورة بصناعة هذه الحلوى في صيدا (جنوب لبنان): "بعد تقشير اليقطين بواسطة منشار خاصّ، يتم تقطيعه، ويُبرَش بواسطة آلة كهربائية، بعد أن يتمّ تحضير "ماء الكلس" المُصفَّى، حيث يتم خلطه بالماء لمدة خمسة أيام، ليُنْقَع اليقطين بعدها بصفوة "ماء الكلس" لمدَّةٍ تُقدّر بأربع ساعات، ثم يُغسَل بعدها بمياه حلوة سبع مرّات".
ويضيف: "يُطبَخ اليقطين في وعاءٍ نحاسي كبير يتسع لحوالى 30 كغ من اليقطين، وبعد إضافة "القَطْر" إليه، يحتاج المزيج إلى نار قويّة جداً حيث تستمر عملية الطبخ حوالى ساعتين، مع خفض قوّة النار تدريجياً حتى يجف "القَطْر"، طبعاً، مع التحريك الدائم وقلب اليقطين من وقت لآخر".
مع اقتراب الانتهاء من الطبخ تعطي "حلاوة النص" لونها البرتقالي، ثم يضاف إليها ماء الزهر وتُترك كي تبرد، وتباع في اليوم التالي بعد أن يضاف إليها نوعٌ من أنواع من المكسرات، وغالباً الجوز أو اللوز، كي يعطي نكهة خاصة.
تعتبر "حلاوة النص" حلوى لذيذة، تتطلَّب جهداً وخبرة لإعدادها بشكل جيد، صحيح أنّها باتت موجودة في محال بيع الحلوى، ولكن لمناسبتها أهميّة خاصّة، فيقبل المواطنون على شرائها في منتصف شهر شعبان كل عام، كتقليد مستحَب يعطي لهذا اليوم نفحةً خاصّة.
كما تُعدُّ صناعة "حلاوة النص" تهيئة للبدء بصناعة حلويات رمضان، ففي النصف الثاني من شعبان تبدأ محال الحلويات بالعودة إلى الأجواء الرمضانية، حيث الازدحام والإقبال على الشراء، فتعد العدة لتقديم أشهى الحلويات الرمضانيّة.