بات تدبير احتياجات مليوني مواطن يعيشون في قطاع غزة صعباً للغاية، في ظل اشتداد وطأة الحصار عليهم وتعاقب الأزمات المعيشة والاقتصادية، فضلاً عن المواسم المتلاحقة عليهم وحلولها في ظروف صعبة لا تنفك عن إرهاق جيوب الفلسطينيين في القطاع المحاصر إسرائيليًا منذ 11 عامًا.
ودخل الحصار الإسرائيلي عامه الجديد مُحكمًا قبضته على غزة، حيث اعتبر العام الأشد وطأة من أعوام الحصار الماضية، إذ ضيّقت الأزمات التي دخل بها الغزّيون مع بداية العام الجاري إلى الآن أنفاسهم، ومعها ضاقت جيوبهم، خاصة مع بدء موسم المدارس وعيد الأضحى.
واشتدت الحياة في غزة سوءًا مع حالة الحصار المستمرة على القطاع، وإغلاق المعابر أمام حركة البضائع والأفراد، وارتفاع مستويات البطالة لما يقارب 41%، ووصول عدد العاطلين عن العمل إلى نحو 207 آلاف شخص، والتي ألقت بظلالها على حالة من الركود الاقتصادي الحاد في حياة الفلسطينيين وأسواقهم.
وما زاد الاقتصاد بلّة، أزمة الرواتب التي هاجمت قوت موظفي السلطة الفلسطينية قبل أكثر من أربعة أشهر، ومعها تضررت أسواق غزة بشكل كبير، وأصبحت المواسم المتلاحقة على غزة لا تعني شيئًا للقاطنين فيها، فبالكاد استطاع جزء منهم التأقلم مع دخول موسم المدارس وشراء شيء بسيط من احتياجات أولادهم، مؤخرًا.
معالم الاستياء بدت واضحة على الفلسطيني أحمد عبد الكريم، الذي أخذ جولة سريعة في سوق الزاوية وسط مدينة غزة، لشراء لوازم طفليه المدرسية، وقال لـ"العربي الجديد": "لم أشتر لأبنائي سوى ملابس جديدة، الميزانية لا تكفي لشراء حقائب مدرسية لهم، يستطيعون إمضاء سنتهم الدراسية بالحقائب القديمة لديهم".
ويبين أن الأطفال بشكل عام لا يفهمون شيئًا من الحياة العامة بغزة وسوء الأحوال المعيشية والأزمات والاقتطاعات بالرواتب، هم كغيرهم ينتظرون كل سنة دراسية لشراء حقائب وملابس جديدة، وستأخذ وقتًا طويلاً لإقناعهم بالاستعانة بحاجياتهم المدرسية القديمة، متمنيًا أن "لا تطول حالة السوء المسيطرة على القطاع".
أما الفلسطينية سناء أبو علبة، فخرجت من ذلك السوق المكتظ بالمحال التجارية المختلفة، بحقيبة دراسية واحدة لابنتها التي كانت ممسكة بيد أمها، وأوضحت أنها لم تستطع شراء زي ابنتها المدرسي نظرًا لسوء الحال العامة والوضع المعيشي السيء، كما أنها هدأت من حُزن ابنتها بوعدها بشراء زي جديد بعد انتهاء عيد الأضحى.
وأضافت لـ"العربي الجديد": "ما يحدث الآن من أزمات وحياة اقتصادية سيئة يجعل أصحاب المسؤوليات والالتزامات تجاه أبنائهم متحكمين بمصاريفهم بشكل كبير، موسم العيد قادم وبالتأكيد الأطفال يريدون قضاءه بشكل مُفرح ولبس جديد ومصروف آخر، كل هذه الأمور باتت بالحُسبان لنا كأمهات في ظل هذا الوضع".
اقــرأ أيضاً
تزامن المواسم وتلاحقها على غزة، في ظل ما سبق من أزمات تمر بها المدينة المحاصرة، تقتل شغف الفلسطينيين لتغيير حالة الركود في ظروف معيشتهم، فلا موسم المدارس وقُربه من عيد الأضحى يُغير من الواقع شيئًا، فالصورة الحاضرة هذا العام، شاحبة، واستقبال تلك المواسم أضحى باردًا جدًا، ومُرهقًا للنفس والجَيب.
وحاول الفلسطينيون الهروب بجيوبهم من عناء والتزامات موسم المدارس، ليُلاحقهم عيد الأضحى الذي طرق الأبواب، دون جزء كبير من المُضحين الذين اعتادوا على ادخار أموالهم لهذا الموسم لشراء الأضاحي، التي يعتبروها "الوجه المُشرق" لعيدهم.
ورخّصت المواشي والأغنام أسعارها لإغراء جيوب الغزيين، دون فائدة، فلم تشفع تلك العروض لتغيير عزوف المواطنين عن شراء الأضاحي، مُعزين ذلك إلى أزمة الاقتطاعات في الرواتب التي نالت من موظفي السلطة الفلسطينية، والظروف الاقتصادية السيئة لغيرهم، عدا عن أزمة الكهرباء التي باتت جزءًا لا يتجزأ من حياتهم.
ولا تزال بقعة غزة التي لا تتجاوز مساحتها 365 كيلو مترًا مربعًا، بمثابة أكبر سجن بشري، في ظل تلك الأزمات والحصار، وانقطاع التيار الكهربائي لساعات طويلة تصل في غالب الأحيان لـ20 ساعة يوميًا، مقابل وصلها لـ4 ساعات فقط.
وتكفي حالة القهر التي يعيشها الغزّي سهيل الحداد، الذي اعتاد على شراء أضحيته الخاصة في كل عيد، دون التغيب عن ذلك في الـ11 عامًا الماضية، لوصف المشهد العام، بعدما تسببت الظروف الاقتصادية السيئة هذا العام في إجباره على عدم ادخار شيء من أمواله في "الحصول على ثواب الأضحية وتوزيعها على الفقراء الذين اعتاد على وصلهم كل عيد".
إلى ذلك، أوضح أستاذ الاقتصاد في جامعة الأزهر بغزة، سمير أبو مدللة، أن ما يمر به القطاع من أزمات منذ مطلع العام الجاري، أحدث حالة من الركود الاقتصادي على صعيد الأفراد والأسواق، حيث لم تعد انخفضت القدرة الشرائية للمواطن في موسم المدارس ومعه عيد الأضحى.
وبين أبو مدللة لـ "العربي الجديد"، أن ما تعيشه غزة رفع من حالة الانهيار الاقتصادي فيها، وأفشى البطالة بين صفوف الفلسطينيين في أكبر معدلات لها في العالم، فضلاً عن مستويات الأمن الغذائي التي وصلت إلى 40%، مؤكدًا أن تعاقب المواسم وتزامنها في القطاع لن يغيرا شيئًا، بل سيزيدان من حالة السوء في الأوضاع المعيشية والاقتصادية بغزة.
ودخل الحصار الإسرائيلي عامه الجديد مُحكمًا قبضته على غزة، حيث اعتبر العام الأشد وطأة من أعوام الحصار الماضية، إذ ضيّقت الأزمات التي دخل بها الغزّيون مع بداية العام الجاري إلى الآن أنفاسهم، ومعها ضاقت جيوبهم، خاصة مع بدء موسم المدارس وعيد الأضحى.
واشتدت الحياة في غزة سوءًا مع حالة الحصار المستمرة على القطاع، وإغلاق المعابر أمام حركة البضائع والأفراد، وارتفاع مستويات البطالة لما يقارب 41%، ووصول عدد العاطلين عن العمل إلى نحو 207 آلاف شخص، والتي ألقت بظلالها على حالة من الركود الاقتصادي الحاد في حياة الفلسطينيين وأسواقهم.
وما زاد الاقتصاد بلّة، أزمة الرواتب التي هاجمت قوت موظفي السلطة الفلسطينية قبل أكثر من أربعة أشهر، ومعها تضررت أسواق غزة بشكل كبير، وأصبحت المواسم المتلاحقة على غزة لا تعني شيئًا للقاطنين فيها، فبالكاد استطاع جزء منهم التأقلم مع دخول موسم المدارس وشراء شيء بسيط من احتياجات أولادهم، مؤخرًا.
معالم الاستياء بدت واضحة على الفلسطيني أحمد عبد الكريم، الذي أخذ جولة سريعة في سوق الزاوية وسط مدينة غزة، لشراء لوازم طفليه المدرسية، وقال لـ"العربي الجديد": "لم أشتر لأبنائي سوى ملابس جديدة، الميزانية لا تكفي لشراء حقائب مدرسية لهم، يستطيعون إمضاء سنتهم الدراسية بالحقائب القديمة لديهم".
ويبين أن الأطفال بشكل عام لا يفهمون شيئًا من الحياة العامة بغزة وسوء الأحوال المعيشية والأزمات والاقتطاعات بالرواتب، هم كغيرهم ينتظرون كل سنة دراسية لشراء حقائب وملابس جديدة، وستأخذ وقتًا طويلاً لإقناعهم بالاستعانة بحاجياتهم المدرسية القديمة، متمنيًا أن "لا تطول حالة السوء المسيطرة على القطاع".
أما الفلسطينية سناء أبو علبة، فخرجت من ذلك السوق المكتظ بالمحال التجارية المختلفة، بحقيبة دراسية واحدة لابنتها التي كانت ممسكة بيد أمها، وأوضحت أنها لم تستطع شراء زي ابنتها المدرسي نظرًا لسوء الحال العامة والوضع المعيشي السيء، كما أنها هدأت من حُزن ابنتها بوعدها بشراء زي جديد بعد انتهاء عيد الأضحى.
وأضافت لـ"العربي الجديد": "ما يحدث الآن من أزمات وحياة اقتصادية سيئة يجعل أصحاب المسؤوليات والالتزامات تجاه أبنائهم متحكمين بمصاريفهم بشكل كبير، موسم العيد قادم وبالتأكيد الأطفال يريدون قضاءه بشكل مُفرح ولبس جديد ومصروف آخر، كل هذه الأمور باتت بالحُسبان لنا كأمهات في ظل هذا الوضع".
تزامن المواسم وتلاحقها على غزة، في ظل ما سبق من أزمات تمر بها المدينة المحاصرة، تقتل شغف الفلسطينيين لتغيير حالة الركود في ظروف معيشتهم، فلا موسم المدارس وقُربه من عيد الأضحى يُغير من الواقع شيئًا، فالصورة الحاضرة هذا العام، شاحبة، واستقبال تلك المواسم أضحى باردًا جدًا، ومُرهقًا للنفس والجَيب.
وحاول الفلسطينيون الهروب بجيوبهم من عناء والتزامات موسم المدارس، ليُلاحقهم عيد الأضحى الذي طرق الأبواب، دون جزء كبير من المُضحين الذين اعتادوا على ادخار أموالهم لهذا الموسم لشراء الأضاحي، التي يعتبروها "الوجه المُشرق" لعيدهم.
ورخّصت المواشي والأغنام أسعارها لإغراء جيوب الغزيين، دون فائدة، فلم تشفع تلك العروض لتغيير عزوف المواطنين عن شراء الأضاحي، مُعزين ذلك إلى أزمة الاقتطاعات في الرواتب التي نالت من موظفي السلطة الفلسطينية، والظروف الاقتصادية السيئة لغيرهم، عدا عن أزمة الكهرباء التي باتت جزءًا لا يتجزأ من حياتهم.
ولا تزال بقعة غزة التي لا تتجاوز مساحتها 365 كيلو مترًا مربعًا، بمثابة أكبر سجن بشري، في ظل تلك الأزمات والحصار، وانقطاع التيار الكهربائي لساعات طويلة تصل في غالب الأحيان لـ20 ساعة يوميًا، مقابل وصلها لـ4 ساعات فقط.
وتكفي حالة القهر التي يعيشها الغزّي سهيل الحداد، الذي اعتاد على شراء أضحيته الخاصة في كل عيد، دون التغيب عن ذلك في الـ11 عامًا الماضية، لوصف المشهد العام، بعدما تسببت الظروف الاقتصادية السيئة هذا العام في إجباره على عدم ادخار شيء من أمواله في "الحصول على ثواب الأضحية وتوزيعها على الفقراء الذين اعتاد على وصلهم كل عيد".
إلى ذلك، أوضح أستاذ الاقتصاد في جامعة الأزهر بغزة، سمير أبو مدللة، أن ما يمر به القطاع من أزمات منذ مطلع العام الجاري، أحدث حالة من الركود الاقتصادي على صعيد الأفراد والأسواق، حيث لم تعد انخفضت القدرة الشرائية للمواطن في موسم المدارس ومعه عيد الأضحى.
وبين أبو مدللة لـ "العربي الجديد"، أن ما تعيشه غزة رفع من حالة الانهيار الاقتصادي فيها، وأفشى البطالة بين صفوف الفلسطينيين في أكبر معدلات لها في العالم، فضلاً عن مستويات الأمن الغذائي التي وصلت إلى 40%، مؤكدًا أن تعاقب المواسم وتزامنها في القطاع لن يغيرا شيئًا، بل سيزيدان من حالة السوء في الأوضاع المعيشية والاقتصادية بغزة.