تظاهرة بمحيط القصر الرئاسي اللبناني وعون يتمسك بحكومة تكنو - سياسيّة

بيروت

العربي الجديد

لوغو العربي الجديد
العربي الجديد
موقع وصحيفة "العربي الجديد"
13 نوفمبر 2019
B20BDC46-FE71-4B00-821F-C0414AE28840
+ الخط -
صعّد المحتجون اللبنانيون، اليوم الأربعاء، من وتيرة تحركاتهم، وذلك بعد مقابلة لرئيس الجمهورية ميشال عون، مساء أمس الثلاثاء، حملت مواقف اعتبروها مستفزّة وتستهتر بانتفاضتهم التي اقتربت من دخول شهرها الثاني. وأدّى سقوط قتيل في إطلاق نار في منطقة خلدة، مساء أمس الثلاثاء، إلى إشعال غضب المحتجين، الذين وسّعوا رقعة قطع الطرقات، مع الإصرار على عدم فتحها قبل تشكيل حكومة تكنوقراط حصراً، لا تضمّ وجوهاً سياسية.
وتجمّع آلاف اللبنانيين، اليوم الأربعاء، على الطريق المؤدي إلى القصر الجمهوري، وسط إجراءات أمنية مشدّدة، حيث عمد الجيش والقوى الأمنية إلى قطع الأوتوستراد في منطقة الحازمية، والذي يؤدي إلى مفرق القصر الرئاسي.
وعمد المحتجون إلى قرع أعمدة الإنارة والفواصل الحديدية لإصدار الأصوات ليسمعهم رئيس الجمهورية.




وأفادت وسائل إعلام لبنانية بأنّ عون قدّم للمتظاهرين، عبر أحد الضباط، عرضاً لتشكيل وفد من عشرة أشخاص للقائه، إلا أنّ غالبية المتظاهرين عبّروا عن رفضهم الأمر.


عون للموفد الفرنسي: خياري حكومة تكنو-سياسيّة

واستقبل عون، اليوم الأربعاء، مدير دائرة شمال أفريقيا والشرق الأوسط في وزارة الخارجية الفرنسية السفير كريستوف فارنو، الذي قالت معلومات صحافية إنه يحمل مبادرة فرنسيّة لحلّ الأزمة.
وأبلغ عون فارنو بأن "الحكومة العتيدة ستلتزم تنفيذ الورقة الإصلاحية التي أقرتها الحكومة السابقة، إضافة إلى عدد من القوانين التي يفترض أن يقرها مجلس النواب في سياق مكافحة الفساد وملاحقة سارقي المال العام بعد رفع الحصانة عنهم".
وأشار الرئيس اللبناني إلى أن "التحركات الشعبية القائمة حالياً رفعت شعارات إصلاحية هي نفسها التي التزم رئيس الجمهورية تحقيقها، ولكن الحوار مع معنيين في هذا الحراك الشعبي ما زال متعذراً رغم الدعوات المتكررة التي وجهها رئيس الجمهورية إليهم".
وشدد عون، وفق ما نقلت عنه "الوكالة الوطنية"، على أنه سيواصل اتصالاته لإجراء الاستشارات النيابية الملزمة لتسمية رئيس جديد للحكومة، معرباً عن أمله في أن يتحقق ذلك في وقت قريب، مكرراً خياره بأن تكون "الحكومة الجديدة مؤلفة من سياسيين وتكنوقراط لتأمين التغطية السياسية اللازمة كي تتمكن من نيل ثقة الكتل النيابية إضافة إلى ثقة الشعب".
كذلك شدّد رئيس الجمهورية على أن "الأوضاع الاقتصادية تزداد تردياً نتيجة ما تمر به البلاد حالياً من تظاهرات وإضرابات، فضلاً عن التداعيات السلبية التي تركها نزوح أكثر من مليون ونصف مليون نازح سوري إلى لبنان"، لكنه اعتبر أن "بدء التنقيب عن النفط والغاز في خلال الشهرين المقبلين سوف يساعد على تحسن الوضع الاقتصادي تدريجياً".


وشكر عون الموفد الفرنسي على "الاهتمام الذي يبديه الرئيس إيمانويل ماكرون بالوضع في لبنان، الذي كان دائماً صديقاً لفرنسا".
وكان السفير فارنو قد نقل إلى الرئيس عون تحيات الرئيس الفرنسي ماكرون ووزير الخارجية جان إيف لودريان، مبدياً اهتمام بلاده بالوضع في لبنان و"حرصها على سيادته واستقلاله وسلامة أراضيه ووحدة شعبه". كذلك أشار إلى استعداد بلاده لمساعدة لبنان للخروج من محنته الراهنة.
بدوره، التقى رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري، في بيت الوسط، المسؤول الفرنسي فارنو، في حضور السفير برونو فوشيه والوزير السابق غطاس خوري. وجرى خلال الاجتماع عرض لمجمل الأوضاع وآخر المستجدات في لبنان، وفق ما ذكرته "الوكالة الوطنية".

باسيل يتحدّث عن اتصالات إيجابيّة
والتقى وزير الخارجية جبران باسيل، فارنو، بالإضافة إلى السفير الألماني لدى لبنان جورج برغيلين.
وشكر الوزير باسيل فرنسا ورئيسها إيمانويل ماكرون على "اهتمامهما بلبنان وعلى الجهود المبذولة للحفاظ على استقراره ومنع انزلاقه إلى الفوضى أو إلى الانهيار المالي".
وأبلغ الوزير باسيل الموفد الفرنسي "وجوب عدم دخول أي طرف خارجي على خط الأزمة اللبنانية واستغلالها"، مؤكداً أن "مسألة تشكيل الحكومة هي مسألة داخلية، وقد وصلت إلى مراحل متقدمة وإيجابية"، مشيراً إلى أن "لبنان ملتزم بمسار مؤتمر "سيدر" أياً تكن الحكومة المقبلة، وأن التحدي هو بالإسراع في تنفيذه وتطبيق الإصلاحات المنشودة، وهو ما يشكل استجابة لمطالب الناس".
وفي سياق متّصل، قال باسيل في تغريدة عبر "تويتر": "واثق أن الناس الطيبين يريدون الاستقرار والإصلاح معاً في حمى الدولة والحرية، حرية التظاهر والتنقل معاً"، مضيفاً: "كل نقطة دم تسقط تدمينا وتنبّهنا بأن لا يجرّنا أحد إلى الفوضى والفتنة. اللحظة الآن لتشكيل حكومة تستجيب للناس وتكسب ثقة البرلمان، والاتصالات تبلورت إيجابياً. لا يجب أن تضيع الفرصة!".


بري يحذّر من فخ الفراغ السياسي
من جهته، أكد رئيس مجلس النواب نبيه بري، في لقاء الأربعاء النيابي، أن "الأمن يجب أن تكون له الأولوية، والحفاظ على الانتظام العام في المؤسسات وصون السلم الأهلي والوحدة الوطنية".
وقال بري: "إن المرحلة تستدعي تحمل المسؤولية من الجميع لانتشال الوطن من قعر الهاوية"، مجدداً المطالبة بـ"حكومة جامعة تلتزم الإصلاحات"، محذراً من "الوقوع في فخ الفراغ السياسي".

تصعيد في الشارع

وقطع المحتجون صباحاً الأوتوستراد الساحلي الذي يربط الشمال ببيروت، والجنوب ببيروت، عند نقاط مختلفة، بالإطارات المشتعلة و"بلوكات الباطون"، بالإضافة إلى السيارات، معلنين أنّ هذا اليوم هو يوم "الشهيد علاء أبو فخر"، الذي قُتل في خلدة.
ووقع إشكال في منطقة الشيفروليه بين عناصر من الجيش اللبناني وعدد من المتظاهرين عندما حاول الجيش فتح الطريق. كذلك جرى تدافع بين القوى الأمنية والمتظاهرين، ثم تمت تهدئة الأجواء وإطلاق سراح شخصين تمّ توقيفهما خلال الإشكال.
وفي منطقة جل الديب، وقع إشكال كبير بين عدد من الأشخاص والمحتجين على خلفية قطع الأوتوستراد، بالإضافة إلى الطريق الداخلية. وأفادت وسائل إعلام لبنانيّة بوقوع جرحى نتيجة الإشكال.

وأقفل المحتجون معظم الطرقات الرئيسية في مناطق طرابلس، وعكار، وعاليه، وصيدا، والدامور.
وأفادت "الوكالة الوطنية للإعلام" الرسمية اللبنانية بانتشار كثيف للجيش على طريق القصر الجمهوري، واتخاذ تدابير أمنية مشددة تحسباً لأي طارئ.
وفي منطقة الرينغ التي شهدت إشكالات عدة خلال أيام الانتفاضة، قرّر المحتجون فتح الطريق وتداعوا إلى نقل تحركهم إلى القصر الجمهوري في بعبدا، غداة استيائهم من كلام عون في مقابلة تلفزيونية.
وكان عون قد قال في المقابلة التي أُجريت في قصر بعبدا، أمس الثلاثاء، إنه "إذا لم يكن لديهم (المحتجون) أوادم في هذه الدولة، فليهاجروا"، مضيفاً: "أنا لدي تاريخ، فليراجعوا التاريخ، وإذا ما عجبهم أنا بفلّ يجيبوا غيري".

وأثار كلام عون استياء الشارع اللبناني، الذي رأى فيه دعوة للشعب إلى الهجرة، في ظلّ تمسّك المسؤولين بالسلطة، وعدم وجود نية لديها لتحقيق مطلب المتظاهرين بتشكيل حكومة تكنوقراط، خصوصاً في ظلّ عدم توجيه الدعوة بعد إلى استشارة نيابية تتمّ فيها تسمية رئيس حكومة جديد، خلفاً لسعد الحريري الذي أعلن استقالة حكومته في 29 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، "بعدما وصل إلى طريق مسدود"، وفق تعبيره.
وأصدر مكتب الإعلام في رئاسة الجمهورية بياناً أوضح فيه كلام عون، وقال: "توزع وسائل إعلامية ووسائل تواصل اجتماعي كلاماً محرفاً من حديث رئيس الجمهورية العماد ميشال عون حول الفقرة المتعلقة بوجود قائد للحراك الشعبي ورد فيها: (إذا مش عاجبهم ولا حدا آدمي بالسلطة يروحوا يهاجروا)، والصحيح أن الرئيس عون قال إنه إذا لم يكن هناك (أوادم) من الحراك للمشاركة في الحوار، فليهاجروا لأنهم بهذه الحالة لن يصلوا إلى السلطة). فاقتضى التوضيح منعاً لأي التباس أو سوء استغلال".



ومساء الثلاثاء، قُتل متظاهر بإطلاق النار عليه أمام عائلته في منطقة خلدة، بعد إشكال مع عناصر تابعين للجيش اللبناني. وقالت قيادة الجيش في بيان لها إنها أوقفت عنصر الجيش مطلق النار، موضحة أنه "أثناء مرور آلية عسكرية تابعة للجيش في محلة خلدة، صادفت مجموعة من المتظاهرين تقوم بقطع الطريق، فحصل تلاسن وتدافع مع العسكريين، ما اضطر أحد العناصر إلى إطلاق النار لتفريقهم، ما أدى إلى إصابة أحد الأشخاص"، الذي أُعلن عن وفاته لاحقاً.

وليلاً، أعلن الحريري أنه أجرى اتصالين مع قائد الجيش العماد جوزيف عون وقائد قوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان، مشدداً على وجوب اتخاذ كافة الإجراءات التي تحمي المواطنين وتؤمن مقتضيات السلامة للمتظاهرين.



"العفو الدولية" توثّق حوادث الاستخدام المفرط للقوّة

من جهتها، تحدثت منظمة "العفو الدولية" في تقرير لها عن احتجاجات لبنان، مشيرة إلى أنها كانت في جميع أنحاء لبنان سلمية إلى حدّ كبير، وكان رد فعل الجيش وقوات الأمن مقيداً إلى حد كبير. ومع ذلك، فقد وثقت حوادث الاستخدام المفرط للقوة، من بينها حادثة واحدة استخدمت فيها الذخيرة الحية ضد المحتجين السلميين.
وتحدثت الجمعية عن أحقية إقفال الطرقات، وقالت: "في جميع إنحاء لبنان، أغلق المحتجون الطرق الرئيسية كجزء من احتجاجهم السلمي. فللمحتجين السلميين الحق في التظاهر في الطرق العامة وإغلاقها، ولطالما أقرت بذلك هيئات حقوق الإنسان الدولية التي تعتبر الساحات الحضرية مكاناً مشروعاً للاحتجاج. وقد صرح مقرر الأمم المتحدة الخاص المعني بحرية التجمع السلمي، وتكوين الجمعيات أو الانضمام إليها، بأن (التدفق الحر لحركة المرور يجب ألا يكون له الأسبقية تلقائياً على حرية التجمع السلمي)".

ذات صلة

الصورة

سياسة

خرجت تظاهرات في باريس ضد تنظيم شخصيات يمينية متطرفة حفلاً لجمع التبرعات لجيش الاحتلال الإسرائيلي، كان من المقرر أن يشارك به سموتريتش.
الصورة
معرض يورونيفال في فرنسا، 27 أكتوبر 2008 (Getty)

سياسة

بعد منع فرنسا مشاركة الشركات الإسرائيلية في معرض الأسلحة يوروساتوري، ها هي تمنع الآن أيضاً مشاركة إسرائيل في معرض يورونافال.
الصورة
امرأة في منطقة الصحراء، 3 فبراير 2017 (Getty)

سياسة

دخلت العلاقات بين فرنسا والجزائر في أزمة بعد إعلان فرنسا دعمها مخطط الحكم الذاتي الذي قدمه المغرب بشأن الصحراء وهو ما قد لا يساعد في حل القضية.
الصورة
تنظيم داعش/فرنسا

سياسة

رفعت فرنسا، أول من أمس الأحد، مستوى التأهب الأمني إلى الدرجة القصوى، وذلك في أعقاب هجوم موسكو الدموي الذي تبناه تنظيم "داعش"، مستعيدة تهديدات عدة للتنظيم.