تظاهرات 11/11... تمهيد للخروج في ذكرى ثورة 25 يناير؟

القاهرة

العربي الجديد

لوغو العربي الجديد
العربي الجديد
موقع وصحيفة "العربي الجديد"
11 نوفمبر 2016
FFF5BBCE-810F-48FE-A8A6-B546D2D1A5D0
+ الخط -

لا يمكن اعتبار دعوات التظاهر في 11 نوفمبر/ تشرين الثاني الحالي، تحت مسمى "ثورة الغلابة"، إلا تمهيداً للطريق نحو خروج تظاهرات في ذكرى ثورة 25 يناير المقبلة. وبعيداً عن اعتبار عدد من قوى المعارضة السياسية للنظام الحالي، والحركات الشبابية والثورية، أن دعوات التظاهر المرتقبة "مجهولة"، وبالتالي قرروا عدم المشاركة، إلا أن تلك الدعوات أحيت فكرة الخروج إلى الشوارع رفضاً للسياسات الحالية. وتعيش مصر خلال الفترة الحالية، أزمة اقتصادية كبيرة، يواكبها فرض مزيد من الضرائب والرسوم، وزيادة معدلات التضخم، وارتفاع أغلب الأسعار، خصوصاً الوقود، عقب قرار البنك المركزي تحرير سعر صرف الجنيه، وهو ما يُعرف باسم "تعويم الجنيه".

واستغل النظام الحالي وأجهزته الأمنية، دعوات التظاهر في 11 نوفمبر الحالي، للتهويل بها، وتمرير إجراءات اقتصادية صعبة، تزيد من الأوضاع المعيشية المتردية، وترفع أسعار أغلب السلع. وقللت توقعات واستطلاعات أجهزة سيادية في الدولة من خروج أعداد كبيرة في التظاهرات المرتقبة، رغم وجود غضب في الشارع المصري جراء السياسات الاقتصادية ورفع الدعم عن السلع الأساسية، بما ينعكس على مستوى المعيشة. وفضّل قطاع ليس بالقليل من الشباب المصري، الحشد والنزول في تظاهرات في ذكرى ثورة يناير المقبلة، بدلاً من الخروج في تظاهرات يروّج النظام أن مصدرها جماعة الإخوان المسلمين.

وتقول مصادر في حركة "6 إبريل"، إنه من الصعب التظاهر في 11 نوفمبر، لعدة أسباب، أهمها تسويق النظام الحالي عبر أذرعه الإعلامية، أن تلك الدعوات مصدرها "الإخوان". وتضيف المصادر، لـ"العربي الجديد"، أن هناك شبه إجماع بين الحركات الثورية بعدم النزول، وإذا أراد أحد المشاركة فيكون بشكل شخصي، منعاً لتوريط الكيان الذي ينتمي إليه. وتشدد على أن الأوضاع التي تسوء يوماً بعد يوم، تبشّر بخروج شعبي ضد الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، وسيكون في القلب منهم شباب ثورة يناير، مشيرةً إلى أن أقرب مناسبة يمكن الحشد فيها هي ذكرى الثورة. وتعتبر أن دعوات التظاهر رغم تهويل النظام بها، إلا أنها تصلح كنقطة انطلاق وحشد جيدة وتعبئة الشارع لتظاهرات ذكرى الثورة، والتي سيتم الاستعداد لها منذ الآن.

من جانبه، يقول الخبير السياسي، محمد عز، إن النظام الحالي يهوّل بتظاهرات 11 نوفمبر، رغم أن كل المؤشرات تقول بعدم وجود حشود في هذا اليوم. ويضيف، لـ"العربي الجديد"، أن كل شيء متوقع في هذا اليوم، حيث إن نزول أعداد، ولو قليلة، سيشجع المعارضين والرافضين للنظام الحالي على المشاركة، ليس بالضرورة في اليوم ذاته، لكنها جولات لكسر حاجز الخوف. ويتابع إن أحد عوامل عدم فعالية دعوات التظاهر المرتقبة، غياب التنسيق بين القوى المعارضة الفاعلة، وبالتالي غياب التأثير، لكن النظام يهوّل لخدمة أهدافه. وحول ما إذا كانت هذه الدعوات تمثل تمهيداً لأي تظاهرة في ذكرى الثورة، يؤكد عز أن أي محاولة لتحريك المياه الراكدة في جسد السياسة المصرية، يعتبر أمراً جيداً لكسر الجمود الذي يفرضه النظام على الحياة العامة عموماً. ويشدد على أن ذكرى ثورة يناير، تمثل نقطة التقاء بين الفرقاء السياسيين، وإذا ما تقرر النزول في هذا اليوم، ستكون أطياف الشعب الذي بدأ يشتكي من سياسات النظام الحالي متواجدة بقوة، حتى من لن يشارك سيكون موافقاً. ويعتبر أن ذكرى ثورة يناير ليس عليها خلاف من قبل الفرقاء السياسيين، فهي ليست مناسبة خاصة بجماعة الإخوان المسلمين ولا القوى المدنية، فهي ذكرى لكل الشعب، ولا يمكن التشكيك فيها من قبل النظام الحالي.

وبحسب مصادر برلمانية مقربة من دوائر اتخاذ القرار، فإن هناك اتجاهاً لعدم استخدام القوة المفرطة في مواجهة تظاهرات 11 نوفمبر، خوفاً من سيناريو تزايد الأعداد تدريجياً. وترى المصادر البرلمانية أن النظام استغل تلك الدعوات "المجهولة" لتمرير قرارات اقتصادية صعبة، خصوصاً تعويم الجنيه ورفع أسعار الوقود، تحت شعار "ضربة واحدة"، لوجود توقعات مسبقة بعدم وجود استعداد للمشاركة في تلك التظاهرات. ويقول القيادي في التيار الشعبي، معصوم مرزوق، إن يوم 11 نوفمبر سيمر من دون أزمات أو تظاهرات حاشدة، عكس ما يهوّل النظام الحالي. ويضيف، لـ"العربي الجديد"، أن الغضب الشعبي يتزايد بشكل كبير، جراء السياسات الاقتصادية الفاشلة للنظام، وهذا الغضب يوشك أن ينفجر في وجه الجميع. ويحذر من أن انفجار الشعب لن يكون ضد شخص السيسي أو نظامه، لكن سيكون ضد الجميع في مصر، خصوصاً مع تردي الأوضاع المعيشية، والتي ستكون بمثابة محرك رئيسي لما يحذر منه الجميع بـ"ثورة الجياع". ولم يستبعد فكرة نزول قطاع واسع من الشعب في تظاهرات في ذكرى ثورة يناير المقبلة، للتعبير عن رفضهم لسياسات النظام الاقتصادية، التي تضحّي بمحدودي الدخل وتقضي على الطبقة الوسطى.

ذات صلة

الصورة
تطالب جمعيات رعاية الحيوان بتعامل رحيم مع الكلاب (فريد قطب/الأناضول)

مجتمع

تهدد "كلاب الشوارع" حياة المصريين في محافظات عدة، لا سيما المارة من الأطفال وكبار السن التي تعرّض عدد منهم إلى عضات استدعت نقلهم إلى المستشفى حيث توفي بعضهم.
الصورة
جنود صوماليون خلال تدريبات في مقديشو، 26 مايو 2022 (إرجين إرتورك/الأناضول)

سياسة

تبادلت مصر وإثيوبيا رسائل تحذير عسكرية أخيراً، على خلفية الوضع في الصومال وإقليم "أرض الصومال"، مع وصول سفينة محمّلة بالأسلحة من القاهرة إلى مقديشو.
الصورة
طلاب أمام جامعة الأزهر في القاهرة، في 2 يونيو 2016 (Getty)

مجتمع

قررت جامعة الأزهر المصرية، الثلاثاء، وقف أستاذ العقيدة والفلسفة بقسم الدراسات الإسلامية بكلية التربية في فرع الجامعة بالقاهرة، د. إمام رمضان إمام، عن العمل.
الصورة
مكتب نقابة محامي حلب 1972 (العربي الجديد)

سياسة

نتابع في الحلقة الثانية اعتقال أعضاء في نقابات سورية عام 1980 وجهود الإفراج عنهم حيث تم إطلاق سراح المحامين عام 1987 باستثناء ثلاثة منهم