تظاهرات بيلاروسيا... موسيقى ورقص وسخرية وحضور نسائي بارز

31 اغسطس 2020
من مظاهر الاحتجاجات قرب قصر الاستقلال في مينسك (Getty)
+ الخط -

وثّقت عدسات المصورين وفيديوهات المحطات التلفزيونية، لقطات ومشاهد لافتة أثناء التظاهرات المتواصلة في بيلاروسيا منذ التاسع من أغسطس/ آب الجاري.

وتتواصل التظاهرات مع حضور نسائي لافت، وحفلات موسيقية، وساحات تحولت إلى منصات للرقص واللهو بمشاركة العائلات. وفي مواجهة قوى الأمن، رفع المتظاهرون شعارات سلمية تجمع بين الأهداف السياسية والفكاهة.

 وتناقل البيلاروسيون على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو من تظاهرات الأحد 30 أغسطس في مينسك، ويظهر فيه تسجيل لأحد الشباب المحتجين وهو يطلب الزواج من صديقته، يقول فيه "هذا هو وطننا الجديد الذي نصنعه وأنا أيضاً أريد أن أبني معك شيئاً جديداً".

 ووسط دهشة الشابة، أخرج صديقها علبة فيها خاتم ليقدمه لحبيبته قائلا "تانيا هل تقبلين الزواج مني" وتجمّع عدد من المتظاهرين ليصفقوا لهذا المشهد المؤثر.

 وشهدت الاحتجاجات مشاركة نسائية واسعة، وفي يوم السبت 28 خرجت تظاهرة ضمت أكثر من عشرة آلاف فتاة وسيدة، تحدّين قوات الأمن الخاصة، ورفعن شعارات ضد قمع الاحتجاجات، وقمن بتطويق قوات الأمن ورددن "طوقنا قوات الأمن الخاصة"، و"ساشا أنت مطرود" "أنتم (الأمن) لستم رجالاً"، "لن تقبل بك (رجل الأمن) أي واحدة منا".

الجدة الرمز

وكان لافتاً مشاركة إحدى الجدات في الاحتجاجات أمس، واستقبلتها المشاركات في "المسيرة النسائية" من أجل "السلام والاستقلال" بحماس نادر، وهتفن باسمها.

وكانت الجدة نينا باغينسكايا، البالغة من العمر 73 عاماً، ظهرت في مقطع فيديو قبل نحو أسبوعين تناقله ناشطون وهي ترفع علماً، ورفضت التوقف عند حاجز للقوات الخاصة، وتجاوزتهم وهي تقول "أنا أتمشى فقط".

ومعلوم أن التظاهرات الأولى في مينسك كانت تنظم من خلال تجول الشباب أمام مداخل بيوتهم، حتى لا يجلبوا اهتمام السلطات الأمنية، قبل أن يكسروا حاجز الخوف نهائياً في 9 أغسطس/آب ويخرجوا بتظاهرات منظمة.

وتحولت باغينسكا إلى إحدى أيقونات الاحتجاجات ضد لوكاشينكو بظهورها حاملة الورود والأعلام في التظاهرات، واتهمت أكثر من مرة لوكاشينكو بأنه "فقد توازنه العقلي وأصبح مختلاً".

حفلات غناء ورقص

وبعد منعهم من الوصول إلى قصر "الاستقلال" وسط مينسك ونصب حواجز من قبل قوات الأمن الخاصة وحرس الرئيس، وبينما كان الرئيس ألكسندر لوكاشينكو يحمل سلاحه داخل القصر ، نظم بعض المغنين حفلات موسيقية أمام الحواجز.

  ونشر الناشط أليكس كوكشاروف في صفحته على تويتر مقطع فيديو لحفلة موسيقية أمام الحاجز بمشاركة عازف غيتار، وقد تحلّق بعض المتظاهرين حوله وهم يرددون الأغنيات ويلوّحون بالأعلام.

وأعاد أوليفر كارول نشر مقاطع فيديو لحفلة رقص وسط التظاهرات في 24 أغسطس/آب بمشاركة عازفين وبعض العائلات وسط تصفيق من الحضور.

 ومن اللقطات التي حظيت بمشاركة واسعة في مواقع التواصل الاجتماعي، صورة لسيدة متقدمة في العمر، ترفع شعارات مؤيدة للحراك، وهي تجلس وإلى جوارها عكازان، وأعادت صفحة  تحت اسم "مسرح بيلاروس الحر" نشر صورة السيدة وهي تحمل بيدها لوحة كتب عليها "هو (لوكاشينكو) ليس أباً لنا"، باللغة البيلاروسية.

وأعادت الصفحة ذاتها مقطع فيديو يظهر فيه عدد من الشبان وهم يرفعون مجسماً لصرصور، ومعلوم أن شعار "أوقفوا الصرصور"  أحد شعارات تظاهرات المعارضة في بيلاروسيا ضد لوكاشينكو منذ أشهر.

لسنا خرافاً

ورداً على رفض لوكاشينكو إعادة الانتخابات، ووصفه المحتجين بأنهم "خراف" يديرهم أشخاص فاعلون في الغرب، تداول البيلاروسيون صور طفلة صغيرة تحمل لوحة كتب عليها "أنا لست خروفاً أنا بيلاروسية صغيرة".

 وسخرت إحدى المشاركات في التظاهرات من حديث لوكاشينكو ورفعت لوحة كتب عليها "إذا كنا خرافاً فاهههههههرب بسرعة".

 ونشر ناشطون صوراً ومقاطع فيديو تشير إلى مراعاة المحتجين قواعد النظافة وعملية جمع القمامة أثناء وبعد التظاهرت الاحتجاجية، رداً على اتهامات بأنهم يرمون القمامة ويشوهون منظر واحدة من أنظف المدن في بلدان الاتحاد السوفييتي السابق.

ولم يمنع هطل المطر البيلاروسيين في مدينة فيتيبسك شرقي البلاد من الخروج في تظاهرة  ردد المشاركون فيها "ساشا (اسم ألكسندر المختصر باللغات السلافية) أنت مطرود".

ورفعت إحدى المتظاهرات في مينسك لوحة طريفة للمطالبة بتنحي لوكاشينكو كتبت عليها "ساشا: تقدمت بدعوى للطلاق... بلادك السابقة".

وفي إشارة إلى انخراط غالبية البيلاروسيين في التظاهرات، رفع أحد المتظاهرين لوحة كتب عليها مجموعة قوات الكنبة للتدخل البطيء "حتى نحن معكم" .

ورداً على ظهور لوكاشينكو  بالسلاح يوم الأحد الماضي، قام أحد المتظاهرين بتشكيل لوحة  على جسده، لاختراق رصاصة صدره على شكل رأس لوكاشينكو وهو في حالة فزع وخروج الدم على قميص أبيض يرتديه.

وتتواصل التظاهرات والاحتجاجات العمالية في بيلاروسيا منذ مساء 9 أغسطس/آب، بعد إعلان السلطات فوز الرئيس ألكسندر لوكاشينكو بولاية رئاسية سادسة.

ويحكم لوكاشينكو البلاد منذ 1994 وتلقّى أمس اتصالاً هاتفياً من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بمناسبة عيد ميلاده  السادس والستين، وبدلاً من الاحتقال بعيد ميلاده ظهر لوكاشينكو مساء الأحد وهو يحمل بندقية في داخل قصره للمرة الثانية في غضون أسبوع.

المساهمون