وشهدت كربلاء وضعاً أمنياً مرتبكاً وانتشاراً عسكرياً، على خلفية أعمال عنف تعرّض لها المتظاهرون أوقعت جرحى في صفوفهم.
وعقب الاعتداء الليلي الذي نفذه ملثمون مجهولون على المتظاهرين، في شارع الضريبة وسط كربلاء، أكدت مصادر طبية في المحافظة، لـ"العربي الجديد"، أنّ "حصيلة المصابين من المتظاهرين بلغت 6 أشخاص، اثنان منهم حالتهم خطرة".
وأضافت المصادر: "تعرض المتظاهرون للطعن بسكاكين وآلات جارحة بمناطق مختلفة من الجسم، في البطن والأطراف، والضربات كانت ضربات قاتلة".
وسبّبت تلك الاعتداءات حالة من الغليان الشعبي في المحافظة، إذ توافد المئات من أهاليها إلى ساحة التظاهر ليلاً، واستمرت التظاهرات حتى ساعات متأخرة، وسط إجراءات أمنية مشددة.
ودفعت القوات الأمنية بأعداد كبيرة من عناصرها في ساحات الاعتصام والطرق المؤدية إليها، وقطعت العديد منها، وما زال الوضع الأمني مرتبكاً في المحافظة، صباح اليوم الخميس.
رفض شعبي لمرشحي رئاسة الحكومة
في غضون ذلك، بلغ الغضب والرفض الشعبي ضد مرشَّحي الأحزاب لرئاسة الحكومة، ومنهم أسعد العيداني، ذروته أيضاً بمحافظة ذي قار، التي شهدت تظاهرات واسعة جداً بساحة الحبوبي وسط المدينة.
وأحرق المتظاهرون مبنى الحكومة المحلية في ذي قار، رغم محاولات عناصر الأمن تفريقهم عبر قنابل الغاز المسيل للدموع، كذلك جاب المتظاهرون عدداً من شوارع المدينة، ورددوا شعارات منددة بمرشحي الأحزاب.
وشهدت الديوانية، مركز محافظة القادسية، التي أحرق المتظاهرون فيها ليلاً مقراً تابعاً لمليشيا "سيد الشهداء" المرتبطة بإيران، رداً على محاولات ترشيح العيداني، تظاهرات غاضبة، إذ قطع المتظاهرون الطرق الرابطة بين المدينة ومحافظتي بابل والنجف، مرددين شعارات مناهضة للأحزاب والمليشيات الموالية لإيران.
وشهدت البصرة غضباً شعبياً واسعاً، ورفضاً لمحاولات ترشيح محافظها أسعد العيداني لرئاسة الحكومة، وقطع مئات من المتظاهرين عدداً من الطرق في المحافظة، منها طريق البصرة –بغداد في القرنة، والشارع التجاري، وغيرها، وأحرقوا الإطارات فيها.
وجابت مسيرات كبيرة عدداً من شوارع المدينة وساحة البحرية (وسطها)، تعبيراً عن الرفض الشعبي للعيداني، ورددوا شعارات ضده "مرفوض من كل الشعب"، كذلك أحرقوا صوراً للعيداني كتبوا عليها "لا للقاتل".
وشهدت محافظة بابل ومركزها مدينة الحلة تظاهرات واسعة، وقطع المتظاهرون عدداً من شوارعها، في مشهد تكرر أيضاً في محافظات المثنى ومركزها السماوة، التي شهدت تظاهرات ليلية واسعة رافضة للعيداني، وفي محافظات النجف وميسان.
أما في بغداد، وفي ساحة التحرير، فقد استمرت التظاهرات وترديد الشعارات الرافضة للأحزاب والمليشيات حتى ساعة متأخرة من الليل، وعبّر المحتجون عن رفضهم القاطع لتولي أي مرشح حزبي رئاسة الحكومة.
ومع تمسك الأحزاب بمنصب رئيس الحكومة، ومحاولاتها فرض مرشحين تابعين لها، دعا نواب إلى استبدال المرشحين المثيرين للجدل من أجل الحفاظ على استقرار البلاد.