تجمهر المئات من العرب والبريطانيين، أمام مقر رئاسة الوزراء البريطانية في 10 داوننغ ستريت وسط لندن، وذلك احتجاجاً على زيارة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، رافعين شعارات مندّدة بالسياسة السعودية والإماراتية في المنطقة، خصوصاً الحصار الذي تفرضانه على دولة قطر منذ أشهر، إضافة إلى الحرب اليمنية.
ورفع المتظاهرون شعارات تندد بالحرب السعودية على اليمن لما خلفته من أزمة إنسانية في البلاد. كما طالبوا في هتافاتهم الحكومة البريطانية بوقف مبيعات الأسلحة للحكومة السعودية، مرددين رفضهم استقبال بن سلمان.
وقالت لندزي جيرمان، مديرة حملة "أوقفوا الحرب" لـ"العربي الجديد"، "أريد أن أسأل الحكومة البريطانية ما الذي يشدها إلى جانب الحكومة السعودية؟ هل هي حقوق الإنسان؟ هل هي حقوق المرأة؟ هل هو قصفهم لليمن في السنوات الثلاث الأخيرة والأزمة الإنسانية التي خلفها هناك؟ بالطبع ما يجذبهم هو المال وتجارة السلاح. إنه أمر غير أخلاقي على جميع الصعد".
وطالبت جيرمان بوقف مبيعات الأسلحة فوراً للسعودية وقطع العلاقات مع النظام السعودي، كما نادت بضرورة دعم التحول الديمقراطي في السعودية.
وأضافت في معرض تعليقها على الدور البريطاني في الشرق الأوسط "لم تلعب بريطانيا دوراً إيجابياً في المنطقة لأكثر من قرن من الزمان ولا أرى ذلك سيتغير. أراهم مصممين في دعم السعودية ضد إيران. ولسنا بحاجة لأن نتحيز لأي طرف. بل علينا أن نعمل على صنع السلام في المنطقة. سياسات بريطانيا من حرب العراق إلى حرب الخليج الأولى وغيرها تزيد من الحروب ولا تجلب السلام".
وتابعت "رسالتي للشعبين اليمني والسعودي هي أن هناك العديدين في هذا البلد متضامنون معكم ويعارضون الحرب الشعواء ضد الشعب في اليمن وهذا ما نفعله هنا اليوم".
وكان ولي العهد السعودي قد اجتمع بملكة بريطانيا إليزابيث الثانية ظهر اليوم على طاولة الغداء في قصر باكنغهام، قبل أن يلتقي برئيسة الوزراء البريطانية في مقر الحكومة في دواننغ ستريت، إذ أطلق مجلس الشراكة الاستراتيجية، وليختتم جدول أعماله على طاولة العشاء مع نظيره ولي العهد البريطاني الأمير تشارلز.
ولاحقاً قال مكتب تيريزا ماي، إنها اتفقت مع ولي العهد السعودي على ضرورة العمل معا للتصدي لأنشطة إيران المزعزعة للاستقرار بالمنطقة، وأن الحل السياسي هو السبيل الوحيد لإنهاء الصراع والمعاناة الإنسانية في اليمن.
وأضاف المكتب أن الاستثمار السعودي دلالة واضحة على الثقة الدولية في الاقتصاد البريطاني، بينما تستعد بريطانيا لمغادرة الاتحاد الأوروبي، مشيراً في بيان إلى أن الجانبين اتفقا على خطط طموحة لتبادل تجاري وفرص استثمارية بقيمة 65 مليار إسترليني على مدار الأعوام القادمة.
بث مباشر للاحتجاجات في الروابط المرفقة تباعاً:
Facebook Post |
Facebook Post |
Facebook Post |
Facebook Post |
Facebook Post |
ويجري بن سلمان أول جولة خارجية منذ تعيينه ولياً للعهد، بدأها بمصر، فيما يتجه بعد بريطانيا إلى الولايات المتحدة الأميركية، حيث يرتقب أن يلتقي الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
وتأتي هذه الاحتجاجات على الرغم من أن الأمير السعودي استبق زيارته إلى لندن بحملة علاقات عامة ضخمة عبر قيامه بمقابلات استباقية مع صحف بريطانية، بالإضافة إلى نشر مئات الإعلانات في الشوارع والميادين العامة وعلى الباصات وسيارات النقل الضخمة، والتي تصوره كـ"قائد للتغيير في السعودية" ورجل الإصلاح الذي لا يتكرر، بالإضافة إلى دوره "التاريخي" في تخليص المرأة السعودية ومحاربة الإرهاب، وصديق مخلص لبريطانيا، ورجل أعمال سيعقد عشرات الصفقات التي ستؤمن الوظائف للعمال البريطانيين.
وكان جيريمي كوربن، زعيم حزب العمال المعارض، قد اتهم الحكومة البريطانية بإدارة الحرب التي تشنها السعودية في اليمن خلال الجلسة الأسبوعية لاستجواب رئيسة الوزراء في مجلس العموم، وقبل لقائها بولي العهد السعودي، محمد بن سلمان.
واتهم كوربن رئيسة الوزراء بالمشاركة "فيما وصفته الأمم المتحدة بأنه دليل على جريمة حرب"، وحثها على أن تستغل اجتماعها مع بن سلمان "لوقف تدفق الأسلحة والمطالبة بوقف نار فوري في اليمن".
وأضاف كوربن "هناك مأساة إنسانية حالياً في اليمن. المجاعة تهدد الملايين، وهناك 600 ألف طفل يعانون من الكوليرا بسبب حملة القصف والحصار السعودي".
وتابع قائلاً "لقد علقت ألمانيا مبيعات الأسلحة إلى السعودية، ولكن المبيعات البريطانية قد تضاعفت بشكل كبير، ويشارك المستشارون العسكريون البريطانيون في إدارة الحرب. لا يمكن لحكومة جلالتها أن تكون متورطة فيما تصفه الأمم المتحدة بأنه دليل على جرائم حرب".
وبينما دافعت رئيسة الوزراء، تيريزا ماي عن الحملة السعودية في اليمن وعن الدور البريطاني، حيث قالت بأنها أكدت على ضرورة إنهاء الحصار السعودي للموانئ اليمنية عندما زارت المملكة ديسمبر الماضي.
ونفى وزير الدولة لشؤون الشرق الأوسط أليستر بيرت أن تكون بريطانيا منخرطة في إدارة الحرب، وعلق قائلاً "يقوم المستشارون بتوفير النصح في ما يتعلق بكيفية تحديد الأهداف، لضمان عدم إصابة المدنيين".
كما كان كوربن قد اتهم السعودية بارتكاب انتهاكات لحقوق الإنسان داخلياً، حيث تقوم أجهزة الأمن بالاعتقال التعسفي. وكان قد اتهم مسبقاً الحكومة البريطانية بعدم نشر تقرير يدين السعودية بتمويل التطرف في بريطانيا، وهو ما نفته كلياً بقولها إن الإرهاب في بريطانيا ذو أصول محلية.
وكان 17 نائباً من مختلف الأحزاب في مجلس العموم البريطاني قد وقّعوا عريضة نيابية الشهر الماضي، طالبوا فيها رئيسة الوزراء تيريزا ماي برفض زيارة بن سلمان لبلادهم بسبب "الجرائم الخطرة التي يرتكبها في بلاده وخارجها".
فيديو: ألكس رايت