تطيرُ الكلمات

22 مارس 2019
بييرات بلوش/ فرنسا
+ الخط -

الذين خرجوا ذات يوم وقالوا إنّهم سَيعودون
وَهُم يَعرِفون أَنهم لن يَعودوا
المحكومون بالخِيانات
الذين يَخافُون أن يَسقُط الظِلُّ
فَيفضَحُهم النور
الذين قالوا يوماً إلى اللّقاء
وهُم يعرفون أنهم لن يَعودوا
أنا واحدٌ من هؤلاء
أَكتُبُ على الوَرَقِ فَتهرِب الكَلماتُ
تَطير، تَصِيرُ فراشات
قالت أحتاج إلى شمسٍ، وفَضاء مَفتوحٍ
على أُفُقِ لِلفَرح وزَهر الخُزامى والنَّعناعِ،
واستراحةٍ في الظِلِّ ونَفحَة هواء نَقِيّ
قالت لي إذا كُنت سَتعترِف فاعتَرِف الآن
كيف تَعيش هُنا؟
قُلت مَن خرج من دَارهِ
لا دَار أخرى له
كانت لي دارٌ بِنافدتين
أُطِلُّ من واحِدةِ منها على البحر
وأُخرى على نفسي وعلى يَمامة
فهل هناك طُقوس لِلعَودة إلى القَبيلة؟
حتّى أَعبُرَ إلى اسم مَغسول بِدَم الطّهارة
وبِزغاريد الباهرات
هل هناك طقوس أتَمَرّن عَليها
كي أُعاوِدَ البداية
هل أحمِل لِلقَبِيلة قَطيفة زَهرٍ وَنُوَارٍ
وَأَتَداعَى أَمامَها هَشّاً كَأَوراقِ الخَريف
دُون شَماتَة أَحَدٍ
وأُعلِنُ لَها أَنِّي الآن أُشبِهُ نَفسي
ولا أشبِه أَحَداً
جئتك أحمل إليكِ باقة وردٍ
فأين شاهد القبر؟


* شاعر وأكاديمي مغربي مقيم في أميركا

المساهمون