تستعد الإمارات ودولة الاحتلال الإسرائيلي لفتح أبواب التعاون في عدة مجالات بعد إعلان اتفاق تطبيع العلاقات، في خطوة قوبلت بانتقادات فلسطينية وصفته بالخيانة.
والإمارات الغنية بالنفط هي أول دولة خليجية وثالث دولة عربية تطبّع العلاقات بشكل كامل مع إسرائيل.
في ما يلي أبرز القطاعات التي يمكن أن تشكّل أساسا للتقارب الاقتصادي بين الدولتين:
الأبحاث
حتى قبل الإعلان عن تطبيع العلاقات، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، في حزيران/يونيو الماضي، عن "تعاون" مع الإمارات في مجال مكافحة وباء كوفيد-19.
وبعد الإعلان عن اتفاق التطبيع وقّعت شركتان إماراتية وإسرائيلية في أبوظبي عقدا آخر لتطوير أبحاث ودراسات خاصة بفيروس كورونا الجديد، للمرة الأولى علنا في العاصمة الإماراتية بحضور وسائل إعلام إسرائيلية.
النفط
ترى إلين آر والد، الباحثة في مركز الطاقة العالمي التابع لمعهد "المجلس الأطلسي"، إن احتياطيات النفط الهائلة للدولة الخليجية تمثل نقطة جذب كبيرة لإسرائيل.
ولطالما رفضت دول الخليج العربية بيع النفط لإسرائيل، وحتى الآن لم تتبع أي حكومة أخرى في المنطقة الخطوة الإماراتية لإقامة علاقات.
السياحة
يعدّ تعزيز قطاع السياحة محورا رئيسيا للشق الاقتصادي في اتفاق تطبيع العلاقات.
ونظرا لأن العديد من الوجهات السياحية في المنطقة محظورة حاليا على الإسرائيليين، فإن الملايين الذين يسافرون إلى الخارج كل عام يتجهون عادة إلى أوروبا أو الولايات المتحدة.
وسيصبح بإمكان هؤلاء السياح القيام برحلة قصيرة إلى المنتجعات على طول ساحل الإمارات، وتريد إسرائيل أيضا جذب الأعمال لقطاع السياحة الخاص بها، لا سيما في تل أبيب الواقعة على البحر الأبيض المتوسط.
التكنولوجيا والشركات الناشئة
يشكل قطاع التكنولوجيا المتقدمة في إسرائيل أكثر من أربعين بالمائة من صادراتها، بحسب وزارة الاقتصاد، لذلك تطلق على نفسها اسم "أمة الشركات الناشئة".
وفي الإمارات، تعتبر دبي خصوصا أحد أبرز المدن العربية والعالمية استقطابا لهذه الشركات بفضل البيئة الحاضنة والدعم الحكومي لها.
وتشير تقارير إلى أن أكثر من 35 بالمائة من الشركات الناشئة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تتمركز في الإمارات وحدها.
تقنيات الزراعة
صدّرت إسرائيل في عام 2016 ما قيمته 9.1 مليارات دولار من منتجات التكنولوجيا الزراعية، بحسب أرقام صادرة عن وزارة الزراعة الإسرائيلية.
والجمعة، تعهدت الدولتان "بالتعاون في المشاريع التي تتناول الأمن الغذائي والمائي"، إضافة إلى "البحث والتطوير وتربية الأحياء المائية والتقنيات الزراعية وغيرها".
كما تملك إسرائيل شركات رائدة عالميا في مجال تنقية المياه، من بينها "أي دي أيي" الرائدة في هذا المجال والتي أقامت 400 محطة في أربعين دولة، من جهتها تعتمد الإمارات التي تعاني من شح في المياه ومناخ صحراوي على تحلية مياه البحر لتوفير مياه صالحة للشرب.
الأمن والمراقبة
في تقرير عام 2016 صادر عن منظمة "برايفيسي انترناشونال" البريطانية غير الحكومية، هناك 27 شركة إسرائيلية متخصصة في هذا المجال.
وصممت شركة "ان أس او" الإسرائيلية المعروفة برنامج "بيغاسوس" الشهير للاختراق والتجسس، والذي تسبب في اختراق عشرات الهواتف لنشطاء ومدافعين عن حقوق الإنسان وصحافيين من قبل حكومتي الإمارات والسعودية.
وفي الإمارات، تقدم شركات عديدة خدمات في مجال الأمن والمراقبة وتحليل المعلومات، بينما تنتشر في البلاد التي لم تتعرّض قط لأي عمل "ارهابي" ملايين الكاميرات التي تراقب الشوارع والمراكز التجارية، ضمن نظام يُعرف باسم "عين الصقر"، ومن النادر مشاهدة رجال الشرطة الإماراتيين في الأماكن العامة.