تضاعف أسعار الكمامات والمعقمات في شمال سورية

يبحث عامر علي، منذ يومين، في الصيدليات القريبة من منزله في مدينة إدلب شمال سورية، عن الكحول، بعد أن زاد استخدامه في ظل المخاوف من انتشار فيروس كورونا، من دون جدوى، ناقلا عن الصيادلة الذين التقاهم لـ"العربي الجديد"، قولهم إن سعر لتر الكحول الطبي ارتفع مؤخرا من ألف إلى أكثر من خمسة آلاف ليرة إن وجد.

وأكد أمجد حاج علي، النازح من سراقب إلى مدينة إدلب، ارتفاع أسعار المستلزمات الطبية والمعقمات، قائلا لـ"العربي الجديد"، "هنا الأسعار ترتفع بدون طلب حقيقي، فمجرد أن يتم الحديث أن هذه المادة سيصبح عليها طلب يتم رفع الأسعار".

وتابع "ارتفع سعر الكمامة العادية للأطفال من 25 إلى 300 ليرة، وكمامة الكبار من 100 إلى 500 ليرة، والقفاز الطبي من 35 إلى 200 ليرة، وعبوة الكحول سعة 100 مل من 100 إلى 500 ليرة، معربا عن اعتقاده بأن هناك أيضا من يحتكر هذه المواد".

لم يكن هناك قبل بضعة أشهر من يهتم بتوفر هذه المواد في الصيدليات، في ظل ضغوط الحياة المعيشية اليومية، بحسب حديث مصطفى رجب، من بنش بريف إدلب، مع "العربي الجديد"، الذي قال: "في الأصل هذه المواد لم تكن متوفرة في كل الصيدليات، ولم أسمع أن هناك من يستخدمها".

وحسب مدير الرقابة الدولية مديرية صحة إدلب مصطفى دغيم، لـ"العربي الجديد"، فإن "استيراد هذه المواد للصيدليات يتم عن طريق التجار، أما مثل هذه المستلزمات إذا وجدت في المشافي أو المراكز الصحية، فهي ليست للبيع وإنما للاستخدام داخل هذه المراكز".

وبين أن "موضوع ضبط هذه المواد لا ينطبق عليها ما ينطبق على الأدوية أو حليب الأطفال، التي هي من مسؤوليات مديرية الصحة كرقابة من حيث الأمن والسلامة والفعالية والأسعار". ويضيف أن مراقبة أسعار مثل تلك المواد من اختصاص التموين والجهات التنفيذية الأخرى.

بدوره اعتبر مدير الصحة في مدينة الباب، كاظم الحمود، أن زيادة أسعار بعض المستلزمات الطبية في هذه الفترة أمر طبيعي لأنه تزامن مع أمرين، الأول زيادة الطلب على هذه المواد، ثانيا إغلاق المعابر بشكل نهائي، مضيفا في حديث مع "العربي الجديد": "إن طالت فترة إغلاق المعابر فسنعمل بالتنسيق مع رئاسة المجلس المحلي على إيجاد آلية لإدخال مثل هذه المواد".

وبين الحمود لـ"العربي الجديد" أن لديهم "رقابة دوائية مسؤولة عن هذا الأمر، لكن زيادة الطلب مع عدم دخول هذه المواد جعل المستودعات تزيد أسعارها، واليوم توجهنا إلى إيجاد محاليل معقمة أخرى تفي بالغرض، بهدف تقليل استهلاك الكحول الطبي.