تضارب رؤى أطراف الأزمة يخيم على الهدنة شرق أوكرانيا

01 ابريل 2017
تضارب الرؤى يقلل من آمال الهدنة (سبنسر بلات/ Getty)
+ الخط -


وسط انتهاكات محدودة، بدأ اليوم، السبت، تطبيق نظام وقف إطلاق النار شرق أوكرانيا، في محاولة جديدة من أطراف الأزمة الأوكرانية للعودة إلى اتفاقات مينسك، التي تنص على سحب الأسلحة الثقيلة من خط التماس بين قوات الجيش الأوكراني ومسلحي دونباس، إلا أن تضارب رؤى أطراف الأزمة يقلل من آمال إقامة هدنة مستديمة هذه المرة أيضا.


وفي مقال بعنوان "مينسك واحدة - أربع رؤى"، رصدت صحيفة "غازيتا" الإلكترونية الروسية كيف ترى أطراف عملية مينسك، أوكرانيا ودونباس وروسيا والاتحاد الأوروبي، مستقبل العملية الدبلوماسية المتعثرة لتحقيق تسوية في منطقة دونباس الموالية لروسيا.

وحول موقف كييف، نقلت الصحيفة عن مصدر بالرئاسة الأوكرانية قوله إن القيادة الأوكرانية لم تعد تعتبر اتفاقات مينسك والتزاماتها ملحة.

وقال المصدر إن "الوفاء باتفاقات مينسك سيؤدي إلى زيادة التوتر السياسي الداخلي واحتجاجات واسعة، إذ إنها تلزم الدولة، في الواقع، بالعفو عن المسلحين"، متسائلا: "كيف سيكون رد فعل آلاف الجنود المصابين وعائلات القتلى؟".

وأوضح أن الدبلوماسيين الأوكرانيين يقومون بكل ما بوسعهم حتى تكون الكرة في ملعب روسيا، معتبرين أن اعتراف روسيا بوثائق هوية سكان دونيتسك ولوغانسك ينسف عملية التسوية ويشكل انتهاكا لاتفاقات مينسك.

من جانب آخر، ذكرت "غازيتا" أن ممثلي دونباس يتحدثون "بشكل غير رسمي" عن توقف عملية مينسك قريبا، محملين أوكرانيا وحدها المسؤولية عن ذلك.

ونقلت الصحيفة عن مصدر بمجلس وزراء "جمهورية دونيتسك الشعبية" قوله: "أعتقد أنه قد يحدث استفزاز ما من قبل كييف".

وحول موقف موسكو، يوضح المقال أنه لا يتغير، ولا يزال يتلخص في استمرار عملية مينسك بوساطة منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، وبمشاركة طرفي النزاع، وروسيا بصفتها ضامنا للوفاء بالاتفاقات.

ونقلت الصحيفة عن المحلل السياسي الروسي، أليكسي تشيسناكوف، قوله إن تحقيق اتفاقات مينسك يتعثر بسبب محاولات أوكرانيا تأخير بحث القضايا الاقتصادية والسياسية والإنسانية التي تزعجها.

وفي ما يتعلق برؤية دول الاتحاد الأوروبي الذي تمثله في "رباعية نورماندي" ألمانيا وفرنسا، أشارت الصحيفة إلى أنه يقتضي وضع خارطة طريق مفصلة تدقق العملية وتضع حدا للخلافات حول مواعيد سحب الأسلحة وإجراء الإصلاحات.

وأوضح مصدر دبلوماسي أوروبي لـ"غازيتا"، أن بروكسل لا ترى حتى الآن ضرورة لإشراك الولايات المتحدة في المفاوضات، بل تسعى لتسوية النزاع بمعرفتها.

وكان اجتماع لمجموعة الاتصال حول أوكرانيا عقد في العاصمة البيلاروسية مينسك، يوم الأربعاء الماضي، قد أسفر عن الاتفاق على "وقف كامل" لإطلاق النار اعتبارا من ليلة 1 إبريل/نيسان 2017 بمناسبة اقتراب عيد الفصح.

وفي حال استمر تطبيق نظام وقف إطلاق النار لمدة أسبوع، من المفترض أن تبدأ عمليات سحب القوات، على أن تجري كييف مجموعة من الإصلاحات تزيد من صلاحيات الحكم الذاتي في منطقة دونباس مقابل موافقة هذه الأخيرة على إجراء الانتخابات وفقا لقوانين أوكرانيا، ثم "استعادة الوحدة" بعد اقتتال دام ثلاث سنوات وأسفر عن سقوط أكثر من عشرة آلاف قتيل.