قتل 50 شخصاً وأصيب آخرون بجروح في ساعات متأخرة من ليل أمس الأربعاء، إثر كمين نصبته قوات النظام السوري، قرب بلدة العتيبة في ريف دمشق، في وقت تضاربت فيه الأنباء عمّا يخص هوية القتلى إن كانوا مدنيين أو مقاتلين معارضين.
وأفاد مصدر محلي، رفض الكشف عن اسمه، لـ"العربي الجديد"، بأن "قوات النظام السوري نفّذت كميناً لعشرات المدنيين الذين كانوا يحاولون الهروب من الغوطة الشرقية المحاصرة إلى خارجها عبر طريق واحدة متبقية، وهي الطريق الواصلة بين بلدة ميدعا في الغوطة الشرقية وبين بلدة الضمير في ريف دمشق، مما أسفر عن مقتل ما يقارب 50 مدنياً وجرح آخرين". وأشار إلى أن "معظم الضحايا هم إما من الجرحى الذاهبين لتلقي العلاج، أو من الشبّان الذين ملّوا الحصار".
وفي رواية ثانية، قال المتحدث الرسمي باسم "جيش الإسلام"، النقيب عبد الرحمن، في تصريحات لـ"العربي الجديد"، إن "رجالا كانوا في اتجاههم من الغوطة الشرقية إلى منطقة بير القصب في منطقة القلمون، إمّا لتنفيذ عملية عسكرية هناك، أو بغية الالتحاق بقائد مجموعة مسلّحة يدعى بالمكحّل، بايع تنظيم (الدولة الإسلامية- داعش)، أخيراً، عندما تعرّضوا لكمين أعدّته قوات النظام قرب بلدة العتيبة، مما أدى إلى مقتل 30 رجلاً منهم".
من جهته، أكّد الناشط الإعلامي، ثائر الدمشقي، أنّ "كلّ من يستخدم هذا الطريق الخطير للخروج من الغوطة يكون قد تساوى بالنسبة إليه الموت والحياة، كجرحى القصف الهاربين من الجوع". في حين اكتفى "المرصد السوري لحقوق الإنسان"، بقوله إنّ "30 رجلاً على الأقل قتلوا في الكمين"، من دون توضيح هويتهم.
في المقابل، نقلت وكالة "الأنباء الرسمية السورية" التابعة للنظام (سانا)، عن مصدر عسكري لم تسمّه، أن "وحدة من الجيش والقوات المسلحة قضت بكمين محكم على 50 إرهابياً أثناء محاولتهم الفرار من بلدة ميدعا في الغوطة الشرقية باتجاه مدينة الضمير في ريف دمشق ودمرت عربة بمن فيها".
وكانت قوات النظام قد قتلت 30 مدنياً، معظمهم جرحى، بطريقة مشابهة يوم الثلاثاء 11 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، أثناء محاولتهم الهروب من ريف حمص إلى تركيا، عبر ريف حماة.