تصعيد خطير في كركوك بعد رفع علم إقليم كردستان العراق وانتشار أمني

09 يناير 2019
الشارع يتحسب لمواجهات عرقية (علي مكرم غريب/ الأناضول)
+ الخط -

أثار رفع علم إقليم كردستان العراق مجددا في مدينة كركوك، من قبل أحزاب كردية سبق أن لوحت برفعه مجددا بعد أكثر من عام على إنزاله إثر سيطرة القوات العراقية على المدينة، أزمة جديدة في المحافظة ذات الخليط العربي الكردي التركماني، أربكت أمن المحافظة بشكل عام، وتسببت بنشر الجيش والشرطة قوات إضافية في شوارع المدينة تحسبا لأي اختلال أو مواجهات في المدينة على أسس عرقية.

ورفع حزب "الاتحاد الوطني الكردستاني"، في ساعة متأخرة من ليلة أمس، علم الإقليم على مقراته في المحافظة، معتبرا أنّ ذلك "مطابق للقانون"، وقال الحزب في بيان، إنّ "كركوك متنازع عليها، ولا يوجد أي مانع قانوني من رفع علم كردستان فيها".

وكانت قوات الأمن العراقي، قد أنزلت علم كردستان العراق، من بنايات المحافظة، عقب أحداث استفتاء الانفصال، التي جرت نهاية سبتمبر/ أيلول من العام الماضي.

وأثار رفع العلم حفيظة مكونات كركوك الأخرى، التي عدّت الخطوة "محاولة لتأجيج الوضع في المحافظة، واستهدافا للسلم الأهلي".

وقالت الجبهة التركمانية في كركوك، في بيان صحافي اليوم، إنّ "فرض سياسة الأمر الواقع في كركوك يخالف القانون والقرارات القضائية برفع علم الإقليم، بل هو محاولة لتأجيج الوضع وخلق مشكلة جديدة بين مكونات المحافظة المتعايشة سلميا، وأن إدخال الأجهزة الأمنية بهذه المشاكل في الوقت الحاضر يشتت جهودها في مكافحة الإرهاب".

ودعت الجميع إلى "الابتعاد عن سياسة خلق الأزمات"، مشددة على أنه على "رئيس الحكومة عادل عبد المهدي، عدم التلاعب في كركوك كصفقات سياسية لتشكيل الحكومة وتكملة الوزارات على حساب أهالي كركوك، وأنّ أمن كركوك هو الذي يحدد أمن العراق".

في الأثناء، انتشر رجال الأمن في المحافظة، بشكل مكثّف، بينما طالب محافظ كركوك، راكان الجبوري، بتعزيزات عسكرية إضافية للسيطرة على الوضع.

ودعا المحافظ بصفته رئيس اللجنة الأمنية بالمحافظة الأهالي في كركوك إلى "الحفاظ على الأمن وإدامة التعايش والاستقرار المجتمعي في المحافظة"، وقال في بيان "يجب على المسؤولين الذين قاموا بهذا العمل، إنهاء هذا المظهر للحفاظ على الأمن، ونحملهم مسؤولية ما حصل وما قد يحصل".

وأكد "وجهنا القوات الأمنية بإعادة الأمور لما كانت عليه"، مطالبا قوات الجيش بـ"إرسال تعزيزات عسكرية عاجلة للمحافظة، لقطع الطريق أمام كل من تسول له نفسه العبث بأمن واستقرار كركوك، ولمنع الإرهاب من استغلال الأخطاء السياسية والمواقف غير المسؤولة لبعض السياسيين".

ودعا الجبوري رئيس الحكومة إلى "التدخل العاجل لإنهاء هذه المظاهر، وعدم اتخاذ أي قرارات أو إجراءات من دون التنسيق مع اللجنة الأمنية لحساسية وضع كركوك وما شهدته طيلة الأشهر الماضية من استقرار وتعايش لم تشهده من قبل".

بدورها حذّرت مليشيا "بدر" (جزء من الحشد الشعبي)، من مغبة هذا التصرف، وقال مسؤول المليشيا في كركوك، محمد مهدي البياتي، في بيان "نترقب وبدقة ما يجري في كركوك، ونعرف الدوافع والخلفيات لذلك"، مضيفا "نذكر قيادات الاتحاد الوطني الكردستاني بأحداث ما بعد الاستفتاء، وننصحهم بالجلوس مع مكونات المحافظة، وأن لا يضيعوا الفرصة".

من جانبه قال عضو البرلمان العراقي عن محافظة كركوك، أرشد الصالحي، لـ"العربي الجديد"، إن "فرض سياسة الأمر الواقع في كركوك يخالف القانون والقرارات القضائية ونجد أن رفع علم الإقليم هو محاولة لتأجيج الوضع وخلق مشكلة جديدة بين مكونات المحافظة المتعايشة سلميا".

وطالب الجميع بالابتعاد عن سياسة خلق الأزمات وعدم فتح جبهة ثانوية لا يستفيد منها سوى تنظيم "داعش" والعصابات الإرهابية والخارجة على القانون، داعيا رئيس الوزراء إلى "تفويت الفرصة على كل من تسول له نفسه لخلق مشاكل نحن في غنى عنها في كركوك".



وخرج العشرات من الكرد في شوارع كركوك مساء أمس الثلاثاء في احتفالات بمناسبة إعادة رفع علم كردستان العراق في المحافظة المتنازع عليها بين أربيل وبغداد.

وهو ما دفع بقوات الأمن العراقية إلى النزول للشوارع تحسبا من مواجهات عنصرية بين أبناء المكونات الثلاثة حيث يقول ممثلو العرب والتركمان إن الأكراد يريدون فرض سياسة الأمر الواقع.

المساهمون