تصعيد جديد للانفصاليين باليمن.. تظاهرات وتهجير "قسري" لأبناء الشمال

03 سبتمبر 2020
حشد "الانتقالي" الآلاف من أنصارة في بلدة المصينعة بشبوة (تويتر)
+ الخط -

دشن المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتيا، الخميس، خطوات تصعيدية جديدة ضد الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا، رغم التحركات السعودية الأخيرة لردم الهوة وإنعاش اتفاق الرياض المتعثر.

وحشد المجلس الانتقالي الآلاف من أنصاره إلى بلدة المصينعة في محافظة شبوة الخاضعة للحكومة الشرعية، بالتزامن مع انتهاكات جديدة بالعاصمة المؤقتة عدن، تمثلت بتهجير عشرات العمال المتحدرين من محافظات يمنية شمالية، بتهمة أنهم "خلايا حوثية".

وهاجم المتظاهرون الموالون لـ"الانتقالي" بشبوة الحكومة الشرعية واتهموها بـ"الأخونة"، ورفعوا صور ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، وولي عهد أبوظبي محمد بن زايد.

وجاءت التظاهرة، على ما يبدو، ردا على تظاهرات مماثلة أقامها "الائتلاف الجنوبي" الموالي للشرعية في محافظات شبوة وأبين وسيئون بحضرموت، في إطار معركة سياسية لاستعراض القواعد الجماهيرية والحاضنة الشعبية لكل طرف.

وتحاشى الانفصاليون الاحتشاد في مدينة عتق، عاصمة شبوة، التي تظاهر فيها حلفاء الشرعية، وتجمهر أنصارهم في منطقة المصينعة التي شهدت خلال الأسابيع الماضية اشتباكات مسلحة بين حلفاء للمجلس الانتقالي والقوات الحكومية.

وقال المجلس الانتقالي المدعوم إماراتيا، في بيان على موقعه الإلكتروني، إن التظاهرة عبرت عن رفض المتظاهرين لما سموه بـ"هيمنة حزب الإصلاح", والعبث بخيرات المحافظة لمصالح وأجندة حزبية.

وفي رد على الاحتشاد الموالي للشرعية والرافض لمشاريع التجزئة التي يقودها حلفاء الإمارات، ذكر المجلس الانتقالي أن التظاهرة التابعة له أكدت أن شبوة "لن تغرد خارج السرب الجنوبي وتصطف مع باقي المحافظات خلف عيدروس الزُبيدي".

وفي السياق، أكد مصدر حقوقي، لـ"العربي الجديد"، أن ما يسمى بـ"قوات العاصفة" التابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي، نفذت حملة مداهمات واعتقالات غير قانونية طاولت العشرات من العمال والباعة المتجولين المتحدرين من محافظات شمالية، وقامت بترحيلهم من العاصمة المؤقتة عدن، بشكل قسري.

وأشار المصدر، الذي طلب عدم الكشف عن هويته لاعتبارات أمنية، إلى أن الانتهاكات الجديدة جاءت بعد زعم قوات "الانتقالي" العثور على خلية تابعة للحوثيين في مديرية صيرة، رغم أن المقبوض عليهم باعة في سوق الحراج الخاص بالأسماك.

وذكرت مصادر محلية، لـ"العربي الجديد"، أن المداهمات والاعتقالات تركزت في مديريات كريتر والشيخ عثمان والمنصورة، بالتزامن مع انتشار مكثف لدوريات تابعة لقوات لواء العاصفة المدعوم إماراتيا.

ويأتي التصعيد الجديد للانفصاليين رغم التحركات المكثفة التي تبذلها السعودية وسفارات الدول الخمس الكبرى لإعادة إحياء مشاورات اتفاق الرياض بين الحكومة الشرعية والمجلس الانتقالي الجنوبي.

وكشف كبير المفاوضين الانفصاليين بمشاورات اتفاق الرياض ناصر الخبجي، الخميس، عن الأهداف الحقيقية للمجلس الانتقالي من عرقلة الاتفاق، إذ أكد، خلال لقائه المسؤول السياسي للسفارة الأميركية باليمن كريستوفر دوتش، أن الأولوية بالنسبة إليهم هي "تشكيل الحكومة ونقل القوات الحكومية إلى الجبهات".

ويرفض المجلس الانتقالي الجنوبي تنفيذ  الشق العسكري من الآلية الجديدة لاتفاق الرياض، والتي نصت على نقل القوات والسلاح الثقيل من عدن وفصل القوات في أبين بالتزامن مع مشاورات تشكيل الحكومة التي انتهى موعدها الزمني، السبت الماضي.

ولم يصدر أي تعليق فوري من الحكومة الشرعية حيال التصعيد الجديد للانفصاليين ومطالبهم الصريحة بضرورة تشكيل الحكومة ونقل القوات الحكومية من أبين إلى مأرب.

ويطمح المجلس الانتقالي إلى إزاحة القوات الحكومية من شقرة، والتي تشكل عقدة أمام توغله نحو محافظة شبوة النفطية، التي خسرها في معارك أغسطس/آب 2019 لصالح القوات الحكومية.