تتطور العلاقة بين الأساتذة المتدربين ووزارة التربية الوطنية بالمغرب نحو مزيد من التوتر والتصعيد، خاصة في خضم ما سماه البعض "حرب البيانات" بين الطرفين، فبعد أن وصفت الوزارة ضمنيا الأساتذة الجدد بالكسالى، جاء ردهم بأنهم سيواصلون التصعيد إلى أن تتحقق مطالبهم.
وفي الوقت الذي برأت فيه وزارة التربية نفسها، في أول رد رسمي لها على "ترسيب" عدد من الأساتذة المتدربين في مباراة التوظيف بالقطاع العام، دعت تنسيقية الأساتذة المتدربين إلى خوض أشكال احتجاجية أكثر حدة، لم تكشف عن طبيعتها.
وقالت وزارة التربية عن رسوب عدد من الأساتذة المتدربين في المباراة التي تم إعلان نتائجها قبل أيام، إنها "التزمت الموضوعية والتجرد في تعاملها مع ملف الأساتذة المتدربين"، وأن تعاطيها مع الملف "جرى في انسجام تام مع رغبتها بإيجاد حلول مقبولة منذ السنة الماضية، دون استحضار أية خلفيات كما تروج لذلك بعض الجهات"، في إشارة إلى اتهام الوزارة باستهداف أساتذة يقودون الاحتجاجات أو لديهم انتماءات سياسية معينة، خاصة جماعة العدل والإحسان.
وأضافت البيان أن "بعض الأطراف تصر على ممارسة التغليط (تشويه الحقائق) في حق الرأي العام الوطني، من خلال استغلال ملف الأساتذة المتدربين باحتجاجات غير مسؤولة، كالدعوة إلى تنظيم مسيرات، علما أن الملف لا يحتمل إدراجه في أية حسابات سياسية ضيقة، بحكم ارتباطه بمستقبل الناشئة وبجودة العرض التعليمي الواجب توفيره في المدرسة العمومية".
وأبدت الوزارة رفضها لاحتجاجات الأساتذة المتدربين بخصوص رسوب بعضهم في المباراة، وقالت "من غير المقبول أن يتم السماح بتوظيف أساتذة متدربين لم يحصلوا على النقاط الكافية في الاختبارات، مما لا يؤهلهم لتولي مناصب وظيفية، وخاصة أن الأمر يتعلق بالمجال التربوي".
ولم يتأخر رد "تنسيقية الأساتذة المتدربين" كثيرا، حيث دعت إلى ما سمته "حملة الغضب الوطني"، التي تنطلق اليوم الاثنين، من خلال حمل شارات سوداء، وإرسال عريضة احتجاجية إلى جهات ومنظمات دولية، فضلا عن أشكال احتجاجية محلية مختلفة.
وقال عضو المجلس الوطني لتنسيقية الأساتذة المتدربين، محمد قنجاع، إن بيان وزارة التربية الوطنية بدا متهافتا ومتحاملا على الأساتذة المتدربين، مضيفا أن الوزارة تتهم الأساتذة بأنهم يخضعون لأجندات سياسية، وهو اتهام باطل لا أساس له من الصحة.
واستطرد قنجاع أن اتهامات وزارة التربية "لن تثني الأساتذة المتدربين عن هدفهم المتمثل في الاستجابة لمطلب التوظيف لجميع أعضاء فوج الكرامة، ورفض ترسيب 195 أستاذا متدربا، في خرق فاضح لاتفاق إبريل/نيسان بين الحكومة والأساتذة المتدربين".