تصريحات باول ترفع الدولارو تقلب الطاولة على الذهب

27 يونيو 2019
المضاربون يعودون إلى شراء الدولار (Getty)
+ الخط -

أكد رئيس مجلس الاحتياط الفيدرالي "البنك المركزي الأميركي"، جيروم باول، استقلالية البنك في إدارة السياسة النقدية للبلاد، وعدم الرضوخ لضغوط دونالد ترامب المستمرة المطالبة بخفض سعر الفائدة على الدولار.

وقلبت تصريحات باول التي أطلقها مساء الثلاثاء، الطاولة على أسعار الذهب والأسهم في الأسواق العالمية، وكذلك أثر على المضاربات في أسواق الصرف على الدولار، حيث هرب المستثمرون من المعدن الأصفر وعادوا إلى شراء العملة الأميركية مرة أخرى، كما انخفضت مؤشرات الأسهم الرئيسية التي كانت تترقب تحفيزاً أكبر في السياسة النقدية الأميركية تنعش سوق "وول ستريت".

و"وول ستريت" التي تفوق قيمة الأسهم المتداولة فيها 25 تريليون دولار، تعد أكبر قائد لأسواق المال العالمية. لكن تصريحات إيجابية بشأن اللقاء بين الرئيسين الأميركي دونالد ترامب والصيني شي جين بينغ في قمة العشرين المنعقدة نهاية الأسبوع واحتمال تسوية النزاع التجاري أو تجميده على الأقل، قد تدعم الأسواق خلال الأسابيع المقبلة.

وحسب رويترز، أكد باول، في تصريحاته الثلاثاء، استقلالية المركزي الأميركي عن ترامب، الذي يضغط باتجاه إجراء تخفيضات كبيرة لأسعار الفائدة ويطالب بعودة سياسة "التيسير الكمي".

وقال إن البنك المركزي بمنأى عن الضغوط السياسية قصيرة الأمد، في الوقت الذي يواجه فيه صناع السياسات صعوبة في اتخاذ قرار بشأن ما إذا كانوا سيخفضون أسعار الفائدة.
وجاءت التصريحات بعدما قال رئيس بنك الاحتياطي الاتحادي في سانت لويس، جيمس بولارد، إنه لا يعتقد أن البنك المركزي الأميركي يحتاج إلى خفض أسعار الفائدة نصف نقطة مئوية، في اجتماعه القادم في يوليو/تموز.

ويعتقد ترامب أن خفض سعر الفائدة وتغير السياسة النقدية سيقودان إلى خفض سعر الدولار، وبالتالي دعم تنافسية الصادرات الأميركية الضرورية لخفض العجز التجاري.

وكان ترامب قد هدد جيروم باول بالطرد من المنصب إن لم ينصع لطلبه بشأن السياسة النقدية، في تغريدات آخرها الأسبوع الماضي. وبناء على تأكيدات باول بشأن استقلالية السياسة النقدية الأميركية عن رغبات ترامب، ارتفع سعر الدولار وانخفضت أسعار الذهب والأسهم في تعاملات الأربعاء. 

وكان المضاربون قد بنوا صفقاتهم في الأيام العشرة الأخيرة، على أساس سياسة اقتصادية مرنة تستجيب لطموحات ترامب في حماية الاقتصاد الأميركي من الركود واستمرارية انتعاش أسواق المال وانخفاض سعر صرف الدولار.

وتبعاً لتصريحات باول، تضاءل احتمال إجراء المركزي الأميركي خفضا كبيرا لأسعار الفائدة كما كان متوقعاً. ويرى خبراء استثمار، أن أسواق المال فهمت من تصريحات باول، أن المركزي لن يجري خفضاً كبيراً في الفائدة.

وكانت مصارف استثمار أميركية، من بينها مصرف "غولدمان ساكس"، توقعت، الشهر الجاري، أن يخفض المركزي الأميركي سعر الفائدة مرتين على الأقل في النصف الثاني من العام. واعتقد بعض المتعاملين أن البنك ربما يخفض الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس في يوليو/تموز.

ودفعت تصريحات باول، الدولار، في تعاملات الأربعاء، إلى الارتفاع من أدنى مستوى في ثلاثة أشهر مقابل سلة من العملات في التعاملات الصباحية في لندن. وحسب رويترز، ارتفع مؤشر الدولار في تعاملات أمس بنسبة 0.1 % إلى 96.273 مقابل الين الياباني. وفي طوكيو، جرى تداول الين عند 107.45 ين للدولار.



لكن بقي الإسترليني رهيناً لمستقبل زعامة حزب المحافظين الذي سيحدد تلقائياً مستقبل بريكست، وعما إذا كانت بريطانيا ستتمكن من الاتفاق على ترتيبات تجارية مع أوروبا أم لا. 

وفي تعاملات لندن الصباحية يوم الأربعاء، ظل الإسترليني قرب أدنى مستوى في خمسة أشهر عند 1.2669 دولار، بعد أن أكد بوريس جونسون، الذي يتصدر سباق خلافة رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، التزامه بمغادرة بلاده للاتحاد الأوروبي، سواء باتفاق أو من غير اتفاق، بنهاية أكتوبر/تشرين الأول.

وفي سوق المعادن الثمينة، أدت إشارة باول بشأن استقلالية الاحتياط الفيدرالي عن البيت الأبيض إلى هبوط أسعار الذهب بنسبة تزيد عن 1% أمس، مبتعدة عن ذروة ستة أعوام التي بلغها المعدن النفيس في الجلسة السابقة. وحسب رويترز، باع المستثمرون المعدن النفيس لجني الأرباح، بعد ارتفاع قوي خوفاً من عودة القوة للدولار التي ستخفض الأسعار. وعادة ما تتحرك أسعار الذهب في اتجاه معاكس للدولار. وكانت أسعار الذهب بلغت أعلى مستوياتها منذ 14 مايو/أيار 2013 عند 1438.63 دولاراً في الجلسة السابقة.

وعلى صعيد أسواق المال، تراجعت الأسهم الأوروبية في المعاملات المبكرة أمس، بعد انهيار الرهانات على خفض كبير للفائدة الأميركية، لكن بعض نتائج القوية من شركة ميكرون تكنولوجي لصناعة الرقائق، قلصت من الانخفاض. كما تراجع مؤشر نيكاي القياسي بنسبة 0.5 بالمائة، ليغلق عند 21086.59 نقطة. وتغلق الأسواق الآسيوية مبكراً وقبل افتتاح أسواق أوروبا.

لكن من المتوقع أن تجد أسواق المال دعماً من تصريحات أميركية متفائلة حول تسوية الحرب التجارية. في هذا الصدد، قال وزير الخزانة ستيفن منوتشين، أمس، إن الاتفاق التجاري بين الولايات المتحدة والصين اكتمل بنسبة نحو 90%، وفقا لما أوردته قناة "سي.إن.بي.سي" الأميركية. وقال منوتشين، في مقابلة مع القناة: " قطعنا نحو 90% من الطريق إلى إبرام اتفاق، وأعتقد أن هناك مساراً لاستكمال هذا". 

وفي تعليق على قمة ترامب وشي، قال تاكويا تاكاهاشي الخبير الاستراتيجي لدى مؤسسة دايوا للأوراق المالية "من المنتظر أن تحدد النتيجة اتجاه السوق بعض الشيء".

لكن على خلاف أدوات الاستثمار الأخرى، قفزت عملة بيتكوين إلى أعلى مستوياتها في 18 شهراً، أمس، بفعل تدفقات الاستثمار على الملاذ الآمن وتنامي التوقعات بأن عملة ليبرا التابعة لفيسبوك قد تحدث تحولا كبيرا في استثمارات العملة المشفرة.

وحسب رويترز، قال مايكل هيوسون، رئيس استراتيجيات السوق لدى "سي.إم.سي ماركتس": "من الواضح أنها تستفيد من نوع ما من التدفقات التي يستفيد منها الذهب أيضاً".
دلالات
المساهمون